عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-03-2006, 01:30 AM
الصورة الرمزية شما
شما شما غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 293
معدل تقييم المستوى: 19
شما is on a distinguished road
إلى حواء في كل مكان وزمان


أعرف أن ما سأقول قد يفتح نيران الغضب عليّ، ولكن هذا ولا شك هو ما تلمسه نسبة لا بأس بها من النساء خلال حياتهن، ليس أسوأ على حواء من حواء أخرى، منذ البداية وحتى النهاية، وأحياناً يكون ليس أفضل على حواء من حواء أخرى، ولكن الحالة الأولى هي الأعم والأغلب.

يختار الرجل حواء للزواج فتبدأ المشكلات إذا لم تكن حسب المواصفات المطلوبة من حواء الأصلية التي هي أمه.

تُخطب حواء فتبدأ طلبات أمها التي لا تنتهي لتأمين مستقبل ابنتها (التي هي نعمة على الشاب)، ورفض أمه لهذه الطلبات المبالغ فيها من وجهة نظرها (لأنه بصفاته وشخصيته مطلب أي حواء ومن حسن حظ هذه أنه اختارها)، فإذا ما استطاع العروسان الصبر وتحدي الصعاب وحل المشكلات للوصول إلى حفل الزفاف، كانت المشاعر وكأنها تغلي على مرجل، بانتظار لحظة الانفجار التي قد تقع لأتفه سبب ناتج عن كلمة أو تصرف من أي حواء أخرى حاضرة.

لا تنجب حواء، فتسارع حواء أخرى (أمه، أخته، عمته) لطرح بديل الزواج الثاني لحفظ النسب وتوفير الوريث.

تُولد حواء فيعيّر بها آدم من حواء أخرى (ألم تستطع أن تنجب لك الولد؟) رغم كثرة الدراسات التي أثبتت أن الرجل هو المسؤول عن تحديد جنس المولود.

يقع الخلاف الأول بين الزوجين، فتبدأ حواء الأصلية (الأمهات من الجانبين) وتحت غطاء مصلحة الابن والبنت بتأجيج العواطف، ليتحول في الواقع إلى خلاف بين الأمهات، فيكبر الخلاف وقد يتحول إلى طلاق، في حين أنه لو ترك للزوجين التوصل إلى حل على انفراد، لتم ذلك من دون ترك ندوب في العلاقة الزوجية إلى أبد الآبدين.

يختلف الزوج مع زوجته فيقارنها بحواء أخرى (أمه، أختها، جارتها..) مما يؤجج مشاعر الغضب لديها.

في أي خلاف بين رجل وآخر، تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تدخلت “حواء” أي منهما (أنت على حق، لا بد أن يعتذر منك، أنت أكبر قيمة، يغار منك، والحقيقة أن حواء تغار من الأخرى).

تصبر حواء على زوجها ووضعه المادي الصعب، فإذا ما وصل إلى بر الأمان، تركض حواء أصغر لتأخذ مكانها في العمل.. تستبدل حواء ذات الخبرة لمصلحة أخرى عديمة الخبرة لأنها أصغر وأجمل.

في التلفاز تتنافس الحواء تلو الأخرى للتغلب على من سبقها ولنيل شهرة أكبر عبر تقديم تنازلات أكثر من رقص وتَعرٍّ وإغراء وخلاعة تحت غطاء “الفن رسالة”، وبأسماء مثل عرض الأزياء وملكات الجمال (وكلها في الواقع تجارة رقيق أبيض)، مما يترك أثراً في العلاقات الزوجية، ويعمل مخالبه في خراب البيوت لعدم اقتناع الرجل بأن كل هذا الجمال ليس طبيعياً بالكامل بل هو ريشة خبير مكياج أو مبضع جراح. فيا حواء، رفقاً بحواء.

 

التوقيع

 






 
 
رد مع اقتباس