الموضوع: الغزو الفكري
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18-05-2005, 01:05 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

ظاهرة الغزو الفكري:بين المقاومات الشعبية وتواطؤ الانظمة
ازراج عمر


شهدت فترة السبعينيات من القرن الماضي حتي مشارف التسعينيات مؤتمرات وندوات مكرسة لمناقشة ظاهرة الغزو الفكري والثقافي الاتي من المراكز الغربية الرأسمالية والاستعمارية سابقا. ولقد تزامن ذلك مع المناقشات السجالية التي دارت حول الاستشراق الغربي باعتباره جزء لا يتجزأ من ظاهرة الغزو المستهدف لبلدان العالم الثالث.
المشكلة المطروحة الان كانت بخصوص موقف الانظمة السياسية في العالمين العربي والاسلامي المتأرجح بين رفض الاستلاب الفكري والثقافي من جهة وتوقيع بروتوكولات التعاون الفني مع الغرب وابقاء لغات المستعمر سابقا في الادارة والتعليم واجهزة الاعلام الرسمية خاصة. في هذا الاطار صدرت كتب كثيرة مغاربيا ومشرقيا. وفي هذا السياق بالذات اسهم الكاتب العراقي عزيز السيد جاسم بكتابه الذي يحمل عنوان تأملات في الحضارة والاغتراب.
وهو كتاب يطرح مجموعة من الانشغالات الفكرية والايديولوجية التي تمس تطور المجتمعات العربية وتتحكم في مصير تقدمها.
يتضمن هذا الكتاب عشرة فصول وهي:
1 ــ عرض موجز عن تعريف الحضارة وامتدادها وانتشار اللغة والكتابة.
2 ــ التكنولوجيا والتعميد .
3 ــ اعلاميا الغزو الفكري والثقافي.
4 ــ البلدان وازمة التحضير.
5 ــ نكسة المدن.
6 ــ محنة الانسان والحرب.
7 ــ غربة الفكر بين الاستبداد وتشويهات الحضارة.
8 ــ من معطيات الحضارة ضد الانسان المتحضر،
9 ــ المهمات التربوية علي طريق التثوير الانساني للحضارة.
10ــ التحضير وحقوق الانسان افريقيا او نموذج موت الانسان جوعا وقهراً .
من خلال الاطلاع علي عناوين فصول هذا الكتاب.. يبدو ان المؤلف عزيز السيد جاسم مهموم فعلا بامهات القضايا المطروحة راهنا علي الانسان العربي بابعادها النفسية والاقتصادية والتربوية والفكرية والايديولوجية. وفي الواقع ان علاج هذه القضايا بنزاهة ووضوح من خلال تعميق الحوار سيفضي بدون شك الي ابراز نقاط القوة ونقاط الضعف في الحياة العربية المعاصرة لمعالجتها علاجاً علمياً تمهيداً لتفجير ثورة ثقافية. انسانية الطابع وتقدمية المحتوي.

الغزو الثقافي والفكري الامبريالي

انه من الصعب مناقشة جميع فصول تأملات في الحضارة والاغتراب لأن كل فصل يحتاج الي وقفة خاصة وتأمل عميق . فالمسألة هنا ليست مسألة عناوين فصول فقط انما هي قضية محاور متصلة بالمصير. من هنا تبرز اهمية مناقشة كل فصل علي حدة.
من اكثر فصول الكتاب تداولا بين المثقفين العرب الان ما يتعلق بالغزو الثقافي والفكري الامبريالي.. وتأثيراته علي الاجيال الجديدة في العالم العربي فيما يخص تشكيل النفسية. والاخلاق. وتحديد الخيار الثقافي والايديولوجي وبمعني اخر تحديد افق التنمية الشاملة ومضمونها السياسي والاخلاقي في الاقطار العربية.
يبدأ المؤلف مناقشته لاطروحة الغزو الثقافي الفكري بتحديد مفهوم المصطلح ان مصطلح الغزو الثقافي الفكري هو مصطلح تقريبي. يعطي معناه المحدد والمطلوب، رغم انه ليس هناك ــ في الواقع ــ غزو فكري تام بالمعني المعروف لكلمة غزو، والذي يتضمن الهجوم الاكتساحي. وفي اغلب الاحوال يتم الغزو الفكري بصورة اختراق او تسلل. او انتشار بهذه السعة او بتلك تبعا لنوعية العلاقة بين البلدان المختلفة. وخاصة بين البلدان الكبري والبلدان الصغري ، ويري المؤلف بان الدول القوية المسيطرة والقوي الاحتكارية الدولية المنظمة لا تعزل بين الاسلوبين المعروفين، اللذين انتهجتهما علي طريق استعمار البلدان العديدة في آسيا وافريقيا، وهما الاسلوب العسكري والقوة بكل انواعها، والاسلوب الاخر وهو اسلوب الغزو الثقافي والفكري. ويقدم السيد جاسم امثلة للتكامل بين الغزوتين، منها ما قام به بلفور اثناء تعامله مع الآسيويين والافارقة، حيث شكك في قدرة الآسيويين والافارقة علي بناء انفسهم بأنفسهم، وقيادة بلدانهم وشعوبهم بدون اللجوء الي قوة اجنبية اهو خير لهذه الامم العظيمة وانا اعترف بعظمتها ــ ان نقوم نحن بممارسة هذا النمط من الحكم المطلق؟ في ظني ان ذلك خير، وفي ظني ايضا ان التجربة تظهر انهم في ظل هذا النمط عرفوا حكومة افضل بمراحل مما عرفوه خلال تاريخ عالمهم الطويل كله، وانها ليست مصدر نفع لهم فقط، بل هي دون شك مصدر نفع للغرب المتحضر باكمله. نحن في مصر لسنا من اجل المصريين فحسب، مع اننا فيها من اجلهم، نحن هناك ايضا من اجل اوروبا كلها .

النشاط الاعلامي العالمي

وفي باب اخر داخل المحور نفسه يعالج المؤلف تطور مكانة الغزو الثقافي والاعلامي من خلال وسائل الاتصال المختلفة التي هي نتاج الثورة التكنولوجية التي يقودها الغرب، وبواسطة توظيف اجهزة الاعلام المسموعة والمرئية والشركات متعددة الجنسيات، والمخابرات وغيرها من الاساليب الجهنمية التي تتيح للغرب ان يطلع علي الصغيرة والكبيرة من حياة المجتمعات كي يتحكم فيها فيما بعد ويسخرها لمصلحته. لا يقف عزيز السيد جاسم عند وصف ممارسات الدول الاستعمارية والنتائج السلبية التي جنتها البلدان العربية اثر تعرضها للغزو الثقافي الفكري الاستعماري، انما حاول ان يحلل الاسباب الداخلية التي سمحت بذلك، وقدم مجموعة من البدائل التي يتنشطها واتاحة الفرصة لتعميقها عمليا ستؤدي الي مقاومة الغزو الثقافي الاستعماري ان عملية الدخول في النشاط الاعلامي العالمي بجدارة وتوازن، ترتبط بالدرجة الاولي بالعملية التعبوية، التثقيفية، القائمة علي المعرفة العلمية والحوار الديمقراطي والابداع، والحصانات الاخلاقية، والتي ترتبط بمجمل عملية التطور الاجتماعي الداخلي . ويجسم البدائل علي النحو التالي: ان انتاج الكتب، والصحف، وتأليف المسرحيات، والافلام السينمائية، واغناء برامج الاذاعات والتلفزيون، والعناية المركزة بدور المدرسة، واطلاق الطاقات الابداعية، المدعومة بالحوافز المادية والمعنوية المجزية هي وسواها مجموعة انشطة تنم عن القدرة علي حكم الذات وادارة الحياة الاجتماعية علي نحو تفاعلي. ديمقراطي، متطور .
تلك هي بعض عناصر فصل الغزو الثقافي الفكري الاستعماري في كتاب تأملات في الحضارة والاغتراب والتي تتكامل مع الفصول الاخري المشار اليها سابقا، بناء علي ذلك يمكن القول بان تجاوز الغزو الثقافي الفكري الامبريالي ليس قضية سهلة، خاصة وان الاقطار العربية لم تعرف الاستقرار الحقيقي، منذ قرون بسبب الاستعمار العسكري وعدم ضبط النفس ضبطا محكما علي اساس وحدة عربية عملية يتكامل فيها الاقتصاد مع الثقافة والتربية والايديولوجية.. علي نحو عضوي، وتلغي الحدود الجغرافية المصطنعة بين هذه البلدان التي تتنفس حضارة واحدة.
ان العودة الي الماضي، اي الي اصول الغزو الثقافي الفكري الاستعماري امر مشروع كل المشروعية، كما ان اضاءة الحياة الاجتماعية ــ الثقافية السياسية العربية الراهنة امر لا بد منه ايضا، غير ان قضية الغزو الثقافي الفكري ستستمر بكل سلبياتها مادامت الاقطار العربية غير موحدة. والوحدة هنا لا تعني الغاء التنوع، الذي هو شرط من شروط الحرية والتقدم والحضارة، كما ان الوحدة لا تعني القبول بتبادل السفراء العرب والوفود السياسية الزائرة وصياغة شعارات لا تجد لنفسها تطبيقا في الواقع العربي، ويؤدي كل هذا الي ترسيخ العزلة والتفرقة والتشتت ، اهم عنصر في مقاومة الغزو الثقافي الفكري الاستعماري يكمن في كسر فكرة، الاقطار العربية ، واستبدالها بفكرة الوطن العربي وذلك بتوحيد البرامج التربوية وصياغة ايديولوجية عربية واحدة تستند الي مقومات الحضارة العربية في تفاعلها مع الحضارات الانسانية قديمها وحديثها.
ومن الاجدر ان يتم البحث عميقا في الاسباب الموضوعية للركود الثقافي ــ الفكري لتجاوزه الي افق اكثر خصبا وتميزا بالحرية للتعبير بكافة الاشكال الفنية عن القوة التاريخية التي تحبل بها الساحة العربية للانطلاق في الخلق والابداع بدون فرض القيود التعسفية.

التخلف وعمق الهوة الفاصلة بين الحكام والشعوب

ان استمرار الغزو الثقافي الفكري في البلدان العربية محكوم باستمرار التخلف وعمق الهوة الفاصلة بين الحكام والشعوب.. ومحكوم باستمرار النزعات الانعزالية المعلنة والمتسترة مرة باقنعة اللغة والفكر والفن. ومرات اخري بالمحاججة بالاصول العرقية. انه من الضروري جدا التعرض بالشرح والتحليل والنقد لشكل القطيعة القائمة بين الدول العربية تربويا وثقافيا واعلاميا وسياسيا وايديولوجيا واقامة حوار حول ازمة الديمقراطية بمعناها الواسع. اما ما يسمي بالغزو الثقافي الفكري الاستعماري فانه في اعتقادنا مصطلح غير دقيق، ان البلدان العربية التي حصلت علي الاستقلال لا ينطبق عليها مصطلح الغزو الثقافي الفكري ومن الافضل ان يعوض بمصطلح التبعية العربية للثقافة والفكر الاستعماريين ان مصطلح الغزو يفترض اصلا وجود عدو يوظف كافة اشكال العنف المادي والادبي ليتمكن من احتلال الوطن بترابه وثقافته وتاريخه ونفسية شعبه اي الغاء مكونات شخصيته الحضارية بما فيها المقوم الجغرافي، ان مصطلح الغزو الان ينطبق بصورة جدية علي حالة الشعب الفلسطيني، وينطبق علميا علي المرحلة التي كانت فيها الدول العربية تحت السيطرة البريطانية او الفرنسية او الايطالية حينما كان المستعمر لا يفرق بين احراق مخطوط عربي او ازالة اذن امرأة او اطلاق الرصاص علي رأس رضيع بريء، دراسة اثار الغزو الثقافي الفكري لتلك المرحلة تستدعي بالمقابل دراسة عناصر المقاومات الشعبية وفي اساسها المقاومة الثقافية حتي تكتمل صورة الغازي والمغزو. وتحدد مفاصل الصراع الثقافي والحضاري، وتتبلور الاتجاهات الثقافية الفكرية التي كانت اذ ذاك في تحالف لاسقاط الثقافة الغازية الدخيلة، ان متتبع تفاصيل الحياة الفنية الثقافية الفكرية التربوية في الاقطار العربية يكتشف بسهولة ان ما يسمي بعناصر الغزو الثقافي الفكري فيها حاليا جاء الي هذه البلدان عن طريق سلمي اي انه ثمرة للتعاون الثقافي الفني مع الدول الامبريالية. وهو تعاون رسمته بروتوكولات التعاون الموقعة رسميا.

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس