عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 30-10-2005, 06:09 AM
الصورة الرمزية ::::أم راكان::::
::::أم راكان:::: ::::أم راكان:::: غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 220
معدل تقييم المستوى: 19
::::أم راكان:::: is on a distinguished road
التدخين يسبب أمراض الرئة الانسدادية

بتنا نعرف جميعا رابط السببية الوثيق بين تعاطي التبغ والسرطان القصبي الرئوي. واليوم، يضاف الى هذه الآفة بعد آخر. اذا كان الاشخاص الذين يعانون من الانسمام التبغي لا يجهلون بشكل عام مخاطر السرطان التي يمكن ان يتعرضوا لها، فانهم لا يعرفون بالمقابل ان لتبيعتهم هذه، مع مرور الوقت، نتيجة تتمثل في مجموعة من الاذيات الرؤية، غير السرطانية، ولكن التي لا تقل خطراً، والتي لا يزال الطب حتى الآن عاجزا عن معالجتها.


هناك ملايين الاشخاص المصابون بهذه الاذيات على المستوى العالمي، بينهم عدة مئات من الآلاف لا يستطيعون العيش دون مساعفة دائما بالاكسجين. من هنا كانت اجتماعات اليوم العالمي الاول التي خصصت للاعتلال القصبي الانسدادي المزمن في فرنسا مؤخراً.


الاعتلال القصبي الرئوي الانسدادي المزمن، الذي كان يسمى فيما مضى الالتهاب القصبي المزمن، هو مرض خطير يصيب الطرق التنفسية ويتميز بمجموعة من الاعراض التي تعتبر نتيجة مباشرة للاعتداءات المتكررة على غشاء القصبات المخاطي بالمواد السامة الموجودة في الهواء المستنشق، وعلى رأسها دخان التبغ. هذه المواد تعتدي على القصبات الكبيرة، والقصبات المحيطية وحتى تلك التي يبلغ قطرها 2 ميليمتر.


مرض مزمن


تعريف التهاب القصبات المزمن، الذي كان قد تم تبنيه في لندن عام 1958 ، هو التالي: «علة تتميز بالإفراز المخاطي المفرط، القصبي، المزمن، الدائم أو المعاود، الحادث في معظم الايام، ثلاثة اشهر في السنة على الاقل، وعلى مدى سنتين متتاليتين على الاقل، دون التمكن من تخصيص علة قصبية رئوية سابقة الوجود»، حسب عبارة البروفيسور ميشيل فورنييه (مستشفى بوجون. باريس) يرى البرفيسور فورنييه ان هذا التعريف قاصر لانه لا يذكر اللهاث (ضيق النفس) عند بذل الجهد، ثم في اثناء الراحة، الذي يعاني منه المرضى، ضحايا القصور التنفسي المتنامي تطورا، مثلما تؤكده نتائج الاختبارات التي يطبقها اختصاصيو الرئة، ووفقا لمعطيات لاتزال جزئية، فان الاعتلال القصبي الرئوي الانسدادي المزمن يودي في فرنسا وحدها بحياة ما بين 15 الى 40 الف شخص سنويا.


يصيب هذا المرض 50% من المدخنين الذين تجاوز استهلاكهم عبة سجائر واحدة في اليوم على مدى عشرين سنة. وتتفاقم الآفات القصبية مع استنشاق الدخان، وكمية التبغ المستهلك وقدم تعاطيه. الا ان الاقلاع عنه يتيح، الى حد ما، التخفيف من تطور الآفات. «ليس التدخين السلبي، هو ايضا بلا اذى، اما بالنسبة لتلوث الجو ـ باكسيد الكبريت والكربون، والاوزون والمشتقات الهيدروكربونية ـ فإنه اذا كان تأثيره القصبي حقيقيا بالفعل، يبقى تحديد مقداره صعبا. هذا دون ان ننسى التلوث المهني بالمؤكسدات المعدنية والمذيبات والغازات السامة وسواها.. يضيف البروفيسور «فورنييه» يتمخض تعرض الغشاء المخاطي القصبي المديد عن مجموعة تغيرات باثولوجية من شأنها ان تزداد شدة، تبسيطيا، تتثخن جدران القصبات، ويزداد انتاج الغدد المخاطية من المخاط، ومن شأن هاتين الظاهرتين الالتهابيتين ان تقلصا بالتدريج «الفتحات القصبية» وتتعرض بذلك مناطق عديدة من الرئتين الى نقص التهوية بالتدريج، وهو ما يؤدي الى احداث تغير في المرونة الرئوية.


تكمن الصعوبة الرئيسية التي تواجه اختصاصي الرئة في تلف الوظيفة التنفسية قبل ظهور الاعراض الاولى ـ ضيق النفس عند الجهد او الانتان القصبي مع الحمى ـ لدى الغالبية العظمى ممن يعانون من الاعتلال القصبي الرئوي الانسدادي المزمن. من جهة اخرى يصعب توقع زمن حدوث هذه الاعراض عند عدم وجودها، فيما يتعلق بأية وظيفة تالفه. ويطلب الاختصاصيون من المدخنين مراجعة الطبيب حالما يبدأون بالسعال والبصاق. عمليا، حسب رأي البروفيسور «فورنييه» تبدأ دورة هذه العلة بالتهاب قصبي مزمن مع وجود اعراض انسداد هين.


هنا يراجع المريض الطبيب، حيث تظهر الفحوص البدنية والشعاعية وضعا طبيعيا، لكن تنظير الالياف القصبي قد يظهر اولى وصمات التهاب الغشاء المخاطي العيانية. في هذا الحين، تكون التدابير الوقائية، الاقلاع التام عن التدخين والابتعاد عن مصادر التلوث الجوي ـ في اكثر حالاتها فعالية. واذا ما طبقت بدقة، فإنها يمكن ان تتيح التلخص من السعال والبصاق، فضلا عن تلاشي آفات الغشاء المخاطي، واذا لم تطبق، فسيبقى المريض يعاني من اندفاعات التهابية متنامية التواتر، مع معاودة حالات السعال والتقشع الذي يصبح تقيحيا غالبا.


ويتجلى طور الاعتلال القصبي الرئوي المزمن الاكثر تطورا في اضطرابات الاكسجة الدموية، التي تتطلب الاستشفاء المتكرر، عندما يصبح القصور التنفسي شديدا، حيث نجد المريض لاهثا حتى في اثناء الراحة. ويترافق ذلك عادة باضطرابات قلبية.

 

التوقيع

 

 
 
رد مع اقتباس