في قلب الأحداث العظام والفتن الجسام التي تصيب المسلمين جميعاً, وفي ظل اليأس والحرمان والقتل والهرج والبلاء والكفر والإيمان وإمارة السفهاء وشُرَطِ آخر الزمان التي تضرب وتجلد الناس بالسياط, وفي خضم هذه الابتلاءات العظيمة التي أصابت جسد المسلمين في دينهم ووجودهم يرسل الله سبحانه رجلاً من آل محمد صلى الله عليه وسلم ومن ولد فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها تحديداً اسمه وكنيته يواطئان اسم النبي وكنيته صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
<<لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي>>. [رواه الترمذي]
الأحاديث الصحيحة التي سنذكرها فيما بعد يؤكد وتجزم أن خروج المهدي وظهوره وولايته وخلافته صحيح لا شك فيه ولا ريب .
. . . . لماذا تعددت الروايات في ظُهورِ المهدي واختلف الكثير حول خروجه بين مصدق ومكذب؟؟. . . . ولماذا تداخلت الروايات في ظهوره وخلافته بالذات ودخل فيها الغث والسمن والجيد والرديء والصحيح والموضوع والمكذوب؟؟
. . . . وقبل أن أبدأ بالجواب لنا وقفة مع الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز غفر الله لنا وله. . وهو من العلماء المعاصرين. . .
حيث يبين لنا رأيه في ظهور المهدي وخلافته وما قيل حوله من مجمل الأحاديث الواردة والروايات المتداخله في خروجه وظهوره وخلافته وما يكون منه. . يقول سماحة الشيخ : <<أمر المهدي معلوم, والأحاديث فيه مستفضية بل متواترها متعاضدة>>, وقد حكى أكثر من واحد من أهل العلم تواترها, وتواترها تواتر معنوي لكثرة طرقها, واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها, فهي بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق, وهو (محمد بن عبد الله. . العلوي الحسني من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم, وهذا الأمام من رحمة الله عز وجل بالأمة يخرج آخر الزمان فيقيم العدل والحق, ويمنع الظلم والجور, وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلاً وهداية وتوفيقاً وإرشاداً للناس .
. . وقد اطلعت على كثير من أحاديثه فرأيتها كما قال الشوكاني وغيره, وكما قال ابن القيم وغيره : فيها الصحيح, وفيها الحسن, وفيها الضعيف وفيها المنجبر, وفيها أخبار موضوعة. . . ويكفينا ما استقام سنده, سواء كان صحيحاً لذاته أو لغيره, وسواء كان حسناً لذاته أو لغيره, وهكذا الأحاديث الضعيفة إذا انجبرت وشدَّ بعضها بعضاً, فإنها حجة عند أهل العلم. . . . والحق أن الجمهور من أهل العلم - بل هو الاتفاق- على ثبوت أمر المهدي وأنه حق, وأنه سيخرج في آخر الزمان أمَّا من شذّ من أهل العلم في هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه في ذلك>>
كتاب الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي لعبد المحسن بن حمد العباد ص 157.