عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 01-09-2010, 06:11 AM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

من الفوائد التربوية للإنفاق النبوي
خالق البشرية من العدم أوجد الفقر والغنى، وابتلى بهما بنو آدم ليعلم الشاكر من الكافر، فليس الغنى حكرا على أناس أو عائلة دون غيرهم، وليس الفقر محتوما على آخرين، فالله بيده الأمر، يرفع القسط ويخفضه، من أسمائه الغني، وهو الرحمن الرحيم بخلقه وعبيده، وهو الودود يتودد إلى عباده بنعمه، امتن على نبيه صلى الله عليه وسلم بالغنى فقال: "ووجدك عائلا فأغنى" وأحب أن يرى أثر النعمة على عبده، وجعل إنفاق المال في الوجه المشروع من أسباب نيل مرضاته، فالمال مال الله، والخلق خلق الله، لهذا اعتبر الأغنياء مستخلفين في ماله، "وآتوهم من مال الله الذي آتاكم" " وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" " ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم".

وكان صلى الله عليه وسلم أ جود الناس، يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة، يمينه كالريح المرسلة، يواسى المنكوب، ويرحم الضعيف، ويصل الرحم، ويحمل الكلّ، ويعين على نوائب الحق، ويجود بالموجود، وكان لا يستكثر شيئا أعطاه لله تعالى ولا يستقله، وكان لا يسأله أحدٌ شيئا إلا أعطاه، وكان العطاء أحب شيء إليه، وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه وكان يسأل ربه الغنى فيقول: "اللهم أني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" وكان يستعيذ بالله من الفقر " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر" وكان يوسع على أهله في النفقه، وهي من مظاهر خيريته لأهله، يقول الشوكاني: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي كل واحدة من زوجاته مئة وسق من خيبر" ولم يحرم سائلا، ولم يزجر مستعينا، كان أملك الناس لعاطفة الملكية، وفي هديه صلى الله عليه وسلم في الإنفاق لنا فيه عدة فوائد تربوية نذكر منها:

1. حقارة الدنيا والمال، وأنها لا تسوي عند الله جناح بعوض، فيتلذذ المتبرع بصدقته، ويعتقد وفور أجرها عند ربه، وأقدم عليها في وقت سعته وضيقه.

2. تحقيق الزهد المطلوب، فلا شيء يعظم في عينه إلا امتثال هديه صلى الله عليه وسلم.

3. البذل والإنفاق من مقومات القيادة، فكان من هديه: أن"ينوع في أصناف عطاءه، فتارة بالهبة، وتارة بالصدقة، وتارة بالهدية، وتارة بشراء الشيء ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعا، وتارة يقترض شيئا فيرد أكثر منه وأفضل وأكبر، ويشتري الشيء فيعطي أكثر من ثمنه، ويقبل الهدية ويكافئ عليها بأكثر منها وبأضعافها تلطفا وتنوعا"مما يؤكد على البذل لمن هو في موضع التأسي والقدوة والقيادة.

4. طهارة النفس ونقاوة الضمير وتزكية القلب.

5. مرضاة الرب في تحقيق مقاصد تشريعه للإنفاق.

6. التخلق بالبذل يقول ابن القيم: "فإذا رآه البخيل الشحيح دعاه حاله إلى البذل والعطاء، وكان من خالطه وصحبه ورأى هديه في الإنفاق لا يملك نفسه من السماحة والندى" فكان تعليم هديه في الإنفاق، وتنوع جوده، وكثرة بذله، من الأساليب التربوية للتربية على الإنفاق.

وصلّ اللهم وسلم على الرحمة المهداة، والخير المسداة، نبيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



الباحث: عبدالله حسن إبراهيم

رد مع اقتباس