عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-02-2006, 01:37 AM
الصورة الرمزية أبو مسعود
أبو مسعود أبو مسعود غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
الدولة: kuwait
المشاركات: 11,697
معدل تقييم المستوى: 10
أبو مسعود is on a distinguished road
هل كل ما مات كلب بلبنان .. أنشأنا محكمة؟؟

هل كل ما مات كلب بلبنان .. أنشأنا محكمة؟؟

نعم سادتي ..
وحتى أتقي تصويبات جوقة الرماة الطائشة أسهمهم .. فسأقول لكم ..:
أني عثرت على المقولة المعنونة أعلاه في ثنايا كلام منسوب للسفير السوري في لجنة الأمم المنتحرة ..
منشور على صفحات إحدى الجرائد الأميركية ..
الكلام بحق مهول .. والعبارة موجعة ..
ربما ليس لي أو لك أيها العربي المشغول عما يحدث بلبنان .. بفلسطين أو العراق مثلا ..
أو لمتابعة قرعة توزيع منتخبات كأس العالم مثلا ..
أو لترشيح سوبر عار العرب لعام 2006 ميلادية ..
وإنما لبعض الذين يأخذون القول هكذا مجردا عن قرائنه ..
فدعونا ندخل في تفاصيل لا بد منها ..

هناك في لبنان ..
قضى بالأمس رفيق .. قالوا شهيد .. وقلنا ربنا يرحمه ..
ثم كنعان المرتبط بلبنان .. وقلنا نمشيها ..
فسمير طويل .. وقلنا عمره قصير ..
ثم جيزيل .. وقلنا .. عجوز ومريّه وخفيفة عقل ووزن ..
أما أن يقضي تويني مسفوح الدم على صعدات لبنان الحبيب ..
فتأتي كل صحفنا البائسة ..
لتجعل منه الشهيد الأول ، والرجل الذي بموته وهى عمود الأمة ، وارتجف له كيانها ..
فتلك هي الداهية ..
مسيحي حتى النخاع .. أبا عن جد ..
ومناضل من أجل تنصير لبنان كاملا ..
وداعٍ منذ عقدين لكل الطائفية والعنصرية وبث الفرقة بين لبنان وسورية عبر ظلام "النهار" التي يقبع على كرسي رئاستها ..
لا كما ينشر عنه من قسمٍ هو بالأصح تلميع لصورة أحد الطائفيين المطالب بنفيهم من لبنان ..
ثم تأتي أقلام الجيف التي تقبع ببلادنا ..
لتحيي شهيد العصر وفقيد الأمة وأخا العقيدة وداعي السلام والوئام ..
ترى .. لم يقتصر الأمر على ذاك ..
بل اهتز عرش الرئيس بوش لموته وطالب بالتحقيق ..
وبكاه مجلس العجائز الأميركي ..
ورثاه شعراء الشانزليه .. وكتَّاب حديقة الحيوان بطوكيو ..
والرئيس بشار .. المغلوب على أمره ..
ضل طوال الليل يوالي الاتصالات لينقل تعازيه لغسان تويني وينفي عن نفسه وعن شعبه قضية الذبح ..
بينما كان ميلس ومن معه يتابعون مكالماته عبر أجهزة التصنت ويضحكون من خَرَقِ هؤلاء العرب وحمقهم ..
والمخرج المعد لكل المسرحية المفتعلة يشرب الشاي ..
ويتنقل بين صحيفة وأخرى من صحفنا البائسة وهو يرى دقة السيناريو الذي رسمه والذي أتى بنتائج أكثر مما كان يتوقع ويبغي ..
يا سادة ..
تلك هي مصيبتنا ..
وتلك هي باقعتنا الفاجعة .. أن ننشغل بمن يريدون أن يشغلونا به وبموته .. وننسى بقية الضحايا ونجهل بقية أكوام الجثث ..
فيأتون بمآثر الفقيد يعددونها واحدة واحدة ..
وبسيرته الذاتية العطرة .. وبمذكراته وطموحاته وأحلامه التي كان يود أن يهديها إلى بني يعرب ..
ولا بأس بصورة لكاسيات عاريات مائلات من حرمه وبناته وبنات ذويه دامعات حزينات حتى تكتمل فصول المسرحية الحزينه ..
على كلٍ .. قضى من قضى .. ومضى من مضى ..
لكن ..
لا عزاء لكل عجائز العراق .. ولا أطفال بغداد .. ولا رجال الفلوجة .. ولا شباب الموصل .. ولا صناديد الرمادي .. فليس لصحفنا مكان لتعداد كل هؤلاء ..
أيضا عذرنا لأطفال القدس .. الذين كان بودنا أن ننشر أخبارهم وصور قتلهم وسحلهم .. لكننا لم نجد لهم صورا في أرشيف المخابرات الأميركية ولا صورَ تشريفٍ معلقة على جدران الحمام الأبيض ..
وهنا تكمن المفارقة ,,
وهنا يبطل العجب و يبان السبب لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيـــد ..!!

 

التوقيع

 



خالص الشكر والعرفان للأخت m!ss-83 على التوقيع

 
 
رد مع اقتباس