عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 04-04-2005, 09:06 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الإبداع جِبِلّةٌ أم اجتهاد ؟

يعيب الناس على القادر حينما لا يبادر ، وعلى الغني حينما يبخل ، وها نحن اليوم قادرون على أن ندفع عن أنفسنا عار التهمة : " بأن العرب لا يقرأون ، وإذا قرأوا لا يفهمون ، وإذا فهموا لا يطبقون ، وإذا طبقوا لا يحسنون " !! ولكننا وللأسف لم نبادر !

إن الذين قالوا فينا ما قالوا إنما قاسوا واقعنا بواقعهم ، ولم يقيسوا ماضينا بماضيهم ، فظنوا أن هذه الأمة عقيمة في إنجاب النوابغ ، والمفكرين والمكتشفين ،والمخترعين ، والمتنورين ، والمبدعين .. ونسوا أن هذه الأمة هي التي أبدعت " القانون " في الطب ، و " الإسطرلاب " في الجغرافيا ، و " الأزياج " في علم الفلك ، و " المقدمة " في علم الاجتماع ، و " الجبر والمقابلة ً في الرياضيات ، و" ساعة البندول " وهي أول أداة لحساب الزمن من نوعها ، ... يوم أن كان للعرب أعظم حضارة في تاريخ الإنسانية .

ونسوا كذلك مصطفى مشرفة ، وفاروق الباز ، وأحمد زويل ،.... وغيرهم كثير من علماء هذا العصر الذين أذهلوا العالم بإبداعاتهم في مجالات الفيزياء والجيولوجيا والكيمياء ، .... لقد خرج هؤلاء من رحم هذه الأمة ، وهي أمة قادرة ومقتدرة إن أرادت ، ولكنها لِعلِّة – غير عضوية – بخلت فتخلفت !

انظر لليابان ، فقد كانت قبل الامبراطور " فيجي " نسياً منسياً ولكن ذلك الامبراطور حينما أعلن عن قداسة العلم ، وحينما كرّم العلماء واحتضنهم ، وأرسل البعثات لتنهل من منابع العلم في أوربا ، وفي مصر (محمد علي ) في حينه عاد المبعوثون إلي البناء والإعمار في بلادهم ، كان " فيجي " قادراً وغنياً فبادر ولم يبخل ، فكانت علي يديه نهضة اليابان الحديثة التي لا تنكر.

إن هذا وذاك يؤكد أن الإبداع الفردي أو الإبداع الأممي ليس جِبِلّةً ، إذا لو كان كذلك لبقي النبوغ في أحفاد الفراعنة أو في أحفاد كونفو شيوس أو في أحفاد نبوخذ نصر ، وهم أصحاب أقدم الحضارات الإنسانية ، أما وقد تحركت مراكز الحضارة الإنسانية من ضفاف الأنهار إلي شواطئ المحيطات ، ومن الشرق إلي الغرب فإنما هذا بفعل عوامل أخرى ، إنه الاجتهاد ، والرغبة في التجديد والتطوير ، والجو الأمن والإمكانيات المادية المسخرة لدعم العلم والعلماء والبحث النظري والتطبيقي .

ويقول ( توينبي ، 1964 ) : " إن توفير الفرص الكافية لانطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة من عقالها أصبح قضية حياة أو موت لأي مجتمع "

يقول ( جروان ، 1997 ) : " الإبداع ليس سحراً أو إلهاما ً أو قوة خارقة تملكها قلة من البشر ، ولكنه مزيج من القدرات والاستعدادات والخصائص الشخصية التي توجد لكل فرد سوي بدرجة ما "

فهل طاقاتنا الإبداعية ، وقدراتنا واستعداداتنا ، بدأت تعمل وتنتظر الإشراق للمشاركة في توسيع دائرة الحضارة الإنسانية أو في تحريك مركزها ؟ وهل قدحنا الزناد لطاقات أبنائنا الكامنة حتى تضيء لنا ؟ أم أنه ليس بالإمكان أبدع مما كان - وفي هذا الهوان والخسران ؟!
الهمة ! الهمة ! يا رجال العلم ، فالإبداع 99% منه مثابرة واجتهاد ، 1 % فقط منه حظ وإلهام ، فهلا اجتهدنا ولو 1 % حتى نرفع عن أنفسنا التهمة والحرج ! ؟

محمد أحمد مقبل
رئيس مركز التطوير التربوي
mamoqbel@yahoo.com

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس