[د.فالح العمره]

يوم تقهقر البراك وتقدم الروضان!


الرؤية
الأحد, 1 مارس 2009
د.فالح بن عمرة العجمي


لم استغرب استبعاد وزير الصحة السابق علي البراك من وزارة الصحة، لإنه فشل في العملية الاصلاحية بوزارته، وكانت له وعود بإصلاح أمور كثيرة وفرحنا بذلك وشددنا على يده وطالبناه بتحريك عجلة الاصلاح وامتدحناه في بعض الخطوات الاصلاحية، ولكنه سرعان ما نكص على عقبيه وتقهقر الى الوراء، وذلك لأسباب كثيرة لا تخفى على المراقب للأوضاع الصحية في البلد، وبما أن القيادة تحتاج الى شجاعة وإقدام وحنكة وذكاء لوقف التجاوزات والمخالفات، تقدم وزير الصحة الحالي روضان الروضان وكان لها بالمرصاد، ففي غضون شهر فقط كشف وزير الصحة الروضان الكثير من المخالفات والتجاوزات في القطاع المالي، واطلع على الكثير من ملاحظات ديوان المحاسبة في هذا الشان، وهاله ما رأى من مخالفات وتجاوزات يشتم منها رائحة التنفيع حتى بلغت الملايين، فشكل لجان التحقيق وباشر مسؤولياته وشعاره مصلحة الكويت فوق مصالح الجميع، فالوزير روضان الروضان في هذه المدة الوجيزة تبين له الخلل وقام جاهدا باصلاحه لأنه اطلع على بعض التجاوزات التي اطلع عليها الوزير البراك، ولكن شتان بين الإقدام والإحجام، فبعض الوزراء تجري الشجاعة في جسده مجرى الدم وعظامه سميكة في المواقف الصعبة، والبعض الآخر لو حقنته بألف حقنة مقو فإنها لا تفيده بشيء، لأن الضعيف يبقى ضعيفا وتعتريه بعض الاحيان نوبات صرع وهلع وذعر وخوف ويصاب بهشاشة العظام، لذلك يختلف الرجال في المواقف والملمات.

وللمعارك أبطال لها خلقوا

وللدواوين حساب وكتاب

لقد اطلع البراك على جميع التجاوزات في القطاع المالي وملاحظات ديوان المحاسبة ولكنه كغيره من الوزراء السابقين لم يحرك ساكنا، علما بأنه كان على رأس الوزارة سبعة اشهر ونصف الشهر، ولكن الروضان بهذه الفترة القصيرة قام بما عجز عنه غيره، لان حب الوطن ليس بالشعارات بل بالأفعال.

واخيرا اقول لأبوعبدالعزيز ان الكويت امانة فاتق الله فيها، وان هناك مخالفات جاءت في تقارير ديوان المحاسبة واغلبها بداعي الاهمال والتقاعس، كما ان فيها شبه استيلاء على المال العام وتلاعب نذكر البعض منها:

1-التأخر في انشاء مركز المتبرعة هيا الحبيب لعلاج الجهاز الهضمي ما كلف الوزارة مبلغا اكثر من المتبرع به.

2-مناقصة حراسة وأمن مرافق الوزارة وما شابها من مخالفات واهمال حيث كلفت الوزارة الملايين.

3-الاهمال في مطالبات الوزارة لشركات التأمين وعدم تحصيل الملايين التي هي من حق الوزارة.

4-تأخير مشروع مراكز الاسعاف وتبرع «بيت التمويل الكويتي».

5-مناقصة خدمات التنظيف وما شابها من مخالفات واهمال وشبه تنفيع.

6-مناقصة الاغذية المقدمة للمستشفيات وما شابها من اهمال وتقاعس.

7- شبهة تلاعب واستيلاء على المال العام بمبلغ 148مليون دينار كما جاء بتقرير ديوان المحـــاسبة 2007 /2008.

وما خفي اعظم يا معالي الوزير.. والله المستعان.

وبعد

سمو الأخلاق من شيم الرجال الطيبين، وهذا ما تحلى به الاستاذ نايف الركيبي وكيل الشؤون المحلية بمكتب سمو رئيس مجلس الوزراء، لقد التزم الركيبي بالاخلاق العالية وكذلك بالقانون الذي كان يوصي بالتزامه رئيس مجلس الوزراء، وان من السهل ان يرد الركيبي على كل من أساء اليه، ولكن تأبى أخلاقه العالية ان تنزل الى الحضيض، لذلك تقدم للقضاء يشكو من أساء إليه من غير علم ولا دليل، وننتظر كلمة القضاء بحق كل من يقذف الآخرين من غير مبرر.

ياناطح الجبل العالي ليثلمه

أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل