[د.فالح العمره]

زاوية / وحي القلم

18/1/2010

جريدة الرؤية

الموضوع / احداث ... وتأملات

بداية اعتذر عن انقطاعي في الايام التي مضت , وذلك لأسباب خارجة عن إرادتي إضافة لضيق الوقت , وبما انني اتحدث عن الايام الماضية فقد جرت امور كثيرة تستحق ان نتاملها ونتوقف عندها ولو قليلا قبل ان نجدد العهد مع القراء .
في الايام الماضية شاهدنا اربع استجوابات من العيار الثقيل ثلاثة منها لشيوخ , استجواب منها لرئيس مجلس الوزراء واستجوابين لوزارتين سياديتن هي الداخلية والدفاع وسادت اجواء الديمقراطية وانتصر الجميع من وزراء واعضاء لإنهم احتكموا للديمقراطية التي قبلوا بها , الاعضاء استخدموا ادواتهم الاصلاحية الدستورية , والوزراء صعدوا المنصة وجاوبوا على جميع التساؤلات وسار المركب .
ومن ثم قضية اخرى قضية مثيرة للجدل وهي تمزيق الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي التي أخذ يخوض فيها ذاك الجويهل ولم يردعه رادع , وقد كتبت مقالا في هذه الزاوية قبل اشهر تحت عنوان ( رسالة الى كل جويهل ) حذرت فيها من النار التي تحت الرماد , ولكن ما من مجيب , حتى اطلت الفتنة والحية برأسها , وتزلزلت الارض من جموع الغاضبين الثائرين مما قيل في حقهم من سب وشتم وقذف بإسم الحرية الحمقاء التي لا يعرفها الا الحمقى , لإن لكل حرية ضوابط ولا توجد حرية مطلقة الا عند اصحاب الهوى , فكانت الرسالة من هذه الجموع واضحة وكان التحرك الحكومي متأخرا جدا , لان هذا العبث كان موجودا منذ اشهر عدة ولم تتحرك الحكومة تجاه هذا العبث بل كانت متفرجة ضاحكة وكإن هذا المشهد نال استحسانها , فلما رأت الحكومة هذه الجموع الغاضبة في الأندلس والعقيلة ارتعدت فرائسها وتحركت بسرعة البرق ولكن ستدفع الحكومة ثمن هذا التأخر هذه الأيام .
وجاءت الطائفية كما جاءت قبلها القبلية والعنصرية , واشعلها فؤاد الرفاعي بمركز وذكّر , وكان الزمن بيوم عاشوراء الذين حمل مناسبتين مناسبة يوم نجا الله موسى من فرعون ويوم قتل الحسين بن علي رضي الله عنه , فقامت الدنيا ولم تقعد , الشيعة يقولون هذا يوم الحزن والألم والدم وشق الجيوب واللطم , والسنة يقولون هذا يوم فرح يوم نجا الله سبحانه موسى عليه السلام من فرعون وجنوده فصامه رسول الله واوصى بصيامه , وأخذ كل فريق ينتصر لرأيه ومذهبه , وتم اغلاق مركز وذكّر لمدة ثلاثة ايام وتهديد صاحبه فؤاد الرفاعي بسبب انه وضع لوحة ضوئية بأن يوم عاشوراء يوم فرح وسرور ويوم نجا الله موسى من فرعون , ولا ادري متى سننتهي من هذه الثورات القبلية والعنصرية والطائفية .
وقضية البدون التي كتب لها ان لا تنتهي ابدا , هذه القضية التي غابت عنها كل الأعراف الإنسانية , وكاننا نعيش في غاب ولسنا في دولة مسلمة اسمها الكويت , البدون الذي قدموا ارواحهم للدفاع عن الكويت , لا يجدون ابسط امور الحياة في دولة الكويت , لا تعليم ولا صحة ولا زواج ولا شهادة ميلاد ولا شهادة وفاة , حتى رحيل البدون من الحياة غير مقبول , لم يقبلوا به حيا وميتا , والحكومة تقول في جلسة البدون عطونا فرصة ووقت لحل هذه المشكلة , وينكم يا حكومة من سنين طويلة .
وفي قضية اخرى جاءت القرارات الدولية بوقف الرياضة الكويتية , وكان ذلك بسبب حماقات بعض اعضاء مجلس الامة الذين ضللوا الشارع الكويتي بل ضللوا زملاءهم النواب وغيرهم من الوزراء , حتى جاء القرار كالصاعقة على كل كويتي بوقف الرياضة الذي آلم الجميع , ولكن هذا لا يعنيهم بشيء , بل القوا باللوم على غيرهم , وتهربوا من المسئولية , ونسوا انهم هم من يشرّع وليس غيرهم .

وأخيرا اذا كنا لا نستطيع ان نتعايش مع بعضنا البعض ولا نعرف قواعد النقد والاختلاف ونقبل وجهات النظر الأخرى فلا نستحق ان نعيش في هذا الوطن , لو نظرنا مليا بمشاكلنا لعلمنا اننا في كل جانب من جوانب الحياة نخلق المشاكل , في السياسة مشاكل في الرياضه مشاكل في الدين مشاكل في الوحدة الوطنية مشاكل في التجارة مشاكل في الامن مشاكل في التعليم مشاكل وغيرها من جوانب الحياة ..
فهل نستطيع ان نتعايش بسلام على ارض هذا الوطن ؟!

د.فالح العمرة
alamrah75@gmail.com