عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15-09-2010, 02:00 PM
عربي مسلم عربي مسلم غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 252
معدل تقييم المستوى: 15
عربي مسلم is on a distinguished road
رد: إظلام المصابيح ليلا إعجاز نبوي يقي من التلوث الضوئي

أضرار الافراط في الإضاءة
1 . أثر التلوث الضوئي على صحة الإنسان
بالرغم من أن الأبحاث العلمية قد أثبتت أن التعرض للضوء سواء الطبيعي أو الصناعي يزيد من نشاط الإنسان, و هذا من فوائد الضوء, و لكن الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أيضا أن زيادة فترة التعرض للضوء لها أضرار على الإنسان , و من هذه الأضرار:
أولا: زيادة نوبات الصداع، والشعور بالإرهاق، والتعرض لدرجات مختلفة من التوتر، وزيادة الإحساس بالقلق.
من المعروف أن الإضاءة المفرطة تعتبر عاملاً مباشراً ومهماً، خلف التعرض لنوبات الصداع النصفي الحاد. وفي إحدى الدراسات المسحية، احتل فرط الإضاءة المرتبة الثانية على قائمة الأسباب التي تؤدي لحدوث نوبات الصداع النصفي بين المصابين. بينما كان فرط الإضاءة هو السبب الرئيسي خلف الإصابة بنوبات الصداع النصفي بين 47% من بين جميع المصابين بهذا المرض. ولا تتوقف العلاقة بين الصداع وبين الإضاءة على درجة الشدة فقط، بل أيضاً على نوع الطيف الضوئي المستخدم، كما في حالات الاعتماد على الضوء الفلوريسنت (fluorescent light) بدلا من ضوء الشمس. هذا الاختلال الطيفي، بالإضافة إلى شدة الإضاءة، يعتبران معاً عاملين مهمين خلف زيادة الإحساس بالإرهاق، وخصوصاً بين من يقضون ساعات طويلة في العمل تحت مثل هذا النوع من الإضاءة. نفس هذه الظروف الضوئية، تؤدي أيضاً إلى زيادة واضحة في معدلات الشعور بالقلق والتوتر. حيث أثبتت الدراسات الطبية بالفعل، وجود ارتفاع في معدلات التوتر بجميع أعراضه وعلاماته الطبية، بين العاملين في أماكن أو القاطنين لمنازل، تستخدم فيها إضاءة مفرطة، وخصوصاً من نوع الفلوريسنت.

ثانيا:
ارتفاع ضغط الدم
يعتقد العلماء أن ارتفاع ضغط الدم في هذه الحالات، ينتج بشكل غير مباشر من زيادة مستوى التوتر الذي يتعرض له المعرضون لفرط الإضاءة. فالمعروف أن زيادة مستوى التوتر، تؤدي إلى إفراز الجسم لهرمون الأدرينالين، و المسئول عن وضع الجسم في حالة من التأهب والاستعداد، من خلال تغيرات بيولوجية وفسيولوجية عديدة، مثل رفع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.

