عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16-09-2006, 08:10 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

امبراطورية التتار (5) : دخول الشام ، وسقوط دمشق .


1- اجتياح التتار لبلادالشام ودخولهم لحلب وحماه ودمشق وماصنعوه بأهلها .
2- حقد النصارى على المسلمين وتربصهم الدوائر بهم .
3- علاقة الود والتعاون بين التتار والنصارى على المسلمين .

استهلت هذه السنة – أي سنة657 – وليس للمسلمين خليفة ، وسلطان دمشق وحلب الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز ، وقد أرسل الملك الغاشم هولاكو إلى الملك الناصر صاحب دمشق يستدعيه إليه ، فأرسل إليه ولده العزيز وهو صغير ومعه هدايا كثيرة وتحف فلم يحتفل به هولاكو ، بل غضب على أبيه إذ لم يقبل إليه وأخذ ابنه وقال : أنا أسير إلى بلاده بنفسي ، فانزعج الناصر لذلك وبعث بحريمه وأهله إلى الكرك ليحصنهم بها ، وخاف أهل دمشق خوفاً شديداً ، ولاسيما لما بلغهم أن التتار قد قطعوا الفرات سافر كثير منهم إلى مصر في زمن الشتاء فمات ناس كثير منهم ونهبوا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

وأقبل هولاكو فقصد الشام بجنوده وعساكره ، وقد امتنعت عليه ( ميافارقين ) مدة سنة ونصف ، فأرسل إليها ولده أشموط فافتتحها قسراً ، وأنزل ملكها الكامل بن الشهاب غازي فأرسله إلى أبيه وهو محاصر حلب فقتله بين يديه ، وطيف برأسه في البلاد ، ودخلوا به إلى دمشق .

وتواترت الأخبار بقصد التتار بلاد الشام إذ دخل جيش المغول صحبة ملكهم هولاكو ، وجاوزوا الفرات على جسور عملوها ، ووصلوا إلى حلب في ثاني صفر من هذه السنة فحاصروها سبعة أيام ، ثم افتتحوها بالأمان ، ثم غدروا بأهلها ، وقتلوا منهم خلقاً لا يعلمهم إلا الله عز وجل ، ونهبوا الأموال ، وسبوا النساء والأطفال ، وجرى عليهم قريب مما جرى على أهل بغداد ، فجاسوا خلال الديار ، وجعلوا أعزة أهلها أذلة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

وامتنعت عليهم القلعة شهراً ثم استلموها بالأمان ، وخربوا أسور البلد وأسوار القلعة ، وبقيت حلب كأنها حمار أجرب ، وكان أمر الله قدراً مقدوراً ، وقد كان أرسل هولاكو يقول لأهل حلب : نحن إنما جئنا لقتال الملك الناصر بدمشق ، فاجعلوا لنا عندكم شحنة [ أي أميراً ] ، فإن كانت النصرة لنا فالبلاد كلها في حكمنا ، وإن كانت علينا فإن شئتم قبلتم الشحنة ، وإن شئتم أطلقتموه ، فأجابوه : مالك عندنا إلا السيف ، فتعجب من ضعفهم وجوابهم ، فزحف حينئذ إليهم ، وأحاط بالبلد ، وكان ما كان بقدر الله سبحانه .

ولما فتحت حلب أرسل صاحب حماه بمفاتيحها إلى هولاكو ، فاستناب عليها رجلاً من العجم فخرب أسوارها كمدينة حلب .

وأرسل هولاكو وهو نازل حلب جيشاُ مع أمير من كبار دولته يقال له كتبغاوين، فوردوا دمشق في آخر صفر فأخذوها سريعاً من غير ممانعة ولا مدافعة ، بل تلقاهم كبارها بالرحب والسعة ، وقد كتب هولاكو أماناً لأهل البلد فقرئ بالميدان الأخضر ونودي به في البلد ، فأمن الناس على وجل من الغدر كما فعل بأهل حلب ، هذا والقلعة ممتنعة مستورة ، وفي أعاليها المجانيق منصوبة والحال شديدة ، فأحضرت التتار منجنيقاً يحمل على عجل والخيول تجرها ، وهم راكبون على الخيل ، وأسلحتهم على أبقار كثيرة ، فنصب المنجنيق على القلعة من غربيها ، وخربوا حيطاناً كثيرة ، وأخذوا حجارتها ورموا بها القلعة رمياً متواتراً كالمطر المتدارك ، فهدموا كثيراً من أعاليها وشرافاتها ، وتداعت للسقوط ، فأجابهم متوليها في آخر ذلك للمصالحة ففتحوها ، وخربوا كل بدنة فيها ، وأعالي بروجها ، وقتلوا المتولي بها ونقيبها .

وسلموا البلد والقلعة إلى أمير منهم يقال له ابل سيان ، وكان لعنه الله معظماُ لدين النصارى ، فاجتمع به أساقفتهم وقسوسهم ، فعظمهم جداً وزار كنائسهم ، فصارت لهم دولة وصولة بسببه ، وذهب طائفة من النصارى إلى هولاكو ، وأخذوا معهم هدايا وتحفاً ، وقدموا من عنده ومعهم أمان فرمان من جهته ، ودخلوا من باب توما ومعهم صليب منصوب يحملونه على رؤوس الناس ، وهم ينادون بشعارهم ويقولون : ظهر الدين الصحيح دين المسيح ، ويذمون الإسلام وأهله ، ومعهم أواني فيها خمر لا يمرون على باب مسجد إلا رشوا عنده خمراً ، وقماقم ملآنة خمراً يرشون منها على وجوه الناس وثيابهم ، ويأمرون كل من يجتازون به في الأزقة والأسواق أن يقوم لصلبهم .. ثم دخلوا بعد ذلك إلى كنيسة مريم ، وكانت عامرة ، ولكن كان هذا سبب خرابها ، ولله الحمد ، وضربوا بالناقوس في كنيسة مريم .. وذكر أنهم دخلوا إلى الجامع بخمر ، وكان في نيتهم إن طالت مدة التتار أن يخربوا كثيراً من المساجد وغيرها ، ولما وقع هذا في البلد اجتمع قضاة المسلمين والشهود والفقهاء فدخلوا القلعة يشكون هذا الحال إلى متسلمها ابل سيان ، فأهينوا وطردوا ، وقدم كلام روؤس النصارى عليهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

وهذا كان في أول هذه السنة وسلطان الشام الناصر بن العزيز مقيم في جيوش كثيرة من الأمراء وأبناء الملوك ليناجزوا التتار إن قدموا إليهم ، ولكن الكلمة بين الجيوش مختلفة غير مؤتلفة لما يريده الله عز وجل ، وقد عزمت طائفة من الأمراء على خلع الناصر وسجنه ومبايعة أخيه شقيقه الملك الظاهر علي ، فلما عرف الناصر ذلك هرب إلى القلعة ، وتفرقت العساكر شذر مذر .



البداية والنهاية 13/ 215 - 220باختصار

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس