أخر تحديث 31/07/2008
حنا بني بنغال لا صار جنجال
كتب د. فالح محمد العمره
هذا هو حال العمالة الوافدة في الكويت هذه الايام، ظلم وقهر وثورات ومظاهرات واعتصامات، حتى وصل الحال بأن توصف الكويت بالإتجار بالبشر، ومازال بعض اعضاء مجلس الأمة يقولون سنكشف وسنكشف تجار الاقامات من اعضاء مجلس امة حاليين وسابقين ومتنفذين،وماذا تنتظرون؟ ولماذا لا تكشفون على الملأ ووسائل الاعلام من هو المتسبب بوجود هذه الشركات الوهمية بدل استخدام ألفاظ التسويف، لماذا لا تبينون مدى خطورة الجيوش الجرارة من العمالة المظلومة وغيرها من محترفي الاجرام، هناك عمالة هامشية خطرة وبطالة مروعه، وهناك عمالة مظلومة لا تأخذ اجرتها الزهيدة الا بعد اشهر من الاهانة والعمل المتواصل، وهذه الشركات هي من تصنع في بلدنا عمالة قابلة الى الانحراف والاتجاه الى الجريمة، شركات تأخذ اموالا طائلة من إبرام العقود الوزارية، ولا تعطي الاجير حقه وأجره، أي ظلم هذا واي تشويه لسمعة الكويت امام العالم والإنسانية، وكأن الكويت دولة تستعبد الآخرين وتبيعهم كالرقيق، ومن ثم نلوم العمالة على افعالها الشنيعة من سرقات ورشاوى واوكار دعارة وخطف و... و... و...، من الذي حملهم على ذلك؟! لعلي ذكرت الاجابة في مقال سابق تحت عنوان «من وراء صناعة الارهاب في الكويت؟!».
المشكلة هنا ان الفتنة اذا اشتعلت اختلط بها الحابل بالنابل، وتغيب الحكمة ولم تعد تعرف الظالم من المظلوم، اشتكى البنغاليون من مديري الشركات من بني جلدتهم وغيرهم من الجاليات العربية وطريقة تعاملهم معهم، ومن قرأ قصة «ابو الحسين البنغالي» يرى العجب، فقد كان يأخذ على العمال إتاوات وكان يسجن من لا يدفع له، ويهددهم بقوله «انا بن جلا طلاع الثنايا متى اعلن عن غضبي تعرفوني» نعم انه حجاج بني بنغال كان يعيش على حساب المساكين، ولم يكتف بظلم الشركات لهم، فزادهم هما وغما، ومن حق العمالة الوافدة الاضراب والاعتصام والمطالبة بالحقوق التي لهم ومعاملتهم معاملة البشر، ولكن الذي لا يقبله احد، ذاك التكسير والتخريب والترويع وزعزعة الامن، وكأن هذا الامر مدبر له كي تضيع حقوق المطالبين بالعدالة، فكان من بين هؤلاء المتظاهرين اشخاص متمرسين على الاجرام والعدوانية، فقلبوا السيارات ودمروا الممتلكات الخاصة وعاثوا في الارض الفساد، فطاشت العمالة البنغالية وماجت كموج البحر هيجانا وغضبا تكسيرا وتحطيما لممتلكات الناس يهتفون بكل جرأة وغضب وطيش وشاعرهم يقول.
حنا بني بنغال لا صار جنجال
نورد احواض الموت ما في مشكلة
ولكن قوات الامن الخاصة كانت لهم بالمرصاد، وصدت هجوم المتمردين من هؤلاء واعتقلتهم، وأصبحنا نقول هل نلوم هذه العمالة على هذا الفعل ام نلوم الشركات ام نلوم الحكومة ام من الملام؟
من اوصلنا الى هذا الحال؟!، وزارات خالية من عمالة التنظيف، بل المؤلم ان النزلاء في دور الرعاية من كبار سن ومعاقين، لم يأت من يقوم بخدمتهم ورعايتهم من هذه العمالة الخاصة بهم، فأصبح الموظفون هم من يقومون بهذا العمل، وبعض النزلاء ينتظر الفرج من بني بنغال للقيام بخدمته، مشاهد مؤلمة يرويها من رآها... والله المستعان يا حكومة.
وزيرة التربية ووطنية المهري
كان هناك شعار لحملة ركاز وهو «يعجبني حياؤك» وانا أقول للمهري «تعجبني وطنيتك» خرج المهري بتصريح محاربا للتكفير ومناهجه ودعاته، ويدعو الى الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية ويهاجم السلفية ويصفها بأبشع الاوصاف. وأقول للمهري ما ألومك اذا هاجمت السلفية، لأنها الدعوة المحمدية التي تكشف زيف المبطلين والمطبلين، ولا تقبل بالبدع والخرافات والشركيات، ونشكر الوزيرة نورية الصبيح على رفض ما يدعو اليه المهري من حذف منهج العاشر الذي وضعه اهل العلم من اهل الكويت المخلصين. ولكن هناك اسئلة بسيطة للسيد المهري، لماذا لم تصرح ضد الصحيفة الكويتية التي سبت صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل اسبوعين ؟ اليس هذا من تمزيق الوحدة الوطنية؟! وهل تقصد ان منهج السلف هو منهج تكفير؟!
alamrah75@gmail.com