ثالثا: تثبيط جهاز المناعة:
وجد بعض الباحثين (C. Haldar *, R. Ahmad 2009) أن الضوء يؤثر على جهاز المناعة من خلال تأثيره على العين ثم المخ ثم الغدة الصنوبرية (صورة 2), و كذلك من خلال نفاذية الضوء لسطح الجلد . حيث كلما زاد الطول الموحى زادت درجة النفاذية عبر النسيج البصري و النسيج الجلدي. كما وجد البعض الآخر ( C. Haldar *, R. Ahmad;2008) أن الخلايا الليمفاوية في الدم تنتج هرمون الميلاتونين الذي يقوم بتنشيط المناعة, و أن هذا الإنتاج يتأثر بالضوء, حيث يثبط الضوء الذي ينفذ من الجلد و يصل للخلايا الليمفاوية التي تسير في الدم قرب سطح الجلد قدرة هذه الخلايا على تكوين و إفراز الميلاتونين مما يؤدى الي نقص المناعة بطريقة غير مباشرة, كما وجدوا أن تعرض الجلد لفترت من الظلام يقوى من مناعة الجسم .
(صورة 2: رسم تخطيطي يوضح دور الضوء في تثبيط و إفراز هرمون الميلاتونين و تأثير هذا على الجهاز المناعي ( C. Haldar *, R. Ahmad 2009))
رابعا: التأثير الضار للضوء علي الجلد
وجد بعض الباحثين ( Mahmoud BH, et al:2008) أن للطيف المنظور من الضوء تأثير ضار على الجلد حيث يؤدى إلى احمرار الجلد و تبقعه و التدمير الحراري لخلايا الجلد و كذلك إنتاج الشوارد الحرة هذا بالإضافة إلى التدمير غير المباشر للحمض النووي في خلايا الجلد الناتج عن الأكسجين النشط . كما اثبت البعض الآخر (Andrzej Slominski,et al;2005) أن للضوء تأثير غير مباشر علي الجلد من حلال تأثير الضوء على إفراز الميلاتونين حيث يتأثر الجلد بهرمون الميلاتونين الذي يقوم بدور هام في وظيفة الجلد الحيوية مثل دورة نمو الشعر, و لون الجلد, و تثبيط سرطان الجلد, كما يعمل على تثبيط تأثير الأشعة فوق البنفسجية التي تدمر خلايا الجلد, و له دور قوى كمضاد للأكسدة. و من هنا تتضح أهمية فترة الظلام و عدم التعرض للضوء للحفاظ على الجلد و على الحمض النووي لخلاياه من التدمير بالشوارد الحرة. و بمساعدة الميلاتونين تبدأ عملية التنظيف من الشوارد الحرة والأكسجين النشط في خلايا الجلد الناتجة عن التعرض للطيف المنظور من الضوء . ليس هذا فحسب إنما فى تقليل الضرر الناتج من الأشعة فوق البنفسجية على الجلد التي يتعرض الإنسان لها نهارا في ضوء الشمس.
خامسا: نقص إفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin)
يتم إفراز هرمون الميلاتونين بصورة طبيعية عند دخول الليل بواسطة غدة صغيرة في الدماغ تعرف باسم الجسم الصنوبري (Pineal body), هذه المادة تنتشر في الدم وتعطي الإنسان الإحساس بالنعاس. تفرز هذه المادة الكيميائية بانتظام لكن يعاني من نقصها كبار السن فنلاحظ أن نومهم مضطرب أكثر من صغار السن الذين تفرز عندهم هذه المادة بوفرة, حيث كلما تقدم الشخص في العمر قل إفراز هذه المادة. إن إفراز هذه المادة يبدأ مع بداية الظلام ويكون إفرازه بسيط ويزداد مع الزمن إلى أن يصل الإفراز ذروته حتى يحين موعد الصباح وتشرق شمس يوم جديد فيتناقص الإفراز بشكل حاد (صورة 3). و قد وجد أن إفراز هذه المادة يقل بالتعرض للضوء مما يساعد علي السهر و يعرض الجسم لعدة أمراض.
(صورة 3: يزداد هرمون الميلاتونين في الليل و يقل في الصباح بشكل حاد)
أهمية هرمون الميلاتونين للجسم:
1. أهمية الميلاتونين كعلاج لاضطرابات النوم :
وجد بعض الباحثين (Reiter RJ, Korkmaz A; 2008) و (Shadab A. Rahman, et al; 2009 ) أنه عند تعرض الإنسان للضوء يتم تثبيط إفراز هرمون الميلاتونين, حيث تنتقل استجابة شبكية العين للضوء عبر العصب البصري حتى يصل إلى الغدة الصنوبرية التي تقوم بدورها بتثبيط إفراز الميلاتونين مما يؤدى إلي اضطرابات النوم التي من الممكن علاجها بإعطائه لهؤلاء المرضى.
2. أهمية الميلاتونين للجسم كمضاد للأكسدة :
