رئيس مجلس وزراء مزدوج الجنسية!
الاثنين, 29 يونيو 2009
د.فالح العمرة العجمي
جريدة الرؤية
في تاريخ 24 مايو الماضي كتب الزميل صالح الشايجي في الزميلة الانباء مقالا بعنوان :نعم للازدواجية وبدأ مقاله بهذه الجملة «رفيق الحريري باني لبنان الحديثة ولاعق جراحها الملتهبة، ومداوي قروحها ومطفئ نارها ومن ثم رئيس وزرائها حتى قضى شهيدا في سبيلها، كان «مزدوج الجنسية» ومثله ابنه «سعد» زعيم الأكثرية الحالي».وذكر ايضا في مقاله «ازدواجية الجنسية ليست جريمة – لا في العصر الحديث ولا القديم أيضا – وربطها بالولاء ليس صحيحا، بحسب ما يقول الرافضون للازدواجية والذين يشككون بولاء مزدوجي الجنسية للكويت» انتهى.
وفي هذه الايام وافق 86 نائبا على تسمية سعد الحريري رئيسا للحكومة , ويكلفه رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة المقبلة, وسعد الحريري عمره 39 سنة وهو ممن يحملون جنسية أخرى غير الجنسية اللبنانية , ويكلف لرئاسة الوزراء في مثل هذا الوقت العصيب الذي تعيشه لبنان , من ظروف معقدة وتدخلات خارجية وخلافات مذهبية وسياسية يطيش فيها عقل الحكيم , ومع ذلك لم يتردد العقلاء والحكماء من اختياره رئيسا لمجلس الوزراء وهو اصغرهم سنا ومزدوج الجنسية , ولقد اختاروه لما رأوا فيه من رجاحة للعقل وقبول لدى الأكثرية السياسية , ازدواجية الجنسية لدى الحريري لم تمنعه من العمل لوطنه لبنان , ولم يتهم بالخيانة وعدم الولاء لوطنه , بالعكس راحت روح والده من اجل لبنان وهو مزدوج الجنسية , وها هو الشاب سعد لم ينسحب من ساحة السياسة بعد اغتيال والده , ولم ينهزم لما كانت الساحة خطيرة ومليئة بالتصفيات الجسدية والاغتيالات وراح فيها الكثير من الرموز الوطنية , بل وقف كالطود الشامخ يدافع عن وطنه, جاعلا روحه فوق كفه, ومتحديا بذلك قوى الفساد التي مزقت لبنان شر تمزيق, وبذلك تخطى اللبنانيون الكثير من خلافاتهم وفكروا في مستقبل وطنهم , وفككوا الخلافات وقلصوها وسيطروا عليها , لأنهم غلبوا مصلحة الوطن على كل المصالح الشخصية الضيقة.
اما نحن في الكويت فلدينا ابداع في توسيع هوة الخلاف ,ولدينا ابداع في تصديرالخلافات ايضا اذا اقتضى الامر , ومصالحنا الشخصية اهم بكثير من مصلحة الوطن , فهل نستفيد من الاحداث اللبنانية في لملمة خلافاتنا التي لا اصل لها , ام ان هناك من لا يعيش الا بإثارة الخلافات السخيفة , ولا يكبر الا في تحريك رمالها ؟!
شكرا للحكومة والمجلس
أحيي الحكومة على شجاعتها في مواجهة الاستجواب والتعاطي معه , لأنها بذلك تجاوزت مرحلة خوف المواجهة , وريحتنا من سالفة كل استجواب يجر وراءه ازمة , واحيي مسلم البراك على هذا الاستجواب واستخدام ادواته الدستورية , والمهم في هذا الأمر ان البراك قدم استجوابه والحكومة ردت عليه سواء نجح الاستجواب ام لم ينجح , المهم ان هناك أخذا وعطاء وسؤالا وجوابا وانتهى الموضوع.