[د.فالح العمره]

كلمة صراحة


«العــريفــي».. و«أردوغــان»


كتب نبيل العوضي
2010/01/18 09:22 م


أحيانا اشعر ان هناك اطرافا تدفع بقوة للبدء بصدام بين اجزاء من الشعب، حتى انني بت على يقيم ان اطرافا خارجية لها علاقة بما يحصل من صراع سياسي سلمي - حاليا - خصوصا بين السنة والشيعة.

القضية ليست الشيخ «العريفي» فالشيخ اصلا لم يكن ضمن جدوله زيارة الكويت خلال الاشهر القادمة، والمشكلة لم تكن اساسا مركز «وذكر» الذي يعمل على مرأى الناس منذ ست سنوات، وأساس الخلاف ليس دخول شيخ او عالم يمثل طرفا من الاطراف او منعه.

فالخلاف بين السنة والشيعة قديم وموجود منذ مئات السنين في كتب الفريقين، ولم يأت احد من الفريقين بجديد يزيد الشقة بينهما، بل كان ولا يزال موضوع الامامة والعصمة والصحابة وبعض العقائد والعبادات موضوع خلاف ونزاع بين الفريقين، فما الذي حدث الان حتى أوصل الفريقين الى درجة الاحتقان الشديد والتهديد بالعنف؟!

الشيخ «العريفي» محب للكويت قيادة وشعبا، وهو طوال السنين التي كان يزور فيها الكويت على الرغم من مشاغله وأعماله الدعوية ليعلم الناس ويدعو الى الله فهو لم يمس الكويت بأمنهم أو يثير فيها اي قضية فيها حساسية او خلاف طائفي، ولم تكن لزياراته السابقة للكويت الا الاثر الايجابي الحسن، ولهذا فانا ارجو الا يستخدم الشيخ «العريفي» وسيلة لتصفية حسابات بين السنة والشيعة، ولا يستغل الشيخ من يريد اثبات وفرض قوته على الاخر، ولنرحب بالشيخ في بلده الثاني بغير تصعيد مع علمنا بانشغال الشيخ وعدم تمكنه من الزيارة في الفترة الحالية.

نعم.. أنا «سني» وادعو لحب الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واؤمن الا معصوم من البشر الا الانبياء والمرسلين، واعتقد بعدم جواز صرف شيء من العبادات كالسجود والركوع والدعاء والاستغاثة والذبح والنذر وغيرها من العبادات الا لله وحده لا شريك له، واؤمن انه لا يعلم الغيب الا الله تعالى او من ارتضى الله من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا، ومع هذا كله فانا اعلم ان العلاقة بيني وبين الشيعة مبنية على الحوار العلمي وادب الخلاف والحكمة في النقاش والموعظة الحسنة في الدعوة.

ارجو من الجميع ان يقدموا المصلحة العامة على مصلحتهم، وان يعلموا ان التصعيد لن يسكت الطرف الاخر بل سيزيده شحنا وعداء، ولابد للعقلاء من جميع الاطراف ان يتكلموا ويرفعوا اصواتهم اليوم قبل ان يأتي يوم لا تنفع فيه اصواتهم ولو صرخوا، وما المانع ان يجتمع الحكماء من الطرفين «بعيدا عن الاعلام» ويتفقوا على كلمة سواء ويطفئوا نار الفتنة قبل سعيرها، حفظ الله البلاد والعباد من شر الفتن وادام لنا الامن في البلاد.

***

ما تفعله تركيا اليوم في مواقفها الصلبة مع اسرائيل مقارنة مع سابق عهدها، وما يصنعه «اردوغان» من حراك سياسي وتوازنات مع دول المنطقة، وما يطلقه هذا الزعيم من تصريحات قوية مع ازدياد وتنامي الاعجاب والانبهار من الشعوب الاسلامية لهذا القائد الذي اخرج بلاده من «جاهلية» «العلمانية» المتطرفة الى صحوة اسلامية متدرجة واعية، كل هذا له دلالاته ومؤشراته، فالاتراك يعلمون ان الساحة خالية في قيادة الشعوب الاسلامية، وهم يعلمون ان المؤتمر الاسلامي وقادته يمرون في اضعف واسوأ مراحلهم وما يحصل اليوم في فلسطين وتحديدا في غزة مع صمت مطبق او تواطؤ من قبل قادة عرب هو امر غريب ويدعو للريبة ويجعل من اي زعيم من المسلمين بطلا وقائدا اسطوريا ولو اتخذ موقفا صغيرا كالانسحاب من مؤتمر او عدم استقبال احد الصهاينة.

نحن لا نشهد خليفة يحكم بشرع الله ويقود الجيوش للجهاد في سبيل الله، لكنه قائد سئم طأطأة الرأس وانحناءه امام العدو قائد عندما رأى اقرانه في العالم الاسلامي ساءه الحال وكما قال بالامس ان «موقف قادة المسلمين مما يجري في غزة يدعو للرثاء»!! وصدق والله يدعو للرثاء ويخيب الامال ويجعل منه بطلا ورجلا في زمن عدم فيه الابطال وقل فيه الرجال.