عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 01-09-2010, 06:23 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
محمد صلى الله عليه وسلم هو القدوة العظمى للمسلمين جميعا , وهو المعلم الأول لهذه الأمة , فحري بالمعلمين وغيرهم أن يقتدوا به ، وينظروا في سيرته وشمائله , ويتأملوا في طرائق تعليمه , وكيفية تعامله مع الآخرين , ويجعلوا ذلك نبراسا لهم ينهلون منه , ومشعلا يستضيئون به, كما كان ابن عمر رضي الله عنهما يتبع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وآثاره وحاله، ويهتم حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك . اتباعا لقوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوه حسنة) , فمن أراد الهداية والفلاح فعليه أن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتأسى به , يقول ابن أبي ذئب : " إن الله اختار محمدا صلى الله عليه وسلم من الناس , فهداهم به وعلى يديه , فعلى الخلق أن يتبعوه طائعين أو داخرين , لا مخرج لمسلم من ذلك " .

وكان الزهري يقول :" الاعتصام بالسنة نجاة "

وصفة المتابعة مكمله لصفة الإخلاص , إذ لا يتحقق قبول عمل لأحد إلا بتوافرها مع الإخلاص , قال الله تعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) , قال ابن كثير :" فليعمل عملا صالحا أي : ما كان موافقا لشرع الله , ولا يشرك بعبادة ربه أحدا , وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له , وهذان ركنا العمل المتقبل , لابد أن يكون خالصا لله , صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم "

فمن عمل بلا إخلاص فعمله مردود و" من عمل بلا إتباع سنه فعمله باطل " .

ولذلك كانت وصية موفق الدين الموصلي لتلاميذه :" ينبغي أن تكون سيرتك سيرة الصدر الأول , فاقرأ السيرة النبوية , وتتبع أفعاله , واقتف آثاره , وتشبه به ما أمكنك "

وأوصى بذلك شرف الدين الأندلسي بقوله :



من كان يرغب في النجاة فماله

غير اتباع المصطفى فيما أتى

ذاك السبيل المستقيم وغيره

سبل الضلالة والغواية والردى

فاتبع كتاب الله والسنن التي

صحت فذاك إن اتبعت هو الهدى

ودع السؤال بلم وكيف فإنه

باب يجر ذوي البصيرة للعمى

الدين ما قال الرسول وصحبه

والتابعون ومن مناهجهم قفا



وعلى أثر هذا حرص السلف الصالح – رحمهم الله تعالى – على تتبع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمعها , فقد نقل الذهبي - رحمه الله – في كتابه ( سير أعلام النبلاء ) عن سعيد بن المسيب أنه يقول : " إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد " ويقول عمرو بن ميمون ألأودي :" لو علمت أنه بقي علي حرف من السنة باليمن لأتيتها " .

وليعلم أن اتباع السنة مشروط بثبوت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , لا بما تشتهيه الأنفس , أو يزينه العقل والهوى , يقول أبو سليمان الداراني :" ليس لمن ألهم شيئا من الخيرات أن يعمل به حتى يسمعه من الأثر " .

ويقول ابن خزيمه : " ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يحل لأحد مخالفته .

وقال أبو حنيفة – رحمه الله - : ماجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين "

وكان مالك يقول :" سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا , فالأخذ بها اتباع لكتاب الله , واستكمال لطاعة الله , وقوة على دين الله , ليس لأحد تغييريها ولا تبديلها , ولا النظر في شيء خالفها , من اهتدى بها فهو مهتد , ومن استنصر بها فهو منصور , ومن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين , وولاه الله ما تولى , وأصلاه جهنم وساءت مصيرا "

وقال الشافعي – رحمه الله - : " كل ما قلته فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما صح فهو أولى ولا تقلدوني " ويقول أحمد :" من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة " .






الباحث: حسين نفاع الجابري (السعودية)
ش

رد مع اقتباس