عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18-04-2005, 01:34 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

مفاهيم الجهاد


تعريف الجهاد

كلمة لها وقعها في الآذان والنفوس بل وأصبح لها وقعها المميز حتى عند غير أهل اللغة - أي العرب أنفسهم - من أصحاب اللغات الأخرى الأجنبية وأصبحت عندما تذكر تتفاعل معها النفوس وتتهيأ الأذهان لاستدعاء صور مخصوصة بعينها تتعلق بهذه اللفظة فهل نحن حقا نعرف عن الجهاد ما يكفي لكي نكون ملمين بمدلوله ومراده وحقيقته أم أننا في ذلك نترك المجال مفتوحا أمام كل من هب ودب سواء كان من المسلمين أو غيرهم ليدلي لنا بفهمه الخاص ويمليه علينا مقنعا إيانا أن هذا هو الفهم السليم وأن ما عداه باطل مشوه لحقيقة هذه الكلمة عظيمة المدلول.

إن مأساتنا نحن المسلمين إنما تكمن على الحقيقة في دخولنا في أعوص المسائل وأقوى النقاشات ونحن لم نحرر مقاصد ألفاظنا ومرادات تعبيراتنا وبذا يبدأ النقاش وينتهي ونحن ما زلنا بعد لم نتفق ولم نلتق ولذا لا يصح أن نتغافل نحن معشر المسلمين عن الخطوة الأولى في الحوار حول أي موضوع أو النقاش في أي قضية ألا وهو تحرير المصطلحات وبيان المراد منها حتى لا يغني كل طرف منا في واد ولا يسمعه صاحبه.

إن المتعامل مع نصوص الشريعة الغراء الكاملة لابد له أن يفهم مراد ألفاظ الشارع الكريم التي استخدمها في هذه النصوص على مراد الله تعالى لا على مراد غيره لأنه المعبود بهذه الألفاظ ولابد له بعد ذلك من الوقوف على هذه النصوص فلا يفسرها بهواه أو سابق فهمه بل هو يستقي منها مقاييس الصواب والخطأ والمفروض وغير المفروض من الأقوال والأفعال فينساق لمراد الله تعالى فيها فتكمل له منازل العبودية الرفيعة وينال منها أعلاها.

لقد درج علماؤنا في التعامل مع الألفاظ الواردة في نصوص الشريعة على سلوك طريق تعريف اللفظ في اللغة العربية عند أهل الاصطلاح من أهل اللغة ثم تناول هذا التعريف في اصطلاح علماء الشريعة وهو ما يعبر عنه بالتعريف الشرعي الخاص باللفظ وبذا تكون معاني اللفظ قد تم استيعابها فأما من حيث اللغة فلأن الله تعالى إنما أنزل أحكام الشريعة باللغة العربية فمرادات الألفاظ في اللغة العربية لابد من اعتبارها عند النظر في دلالات هذه الألفاظ واما من حيث التعريف الشرعي فهو التعريف الذي بدت معالمه واضحة في أحكام الشريعة ونصوصها وبان أنه المراد من خطاب الله تعالى لعباده بهذا الأمر وقد استقرأه علماء الشريعة من مجمل ومفصل النصوص الشرعية وقد يتفق التعريفان اللغوي والشرعي وقد يفترقان ولكن هذا لا ينفي أن دلالات اللفظ اللغوية لا بد أن تنعكس ظلالها على معنى اللفظ الشرعي فتزيد من مساحته وتوسع من معانيه.

وتعال بنا الآن نتعرف على هذه دلالات هذه الكلمة جليلة القدر عظيمة الشأن " الجهاد ":

أولا: المعنى اللغوي:

تدور دلالة كلمة الجهاد لغة حول المعاني :

1 ـ بذل واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل.

2 ـ الجهاد مصدر جاهد جهاداً ومجاهدةً، وجاهد فاعل من جَهَدَ إذا بالغ في قتل عدوّه وغيره، ويقال : جَهَدَه المرض، وأجهده إذا بلغ به المشقة، وجَهَدت الفرس، وأَجْهَدتُه إذا استخرجت جُهده، والجهد بالفتح المشقة، والضم الطاقة، وقيل : يقال بالضم وبالفتح في كلِّ واحدٍ منهما فمادة ج هـ د حيث وُجدت ففيه معنى المبالغة.

3 ـ قال الراغب في مفردات القرآن: (الجَهْد والجُهْد: الطاقة والمشقة· وقيل الجَهْد بالفتح: المشقة، والجُهْد: الوسع) وقال ابن حجر: (والجهاد بكسر الجيم: أصله لغة: المشقة) .

وبذا نرى أن تعريفات أهل العلم رحمهم الله تعالى لمعنى الجهاد اللغوي تدور حول مجموعة معان وهي:

1. بذل أقصى الوسع والطاقة والجهد.

2. المشقة.

3. المبالغة.

4. المدافعة حيث لا بد من طرف آخر ليجاهده.

فكلمة "الجهاد" لها مدلول عميق، وبنظرة سريعة المعاني التي ذكرها العلماء يتضح لنا كمثال أن المعنى اللغوي لكلمة "جهاد" مشتق أصلاً من كلمة: "جَهد"، وهي تدل على بذل الجهد، واستفراغ الوسع والطاقة في أمر من الأمور، فأنت تقول: فلان أجهدَ فلانًا، يعني: أتعبه، وفلان اجتهد في كذا، يعني: بذل جهده وغايته. فإذا أضفنا إلى أصل معنى كلمة "جهد" لفظ "الجهاد" أو "المجاهدة" الذي يدل على مفاعلة بين طرفين، يعني هناك من يبذل جهده ضدك، وأنت تبذل جهدك ضده، مثل المقاتلة، ففرق بين أن تقول: فلان قتل فلانًا، وبين أن تقول: فلان قاتل فلانًا، فالأولى تحتمل المعنى أنه وجده نائمًا فقتله، لكن قوله: قاتله معناه أن هذا كان معه سيف -مثلاً-، والآخر معه سيف كذلك، فتلاقيا، ومازال كل واحد منهما يكرُّ ويفرُّ، ويميل يمنة ويسرة على الآخر، حتى أمكن منه فقاتله ثم قتله وهو معنى له دلالته اللغوية التي تنعكس ولابد على الدلالة الشرعية.

إذن "جاهد" تدل على أن هناك طرفًا آخر يقاتل المسلمين، ويؤذيهم ويحاربهم ويكيد لهم، والمسلمون مطالبون بأن يواجهوا هذا بالجهاد والمجاهدة، مثل قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} [آل عمران:200]، فقوله: (اصْبِرُوا) يقتضي أن الإنسان يصبر على ما يناله وما يصيبه، لكن قوله: (وصابِرُوا) معناه أنه لا يكفي الصبر؛ بل لابد من المصابرة، بمعنى أنكم ستلقون أعداء يصبرون كما تصبرون، فصابروا صبرًا فوق صبرهم.

ثانيا: المعنى الشرعي:

تتراوح تعريفات العلماء للجهاد بين متوسع ومضيق سواء لمعناه هو أو لمن يتوجه إليه الجهاد على الوجه التالي:

1. هو بذل الجهد من المسلمين في قتال الكفار، والبغاة، والمرتدين ونحوهم.

2. هو بذل الجهد في قتال الكفار خاصة بخلاف المسلمين من البغاة وقطاع الطريق وغيرهم .

3. قال الحافظ "الجهاد شرعاً بذل الجهد في قتال الكفار ويطلق أيضاً على مجاهدة النفس والشيطان والفسّاق ، فأما مجاهدة النفس فعلى تعلّم أمور الدين ثم على العمل بها ثم تعليمها وأما مجاهدة الشيطان فعلى ما يأتي به من الشبهات وما يزينه من الشهوات وأما مجاهدة الكفار فتقع باليد والمال واللسان والقلب وأما مجاهدة الفسّاق فباليد ثم اللسان ثم القلب".

4. المعنى الشرعي عند أغلب الفقهاء هو قتال المسلمين للكفار بعد دعوتهم إلى الإسلام أو الجزية وإبائهم

فهو عند الأحناف: (بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله عز وجل بالنفس والمال واللسان أو غير ذلك أو المبالغة في ذلك)(4).وأنه: (الدعاء إلى الدين الحق وقتال من لم يقبله).

وعند المالكية هو: (قتال مسلم كافرًا غير ذي عهد لإعلاء كلمة الله تعالى).

وعند الشافعية كما قال الحافظ ابن حجر: (وشرعًا: بذل الجهد في قتال الكفار).

وعند الحنابلة: (قتال الكفار).

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى تعريف عام للجهاد قال فيه: "والجهاد هو بذل الوسع والقدرة في حصول محبوب الحق، ودفع ما يكرهه الحق" وقال أيضاً: "··· وذلك لأن الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح، ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان".

وبذا يتضح أن الجهاد في تعريفه الشرعي عند العلماء ينحصر عند أغلب الفقهاء بالنسبة لمن يتجه إليه في قتال الكفار وهذا هو تعريف الجهاد عند الإطلاق وهناك أنواع أخرى أطلق عليها الشارع اسم الجهاد مع خلوها من القتال كجهاد المنافقين، وجهاد النفس وهو يتسع ليدخل فيه الجهاد باليد واللسان والقلب.

وتحت هذا المعنى العام للجهاد يدخل أنواع ( من يتوجه إليه الجهاد ) وهي:

1. جهاد النفس في طاعة الله تعالى وترك معاصيه.

2. جهاد الشيطان.

3. جهاد المنافقين.

4. جهاد الكفار، ومن ذلك جهاد البيان والبلاغ، ومدافعة الفساد والمفسدين؛ بل إن جهاد الكفار بالسنان إن هو إلا جزء من القيام بفريضة الأمر بالمعروف الأكبر وهو نشر التوحيد والنهي عن المنكر الأكبر وهو الشرك بالله والكفر به وذلك بعد دعوة الكفار إلى التوحيد ورفضهم له أو لدفع الجزية

أما بالنسبة لدرجات الجهاد أو أنوعه فيما يتعلق به خاصة فهي:

1. جهاد السنان واليد والقتال.

2. جهاد اللسان.

3. جهاد القلب.

وجهاد الكفار ينقسم إلى قسمين هما:

1. جهاد الدفع.

2. جهاد الطلب على تفصيل سنتناوله في موضعه.

ومع وضوح كل من المعنى اللغوي والشرعي للفظ الجهاد تتحدد صورة تداولنا للمصطلح وتعاملنا معه في دائرة حوارنا ونقاشاتنا حتى يكون هذا الحوار على أرضية واضحة ثابتة تصل إلى نتائج مثمرة بإذن الله تعالى .

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس