عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << لتملأن الأرض جوراً وظلماً, فإذا ملئت جوراً وظلماً, بعث الله رجلاً من مني, اسمه اسمي فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً>> (1).
<<كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم>> (2).
. . . وإمامكم منكم - أي المهدي عليه السلام.
نزل عيسى ينزل وقت الصلاة وقد صف المهدي الناس يؤمهم فيقول عيسى تعال صلّ لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة>> (3).
(1) رواه الإمام أحمد - وابن حيان - والحاكم - البزار - ابن عدي - وأبو تميم في الحلية
(2) رواه البخاري مختصر الخباري ص 324 حديث 1440.
(3) رواه مسلم في كتاب الإيمان مختصر مسلم رقم الحديث 2061.
هذه هي الأحاديث الصحيحة التي وردت في ظهور المهدي عليه السلام والتي وافق عليها وأكدها وثبتها معظم علماء هذه الأمة الإسلامية وكذلك الرواة في الصحيح وأصحاب السنن والحاكم وغيرهم.
وفي مجمل الأحاديث الشريفة التي أوردها تأكيد من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن خروجه مؤكد لا شك فيه أبداً, وأنه إذا خرج ملك العرب جميعاً, وأنه سيحقق العدل والقسط بعد الظلم والجور والفتن العظيمة التي أصابت الناس جميعاً, وأن مُلكه هذا بين سبع سنوات إلى ثماني سنوات, وأن الأرض أرضَ المسلمين والعرب تُخرج بأمر الله كنوزها وخيرها وزرعها لكثرة المطر والمواشي والتي يمثل كثرتها توافر الخير والزرع والمطر . . ومن هذا يكثر المال كثرة عظيمة حتى إن المهدي عليه السلام سيحثو المال دون عد لكثرته العظيمة ويعطيه للناس جميعاً, وكذلك لعدله وتقواه وعلمه. . . والمهدي يأتي مع الجيش من خُرسان وفارس بالرايات السود تأييداً له, ومما يدل على مكانة المهدي أن عيسى عليه السلام لما ينزل وقت صلاة عند منارة شرقي دمشق, ويحضر المهدي ويقدمه للصلاة فيرفض تكرمة لهذه الأمة, ومن هذه الأحاديث الصحيحة الشريفة نجد القول الفصل والحق المبين فلا شطط فيها ولا وكس مما يخالف العقل, كما ورد في بعض الأحاديث الضيفة جداً والموضوعة والمكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مولد المهدي عليه السلام:
إن مولد المهدي رضي الله عنه عليه السلام على الأغلب والأصح, (يولد في المدينة) كما روى أبو نعيم عن حماد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه . .
وقد أورد القرطبي في التذكرة أن مولده في بلاد المغرب. . .
وقال بعضهم: إن مولده في الأندلس. . ولكن أصح الروايات أن مولده في (المدينة المنورة).
صفاته:
الصحيح في صفاته أنه آدم, ضرب من الرجال ربعة أجلى الجبهة, أقنى الأنف أشمه أزج أبلج, أعين أكحل العينين, براق الثنايا, أفرقها في خده الأيمن خال أسود, يضيء وجهه كأنه كوكب دري, كث اللحية في كتفه علامة للنبي صلى الله عليه وسلم أذيل الفخذين لونه لون عربي وجسمه جسم إسرائيلي في لسانه ثقل وإذا أبطأ عليه الكلام ضرب فخذه الأيسر بيده اليمنى, ابن أربعين سنة وفي رواية ما بين الثلاثين إلى الأربعين خاشع لله خشوع النسر بجناحيه يشبه النبي في الخُلُقِ. . . (1).
علاماته:
في كتفه علامة للنبي صلى الله عليه وسلم, وأنه يجتمع بعيسى عليه السلام ويصلي عيسى خلفه, وأن الأرض تخرج أفلاذ كبدها مثل الأسطوانات من الذهب - ومن علاماته عليه السلام غنى قلوب الناس وكثرة بركات الأرض, ومنها أن يخرج كنز الكعبة المدفون فيقسمه في سبيل الله, ومنها أن يغرس قضيباً في أرض اليابسة فيخضر ويورق, وكذلك يطلب منه آيه فيومئ إلى الطير في السماء فيسقط في يد, وهذا كله يتنافى مع العقل (2).
الأمارات الدالة على خروجه:
1- ينشق الفرات فينحسر عنه جبل من ذهب.
2- ينكسف القمر أول ليلة من رمضان والشمس ليلة النصف منه وهذان لم يكونا منذ أن خلق الله السموات والأرض.
3- طلوع القرن ذي السنين.
4- ظهور نار عظيمة من قبل المشرق ثلاث ليال أو سبع ليال.
6- ظهور ظلمة السماء.
7- حمرة في السماء وتنتشر في أفقها ليس كحمرة الأفق.
8- نداء يعم أهل الأرض ويُسمع كل أهل لغة بلغتهم (3).
(1) كتاب الإشاعة لأشراط الساعة للعلامة محمد بن رسول الحسيني البرزنجي
(2) روى هذه العلامات أبو نعيم عن علي بن أبي طالب كتاب الساعة لأشراط الساعة ص85.
(3) كتاب الإشاعة لأشراط الساعة - محمد بن رسول الحسيني البرزنجي ص 85