الموضوع: الغزو الفكري
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18-05-2005, 01:09 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الغزو الفكري والرد على المستشرقين








تأليف : محمد عللوه


الناشر: دار الأقصى ـ دمشق 2002


الصفحات :382 صفحة من القطع المتوسط


لعل الذي دفع بالباحث محمد عللوه، للرد على بعض من المتخيل الاستشراقي، في هذه المرحلة بالذات، هو الاحساس الضمني أن ماتتعرض له المنطقة العربية، خصوصا، والاسلامية، عموما، ليس وليد دوافع آنية مباشرة، بقدر ماهو مرتبط، بمعنى أو آخر، بهذا اللاشعور الجمعي المسيطر على فئة استشراقية معينة، المسكون بقناعات مسبقة. هكذا يمكن فهم تكرار البحث والرد على قضايا قد تم التعرض لها عند كثير من المثقفين العرب، بل والعديد من المثقفين الغربيين الذين ينظرون بموضوعية الى التاريخ العربي والاسلامي. مع أن الأفضل أن تكون مثل هذه البحوث مكتوبة في لغات أجنبية لزيادة مفعول الأثر المرجو منها، الا أن الفائدة متحققة بالتأكيد.


يمهد الباحث، قبل الدخول في مجمل الردود، بشرح لطبيعة المجتمع الاسلامي، والمزايا المعروف بها. منطلقاً من فكرة الحرية في التدين الاسلامي، بقيام الأمر فيه على «الارادة والاختيار، ولايمكن تجريد الاعتقاد منهما»، وهذا الدليل على حرية العقيدة التي أعطيت للانسان «تكليف في حدود الطاقة الانسانية»، التي اقتضت فيه «الحكمة الالهية» في الآية التي تمثل مقياسا كونيا لحرية العبادة : «لاإكراه في الدين». وأن الاعتقاد الاسلامي بني «على الفطرة السليمة» من خلال «الدليل على وجود الله بالحجة والبرهان والمنطق دون ارغام أي انسان على ذلك».


وانما عن طريق «الحوار الفعال والنقاش الهاديء: «قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا» (آل عمران64). هذا الاهتمام بمفهوم الحرية اتجه اليه المؤلف في المنظور الذي يبين القيم الانسانية التي دعا اليها الاسلام، في الوقت الذي يصر فيه بعض المستشرقين على تزييف الصورة. فيتابع المؤلف التعريف بتجليات هذه القيم : «وقد حاور القرآن المشركين وعبدة الأصنام، متسائلا عن هذه الأصنام ومدى المنافع التي تنتجها لمن يعبدها ومدى قدرتها على الخلق : «قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده»(يونس34).


لاكتمال صورة المقارنة يوازن الباحث بين عدة مفاهيم فلسفية دينية لدى اسبينوزا ودوركهايم، ومن ثم لدى المسلمين «لم يعد الله في الفكر الاسلامي هو الخير المحض فقط ولا هو المهندس الأعظم عند افلاطون أو المعقول المجرد، وانما هو ليس كمثله شيء، الله في الفكر الاسلامي هو أول الحقائق الأزلية». ثم يمر على آراء الفارابي وابن سينا وديكارت. وصولا الى سمات الفكر الاسلامي :«الكتاب والسنة، الحرية، الفكر الشمولي، الانفتاح». ليصبح المكان مهيئا لتناول مجمل الدعاوى الاستشراقية في لغة القرآن، والنبي ،والاسلام، والتاريخ، ودعاوى استشراقية جديدة. هذه المسائل هي روح الكتاب، ونلاحظ مدى تلاؤمها مع الوضع الراهن، في الآونة الأخيرة.


في مسألة لغة القرآن يفند آراء بروكلمان وماكدونالد وويلز، وأن هؤلاء ركزوا على «أدب الفرق والطوائف الاسلامية» بغية إحداث صورة تظهر انقسام التاريخ الاسلامي، لا وحدته. ويعتبر أن عديدا من الأدباء العرب، كجرجي زيدان وطه حسين وزكي مبارك وأحمد لطفي السيد، كانوا «أذنا صاغية» لآراء المستشرقين هؤلاء. وكذلك يتناول مسألة الدعوة الى الكتابة باللغة العامية والكتابة بالحرف اللاتيني، كمثل الذي نادى به عبد العزيز فهمي «الى استخدام الحروف اللاتينية» وعيسى اسكندر «الى ترك الفصحى».


بالنسبة الى ترك الكتابة بالحرف العربي يشير الباحث الى منشأ هذه الدعوى : «تولت جريدة لاسيري الفرنسية في بيروت سنة1922أول الاحتلال الفرنسي، تولت الدعوة الى الحرف اللاتيني.». ويظهر هزلية هذه الدعوى خصوصا أن بعض مريديها كانوا يضعون «مرادفات فصحى للكلمات العامية! وهذا يثبت عقم تلك الدعوى». كذلك الترويج لمسألة صعوبة القواعد والاعراب في اللغة العربية، فقد تناولها وشرح المغزى منها والمتجلي برغبة منع الكتابة بالعربية. ولايتسع المجال لعرض كل آرائه في الرد على استشراق بروكلمان ومرجليوث والمبشر لورنس، فهي تتطلب اسهابا في الشرح يقتضي قراءته مفصلا لا مختصرا.


كل هذا يبحث ضمن آلية الربط بين الفكر الوافد ودوره في التأثير على الكيان الاجتماعي والديني والسياسي والثقافي، بدءا من «الفلسفات الاغريقية المترجمة»، وهنا حبذا لو تعامل المؤلف مع الفلسفة اليونانية بشيء من الحيادية والتدبر الفكري، لأن الفلسفة اليونانية تنتشر في جميع الثقافات البشرية المدنية، واليها يرجع الفضل في قوانين المدنيات الأولى ودساتير السياسة والحكم والتعبير السياسي، ولايمكن فهمها في هذا الابتسار الذي لايخلو من تجنّ ورؤية مبسّطة للفلسفة وتاريخها ودورها.


وحول ماقيل في التاريخ الاسلامي، والفتوحات، يجمل مجموعة الردود على الثقافة الاستشراقية في كلمة مشهورة لأناتول فرانس : «ليت شارل مارتل قطعت يده ولم ينتصر على القائد الاسلامي عبد الرحمن الغافقي، ان انتصاره عليه أخّر المدنية عدة قرون الى الوراء». ومن الردود ماقاله في فيليب حتي بأن «مرآته محدّبة» قاصدا نقض نظرته المتوافقة مع بعض نظرات المستشرقين.


يختصر الباحث الطريق في ردوده على المستشرقين، القدماء منهم والجدد، بأن عليهم الالتزام بالمباديء الأساسية للبحث العلمي، ومايتعلق منه بدراسة التاريخ الاسلامي، أولا : «وجوب الاطلاع الواسع على القرآن»، وثانيا : «تملك زمام اللغة العربية ومجازها، وتملك المقدرة على تحليل النصوص». ثالثا : «أن تكون النزاهة رائدة في البحث والتفتيش عن الحقيقة» رابعا : «أن يكون الباحث حرا في بحثه وفي حرية تفكيره وعدم الانتماء الى مدرسة فكرية استشراقية معينة». خامسا : «الأكاديمي المنهجي هو الذي يتعرض لجملة من الآراء، وليس رأيا واحدا». سادسا : «صاحب المنهج العلمي لايقتطع من الخبر الجزء الذي يدعم رأيه فقط ويترك الجزء الباقي».


في الجزء الأخير من الكتاب يتناول الدور الصهيوني في تشويه التاريخ الاسلامي، بدءا من دعاوى التغريب التي زيفت الحقائق بجعلها «كل يهود العالم ينتسبون الى يعقوب، والغاية منه جعل فلسطين وطنا أصليا لهم». ويشرح السياق التاريخي الذي نشأت فيه الحركة الصهيونية وسيطرتها الاعلامية الواسعة، مايسر لها الهيمنة على أكبر الدول نفوذا وتأثيرا في العالم الغربي والشرقي الأوروبي.


