عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-05-2007, 02:59 PM
المسافر المسافر غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 461
معدل تقييم المستوى: 20
المسافر is on a distinguished road
مقالات الجاسم (متجدد)

(الجحود)


لا أدري لماذا فكرت في الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الآن، ما هي درجة وعيه بما يدور في الكويت، ما هي الصورة الأخيرة التي خزنتها ذاكرته، هل كان يعي تفاصيل "أزمة الحكم" التي أعقبت وفاة المرحوم جابر الأحمد..

والسؤال الأهم الذي خطر على بالي هو هل تمكن الشيخ سعد من إدراك مقدار حب الشعب الكويتي له بعد كل تلك السنوات في الخدمة العامة؟ هل تعرف يا بوفهد كم نحبك؟ هل تدرك يا بوفهد تقدير الشعب الكويتي لك؟ هل تدرك أن الكويت تفتقدك الآن؟

ليس لهذا المقال أي بعد سياسي على الإطلاق.. وأرجو ألا يتطوع "ملوك التحريض" في منحه هذا البعد وتسويقه على من يريدون.. إن هذا المقال مباشر لا يتضمن أكثر مما تبينه سطوره، وليس فيه ما بين السطور. هذا المقال هو دعوة لتكريم الشيخ سعد على المستوى الشعبي. فأزمة الحكم وطريقة حلها لم تسمح للشعب الكويتي أن يعبر عن وفاءه للشيخ سعد في نهاية حياته العامة، بل أصبح التعاطف مع الشيخ سعد خلال أزمة الحكم وبعدها "مغامرة" سياسية حيث كانت الأجواء مليئة بالحساسية والتوتر.

الآن لا أعتقد أن الحساسية قائمة، وليس في إظهار المحبة للشيخ سعد أي معنى سياسي محظور، لذلك ليس هناك أي مبرر لعدم المبادرة بتكريمه.

فمن غير المقبول أن تنتهي الحياة العامة للشيخ سعد هكذا بلا ثمة احتفال.. بلا ثمة تكريم لهذا الرجل الفذ..

إن مساحة الاختلاف السياسي مع الشيخ سعد كبيرة، لكن يجب ألا تمنعنا الميول والأهواء السياسية من ممارسة خصلة الوفاء.. الشيخ سعد يستحق التكريم من الشعب الكويتي، وأعتقد أن مبادرة تكريمه يجب أن تأتي من الديوان الأميري... مهرجان تكريم شعبي بسيط في ساحة عامة تتوافد إليها الجموع ويتصدر التكريم صاحب السمو والشيوخ الكبار... لا نريد مهرجان خطابات ولا شعر، فقط نريد أن يتاح للشعب الكويتي بأن يقوم بتحية هذا الرجل، ويكفي أن يعبر الشعب عن مقدار حبه له..

وإن لم تكرم الكويت الشيخ سعد فالأحرى بنا ألا نكرم أحدا.. فإن لم يكن الشيخ سعد يستحق التكريم فمن هو ذاك الذي يستحقه!

إن تكريمنا للشيخ سعد مناسبة كي نزيل أي إساءة غير مقصودة له ألحقها به من يحبه.. ومن خاصمه أثناء فترة أزمة الحكم.. إن تنحية الشيخ سعد يجب ألا تمنعنا من تكريمه فقد أبعده المرض وحال بينه وبين مواصلة خدمة الكويت.. وعدم التكريم يضع الأمر في إطار الخصومة السياسية التي انتهت بتنحيته.

إن الألقاب والأوسمة والنياشين لا قيمة لها مقابل حب الناس، وليس في لقب "الأمير الوالد" الذي يطلق على الشيخ سعد أي معنى بعد تنحيته.. والقيمة الحقيقية هي لحب الناس.. هذا الحب الذي يبحث عنه كل قائد.. والشيخ سعد هو أحد القادة الذين يتمتعون بنعمة حب الناس.. فدعوا الناس تعبر عن حبها.. ودعوا الرجل يستمتع بمكانته في قلوب أهل الكويت.

إن لم يكرم الشعب الكويتي الشيخ سعد، فهذا يعني أن خصلة الوفاء لدينا قد انتهت بعد أن احتل النفاق مكانها.. وأعود فأقول: إن لم تكرم الكويت الشيخ سعد فمن هو ذاك الذي يستحق التكريم!

التكريم لا يحتاج مناسبة محددة.. والشعوب الراقية تحيي قادتها الذين صنعوا تاريخها فما بالنا لا نكرم الشيخ سعد الذي يكفينا ما فعله من أجل الكويت أثناء الاحتلال.. الاختلاف السياسي مع الشيخ سعد لا يفسد محبة الجميع له.. والتكريم لا يكون بتسميته الأمير الوالد فقط ولا بالزيارات الأسبوعية..

لا نريد لمن يحب الشيخ سعد أن يتحرج من إعلان حبه له حتى بعد تنحيته.. فحكم صاحب السمو هو امتداد لجهود الشيخ سعد... لقد انتهى الصراع السياسي القديم ويجب أن تتلاشى آثاره.. فدعوا الناس يعبرون عن مشاعرهم تجاه قائد ساهم في صناعة تاريخ بلادهم.

وإذا كانت مشاغل الديوان الأميري تحجبهم عن الإعداد للتكريم، فليقم الشيخ سالم العلي بالمبادرة.. أعود فأقول أنه ليس للتكريم غاية سياسية إطلاقا.. بل هو عمل أنساني بحت. التكريم حق للرجل وواجب علينا جميعا.

حين يتقاعد رئيس قسم خدمات في وزارة من وزارات الدولة يقيم له زملاءه في العمل حفل تكريمي، فما بالنا نتجاهل تكريم شخص مثل الشيخ سعد.. هل أصبح الجحود عنوان الشعب الكويتي؟

رد مع اقتباس