الحـروب الصليـبـية ( 14) : نهاية الحـروب الصليبية
أما فرسان الاسبتارية الذي لعبوا دوراً مهماً في الحروب الصليبية ، فقد انتقلوا من جزيرة قبرص لما دخلت تحت حكم المماليك إلى جزيرة رودوس ، وأرسل أميرهم ( فلوفيان ) الهدايا للسلطان برسباي الذي كان في نيته غزو رودوس لكن عهده لم يطل فتوفي عام 841.
وفي عام 843 أغارت أربع سفن لقراصنة النصارى على مدينة رشيد على الساحل المصري ، فاتجهت الشبهة نحو أمراء الاسبتاريين في رودوس ، فجهز الظاهر جقمق عام 844 حملة وغزا رودوس ، فأسرع أمراء الاسبتاريين إلى أوروبا يطلبون النجدات الصليبية منها .
ثم غزاها مرتين أيضاً مرة سنة 847 ومرة في العام الذي تلا ، ولكنه لم يوفق في فتحها ، وذلك بسبب الدعم الصليبي لهذه الجزيرة بعد استنجاد أمرائها بالبابا وملوك أوروبا .
واستمرت إغارات الاسبتاريين على مصر عام 914 ولكنهم ردوا ، وكذلك عام 915 وهزموا ، وأعادوا الغارة عام 916 ، وفي عام 917 أغاروا على سواحل البرلس فهزموا ، وأسر منهم مائتان . ثم شاء الله أن يجعل نهاية الاسبتارية على يد العثمانيين .
وبهذا لم تنته الحروب الصليبية وإنما كانت نهاية لمرحلة من مراحلها ، حيث انتقلت بعد ذلك إلى شمال إفريقية ، ثم عادت من جديد في شكل دول أوروبا المتحالفة ضد الدولة العثمانية ، و لاتزال مستمرة إلى يومنا هذا وإن غيرت في شكلها وأساليبها .
التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر 7/66،77- 80، والغزو الصليبي والعالم الإسلامي لعلي عبد الحليم ، ص 214