البحث في الدور الصهيوني المساند للاستشراق، كما يراه الباحث، يرتبط بكشف آلياته وتاريخه لأنه ليس مجرد «احتلال سياسي أو عسكري» بل يتعدى ذلك الى «طمس الهوية التاريخية واستبدالها بأخرى مزيفة»، من خلال «قلب الحقائق» و«اظهار الأصلي بمظهر الفرعي». لذلك نجد مؤلف الكتاب يرجع الى «أيام الرسول ص» حيث قام اليهود «في معارضة الدعوة الاسلامية وسخّروا مافي حوزتهم للقضاء على الاسلام وعلى نبي الاسلام» ويبن كيف أنه وعلى الرغم من انتصار الرسول عليهم الا انهم «عادوا بصورة جديدة حين اعتنق بعضهم الاسلام وراحوا يبثون سمومهم من خلال ماعرفناه بالاسرائيليات التي ساهمت في إبعاد المسلمين عن الفهم الصحيح للقرآن وتفسيره».


قد يبدو المؤلف في هذه النظرة وكأنه ينطلق من بديهية غير مفحوصة في أن العامل الخارجي أثر كثيرا على طبيعة الحياة في المجتمعات الاسلامية، لجهة فكرة البحث الأساسية حول الغزو الفكري، لكننا في تروّ فكري بسيط نتأكد من اتجاه المؤلف هذا، فالاسرائيليات، بمعنى أو آخر، هي بمثابة غزو فكري مبكّر، جاء في وقت بداية الحياة الاسلامية الأولى، حتى كرر دعواها عدد من المؤرخين المسلمين، على رأسهم المسعودي في «مروج الذهب ومعادن الجوهر»، حيث يكرر في تاريخه المنطق الاسرائيلي، اليهودي، في تاريخ العالم القديم، وهو مالم يأت به الاسلام، أي مالم يشرّع ويوافق عليه. من هنا يجب فهم رأي الباحث الجدير بالتمعن والتدبر والأخذ بعين الاعتبار.


من الغزو الفكري المبكّر الى الدور الجديد له، عندما استخدمت الصهيونية «العامل الديني منطلقة من دوافع عنصرية ساهم في خلقها الجو الفكري الاستعماري الذي ساد أوروبا في القرن التاسع عشر الميلادي، وقد توجه الصهاينة الى فلسطين بهذا الأساس الاستعماري». وان هذا الأساس الاستعماري هو نواة الاستشراق، الأخير الذي هو «استمرارللحروب الصليبية في ثوب جديد». وحتى لو استطعنا تبيّن اختلافات بين الاستشراقين : الصهيوني والغربي، فالقضية لاتختلف «وهدفهما واحد، وهو ديني وسياسي». في ظل التكامل المعلن والخفي، بين الاستشراق الغربي والاستشراق الصهيوني، ظهر مجموعة من المثقفين ورجال الاعلام التابعين: «الاستشراق الصهيوني»، كما حدد أسماءهم : دوركهايم، غولد تسيهر، مرجيليوث، رينارد لويس، رودنسون. وينتهي المؤلف في هذا المكان الى أن أكبر نجاح استطاع أن يحققه الاستشراق الصهيوني تمثل في «محو العداوة بين اليهود والمسيحيين» أي الاتفاق على تبرئة اليهود من دم السيد المسيح، الحادثة المشهورة.


الى هذا يوضح العلاقة الممكنة التي أدت الى التلاقي «بين الاستشراق الصهيوني والاستشراق الغربي». والأثر الصهيوني على حركة الاستشراق، بأنها أدت «الى أكبر حملة تغريب فكرية وثقافية في العالم». ولتأكيد الثقة بالبحث وعدالة قضيته التي وفّر لها هذا الكتاب وغيره من الكتب، ينهي المؤلف البحث بأنه مهما تم تشويه الحقائق «لايمكنك أن تطمسها الى الأبد».


يشار في هذا السياق أن للمؤلف محاولات فكرية سابقة، في المجال ذاته، في مؤلفات أخرى، مثل (موضوعية الاسلام في مواجهة الصهيونية1990) و(عالمية الاسلام وقضايا العصر) وسواها من الكتب المتابعة لحركة الاستشراق الجديد وتولي الرد الممكن على مغالطاتها ومجمل الدعاوى الخاطئة التي تولت الترويج لها.


كذلك كان للمؤلف كتب في التاريخ الاسلامي مثل : دور العرب والمسلمين في ركب الحضارة والعلوم. وكتاب : الاعجاز القرآني والتقدم العلمي.


عهد فاضل

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس