[د.فالح العمره]

أخر تحديث 24/04/2008

د. سعد بن طفلة ومنطق الحكمة

كتب فالح محمد العمرة

قد اختلف في كثير من الامور الفكرية مع د. سعد بن طفلة، ولكني في نفس الوقت احترم هذا الرجل، قد امتدحه في مقال وقد انتقده في آخر، وقد اكون مصيبا وقد اكون مخطئا، ويبقى القارئ هو الحكم والفيصل.

وموضوعي هنا هو ما ذكره د. سعد بن طفلة حول الفرعيات، وصدام ابناء القبائل ورجال الامن في الزميلة الوطن بتاريخ 20/4/2008 فقال« د. سعد بن طفلة بأن ما يجري هو خطير وفيه تعسف في استعمال القانون وغير مسبوق في تاريخ الكويت ولا يتزامن مع ما يفترض ان يكون عرسا ديموقراطيا مشيرا الى أن الحكومة هي من خلقت الانتخابات الفرعية وتريد أن تنهيها بين يوم وليلة وهو مستحيل.

ودعا بن طفلة كل القوى السياسية والقوى المحبة للاستقرار وللتعايش في هذا البلد التي تدعم الحريات المدنية بأن تقف وقفة واضحة من هذه الممارسات غير المسبوقة في تاريخنا.

ورفض د.بن طفلة أن تكون هذه الاحداث مصادمات مبدئية للدولة مع القبائل واصفا في الوقت نفسه الحكومة بالغباء في التصدي لظاهرة الانتخابات الفرعية.
وقال: ان الانتخابات الفرعية مرفوضة وهذا القانون حيث كنت أول مرشح في تاريخ الكويت يرفض الانتخابات الفرعية علنا قبل ان يجرمها القانون مؤكداً أنه لايزال عند موقفه في هذا الشأن ولكن الممارسات الأخيرة خاطئة وتعسفية وغير مقبولة بأي حال من الاحوال.
وابدى د.بن طفلة استغرابه من ان تتحول الدائرة الخامسة إلى ثكنات عسكرية وهي مسألة غير مسبوقة في تاريخ الكويت متمنيا ان يسود العقل والقضاء على الفرعيات من خلال ثقافة المواطنة والعدالة والمساواة».

فلننظر اخي القارئ ما ذكره سعد بن طفلة، علما بأنه اكثر من تضرر من هذه الفرعيات، ولكن العدالة والامانة والمصلحة العامه والخبرة السياسية وحبه للكويت واهلها جعله يقول هذا الكلام المنطقي الذي لا يخرج الا عن رجل وطني عاقل مدرك ويعرف كيف تدار الامور.

د. سعد بن طفلة يعرف ان الامر في تصرف الداخلية ليس فقط مخالفة القانون وانتخابات فرعية بل هي اكبر من هذا، ولكننا في الطرف الآخر نجد هناك من يحرض على مداهمات البيوت والمحارم وإلقاء القبض على ابناء القبائل والجدية في ضبطهم وكشف ما بداخل هذه البيوت، وقد حصل كل هذا فماذا كانت النتيجة ؟!.

كانت النتيجة صدامات واعتداء على حرمة البيوت واعتداء على رجال الامن وقنابل صوتية وقنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي ومدرعات وطائرات مروحية ورمي رجال الامن بالحجارة وتصويب السلاح على المواطنين ودماء واصابات و و و وماذا استفاد هذا المحرض الذي يستعدي السلطة على المواطنين العزل ويقول داهموا البيوت وما الذي جناه ؟! اهكذا اراد ان تحل الامور وتعالج ؟ اهكذا حبه لوطنه وابناء وطنه؟

ولكن علينا ان ندرك ان عقول الرجال تختلف وان معادن الرجال تختلف وان النضج السياسي لديهم يختلف.

لقد رفض د. سعد بن طفلة الانتخابات الفرعية قديما وحديثا، ولكنه رفض هذا التعسف وهذه العسكره وقال هذا العمل غير مسبوق في تاريخ الكويت، وطالب بنشر ثقافة الوعي الذي تحدثت عنها في مقال سابق، والحكمة هي سيدة الموقف وليس التعسف في حل الامور.

فشكرا يا بو عبدالله وياليت الصغار يتعلمون من الكبار.




بدعة جديدة



يردد البعض كلاما مخالفا للواقع بأن القبيلة كيان اجتماعي لا سياسي ولا ادري من اين اتت هذه البدعة المحدثة؟ واترك الرد لاهل التاريخ حيث ذكر د. عبدالهادي العجمي الاستاذ في التاريخ في الزميلة الوطن 20/4/2008

«واكد الدكتور العجمي ان القبيلة كيان سياسي حي حاول المجلس تحجيمها إلا انه ومن خلال الاحداث الجارية في الوقت الحالي يتبين لنا عدم وجود اي جهة تستطيع ان تكبح جماح كيان سياسي حي متمثل في القبيلة حتى لو لم تكن مرغوبا فيها من البعض مهما حاول البعض قتل هذا المولود السياسي الذي يقاتل لإثبات وجوده في المنظومة السياسية الكويتية مشيراً إلى ان الحكومة واجهت ازمة في التعسف في تطبيق قانون تجريم الفرعيات وبين قدرة ابناء القبائل على تطبيقها بطريقة لا تمكن القضاء من ضبط اي ادلة على ذلك فبالتالي ستبرئ المحكمة كافة المحتجزين لتمكن القبيلة من ايجاد صيغ تبرئ ابناءها من مخالفة القانون فبالتالي نستطيع القول ان القبيلة استطاعت النجاح في تطوير ديناميكية ادائها السياسي ونستطيع القول ان القبائل هي انشط الاحزاب السياسية الكويتية».

كل الشكر والتقدير يا بو ناصر ...


والله المستعان .