[سمو الرووح]

كيف أستوعب هذه الصدمة؟!


السائل : ؟؟؟؟؟ المستشار : مبروك بهي الدين رمضان



السؤال:

مرحبا دكتور.... لا أريد أن أطيل عليك فأنا متزوجة من رجل يبلغ من العمر 37 سنة
بعد زواجي بسنة أبلغني بأن لديه طليقة وله منها بنت.. صدمني كثيرا هذا الموضوع وبكيت فقد أحسست بالخديعة وتألمت..
لم أكن أعلم بذلك والمشكلة أنا أسكن في دولة أخرى بعيدة عن أهلي وفي حال علم أهلي
أكيد ستحدث مشكلة علما بأن لدي ولد منه فماذا أفعل ساعدني أرجوك أشر عليَّ أريد الرد بأسرع وقت لو سمحت

ولك جزيل الشكر والامتنان..


الاجابة :

أختي الفاضلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أما وأنك متزوجة ولديك طفل وحاصلة على الماجستير، فأنت بالتأكيد لديك من العلم والفكر والحكمة
ما تزنين به الأمور وتفكرين بتوازن في حياتك، نعم عاطفة المرأة جياشة، وغيرتها قاتلة،
ورغبتها في التملك لا حدود لها، وكل ذلك لا يقلل من مكانتها وقدرها، بل في كثير من الأحيان يزيد من درجاتها ورفعتها.

أما وقد أخفى عليك زوجك الزواج من أخرى قبل الزواج، فهذا يرجع لأمرين، الأول رغبته وتمسكه الشديد بك،
فأخفى عليك حتى لا تنفرين منه، وبعد تمام الزواج يخبرك ويكون قد تم الزواج.

والثاني: أن هذا الكلام غير حقيقي، وهو يختبر مدى ارتباطك به،
إضافة إلى ثالث وهو باعتبار طبيعة الشخص فيما يتعلق بخصوصياته وتركيبته الاجتماعية والسلوكية.

وناهيك من كل هذا، نحن الآن أمام أمر واقع، والأجدر بالمرأة أن تعي الدرس من الموقف، فقد وقفت في موقف لا تحسدين عليه،
وهو من جانب آخر كله في مصلحتك، ومن مكاسبك في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فتمسكك بزوجك حتى لو كان متزوجاً
دليل محبتك وحسن عشرتك وأصالة خلقك وقوة تحملك، فقد تزوجت عن رضا وقناعة،
ومعك طفل من زوجك، فلا يقلل هذا من قيمتك، بل تزيدين عنده احتراماً وتقديراً.

أما في الجانب الآخر فإنّ تعدد الزوجات لا ينكره أحد، نعم له شروط وله ضوابط، لكنه في النهاية
أكثر من زوجة إلى أربعة زوجات لرجل واحد، ولا أظنك تعترضين على ذلك بقدر اعتراضك على إحساسك
بالغدر من إخفاء الخبر عنك حتى تزوجت وأنجبت، فإن كان كذلك واقع فارض به وسلمي الأمر لله وأحسني معاملة زوجك وابنك،
وأحسني التبعل له، ففيه رضا الله تعالى.. وتربية الابن واستقرار الحياة واستمرارها
دون منغصات لا تثمر إلا عن خراب ودمار للأسرة والمجتمع.

والله الموفق.