وجد بعض الباحثين ( Dominique Bonnefont-Rousselota,b, Fabrice Collin 2010) أن الميلاتونين يعتبر من مضادات الأكسدة القوية حيث ثبت أن قدرته تفوق بمعدل خمس مرات قدرة فيتامين سي و هذه درجة تجعل تصنيفه من أقوى مضادات الأكسدة المعروفة. كما أن طبيعته تسمح له بالمرور خلال حواجز الخلايا لذلك يستطيع تقليل التدمير الناشىء عن الأكسدة الناتجة من العمليات الحيوية في الخلية . و بالإضافة لقدرته كمضاد للأكسدة يقوم هو أيضا بدور غير مباشر و ذلك بتنظيم عمل الإنزيمات المضادة للأكسدة.
3. أهمية الميلاتونين للمخ :
وجد بعض الباحثين ( Olcese JM et al; 2009) أن الميلاتونين يقلل من حدة مرض الزهايمر و يبطئ من تقدمه, كما وجد البعض الآخر ( Juan C. Mayo et al;2005) أنه ضرورى للوقاية من مرض الشلل الرعاش و كذلك فى تحسين فاعلية العلاجات للمرضى .
4. الميلاتونين مسكن للألأم :
وجد بعض الباحثين ( Mónica Ambriz-Tututi,2009) أن الميلاتونين يعتبر مسكنا للألأم حيث يقلل من الإحساس بالألم من خلال العديد من آليات التفاعلات البيوكيميائية مثل التنشيط الغير مباشر لمستقبلات المورفين, و تقليل افراز المواد المسببة للالتهابات بالإضافة الي عمله كمضاد للأكسدة. و لذلك تتضح أهمية النوم في الظلام لمن يعانون من أمراض ينتج عنها اى نوع من الألأم .
5. الميلاتونين و الوقاية من السرطان.
أظهرت بعض الدراسات الحديثة ( David E. Blask 2008) أن العمال في الفترات المسائية و المتعرضين للضوء الصناعي هم الأكثر تعرضا للإصابة بالسرطان و كذلك لنقص المناعة . كما أظهرت الأبحاث الحديثة ( Pauley SM.2004) أن تثبيط الميلاتونين بالتعرض للضوء ليلا قد يكون سببا من زيادة معدلات سرطان الثدي و القولون .
و قد و جدت العديد من الدراسات و منها ( Sánchez-Barceló EJ, et al;2003) و ( Joo SS, Yoo YM et al; 2009) أن تأثير الميلاتونين المضاد للسرطان يأتي من طبيعته كمضاد للأكسدة, بالاضافة الي قدرته علي التأثير المباشر علي الخلايا السرطانية حيث يثبط الميلاتونين السرطان من خلال التداخل فى عدد من المسارات البيوكيميائية , و قد وجد أنه في سرطان الثدي يقوم بدور مباشر على خلايا السرطان كمضاد طبيعي للإستروجين, و في سرطان البروستاتا يؤدى إلى موت الخلايا السرطانية المبرمج مبكرا .
2. أثر التلوث الضوئي على البيئة
كما تأثر الإنسان بالتلوث الضوئي تأثرت بيئته أيضا, فهناك العديد من الآثار السلبية للتلوث الضوئي علي البيئة و منها:
أولا: اختفاء نجوم السماء
لعل أول المتضررين من الإنارة الليلية هم هواة الفلك وعلماؤه, إذ يسمح ظلام الليل لهم بمراقبة مريحة لأفلاك الفضاء, أما مع الإنارة الليلية فتبدو السماء صفراء اللون ولا تظهر غالبية النجوم بالعين المجردة (صورة 4). وكذلك تعرقل الإنارة عمل ملاحي الفضاء في التصوير الالكتروني للسماء.
فالتلوث الضوئي يقضي على إمكان رؤيتنا الواضحة للسماء الواسعة المزينة بالنجوم و الكواكب {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ }الصافات6، و أصبح من الصعب الاهتداء بالنجوم في ظلمات البر و البحر {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }النحل16, كما أصبح من الصعب رؤية هلال الشهور العربية بالعين المجردة و المراصد الفلكية {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}البقرة189, و بسب الإضاءة الجائرة للمصابيح التي تحيل ظلام الليل إلي نهار أُجبر الفلكيين إلي أخذ مراصدهم و مغادرة المدن .
(صورة 4: علي اليمين اختفت النجوم بسبب الضوء, و علي اليسار تبدو النجوم لامعة في الظلام. مصدر الصورة

 

التوقيع

 

لا إله إلا الله .. وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد .. وهو على كل شيء قدير
 
 
رد مع اقتباس