[د.فالح العمره]

أخر تحديث 17/04/2008

اسألوا التاريخ عنا كيف كنا ؟!

كتب د. فالح محمد العمرة

كان الحديث في مقالي السابق حول وطنية ابناء القبائل عبر التاريخ, وكيف كانت تضحياتهم في الدفاع عن الكويت وتراب الوطن، وكيف انهم اثبتوا حبهم لوطنهم وصدهم العدوان الخارجي حتى لو كان من ابناء عمومتهم،فتغلب الولاء الوطني على ولاء القبيلة وليس العكس كما يدعي ليبراليو هذا العصر.
وفي هذا المقال احببت ان افتح نافذة صغيرة على التاريخ الماضي للكويت، وبعض اعمال التيارات اليسارية والليبرالية في حبهم للكويت كما يزعمون, والاحداث المهمة التي مرت بها الكويت في هذه الفترة.
ذكر الكاتب الدكتور احمد الدعيج في الزميلة الوطن في محطاته التاريخية، عن احداث 1938 في عهد الشيخ احمد الجابر الصباح رحمه الله حاكم الكويت آنذاك ان بعض اعضاء المجلس التشريعي الاول قاموا بأعمال شغب كبيرة كادت تعصف بالكويت وامنها وينفرط الامر على حاكم البلاد وتدخل الكويت في حروب اهلية بسبب تعسف بعض اعضاء المجلس التشريعي، حيث احتل اعضاء المجلس التشريعي قصر نايف الذي كان عبارة عن مخزن اسلحة الشيوخ ورفضوا الاستسلام عندما طلب منهم ذلك الشيخ احمد الجابر وتفاقمت الامور واستنجد الشيخ بأهل الكويت وابناء بادية الكويت الذين كانوا على الحدود فلبوا نداء الوطن والتف اهل الكويت بادية وحاضرة حول شيخهم احمد الجابر الصباح، ودب الذعر والخوف في قلوب اعضاء المجلس التشريعي المسيطرين على مخزن الاسلحة في قصر نايف عندما شاهدوا اهل الكويت ملتفين حول قيادتهم واميرهم، واستسلموا بشروط ووافق على شروطهم الشيخ حبا منه للكويت واهلها وحقنا للدماء، وهذه هي صفات حكام الكويت على مر التاريخ حب الكويت وشعبها، وحمى الله بذلك الكويت من حرب اهلية بحكمة الشيخ احمد الجابر الصباح رحمه الله، وتتسارع الاحداث وبعد شهور من هذه الحادثه في اوائل سنة 1939 قام بعض اعضاء المجلس التشريعي الثاني بسابقة خطيرة لم تعهدها الكويت حيث ادخلوا اطراف خارجية في الشؤون الداخلية للكويت، عندما راسلوا كبار المسؤولين العراقيين يخبرونهم فيها عن الاوضاع السياسية المتأزمة في الكويت ويطلبون دعمهم في قضيتهم، فانتهز العراقيون الفرصة للتدخل في الشؤون الكويتية، واخذت صحفهم واذاعة قصر الزهور «وكانت تبث من قصر الملك غازي الاول» في مهاجمة الكويت ونظام الحكم والتحريض ضده.
ونجح اعضاء المجلس التشريعي في الضغط الخارجي الذي حققته حملات قصر الزهور الاذاعية والصحافة العراقية، ووافق الشيخ احمد الجابر الصباح على مطالبهم في التصديق على مسودة الدستور التي قدموها من دون التعديلات التي ادخلها الشيخ.
وللتعبير عن امتنانهم للنجاح الذي حققته حملات قصر الزهور الاذاعية والصحافه العراقية في الضغط على صاحب السمو الشيخ احمد الجابر حرر اعضاء المجلس التشريعي في التاسع من محرم 1357 هـ الموافق 1939/2/28 رسالة هذا نصها «حضرة صاحب الجلالة الملك غازي الاول ملك المملكة العراقية ادام الله بقاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فان اول واجبات اعضاء مجلس الامة التشريعي وممثلي البلاد الشرعيين ان يرفعوا للسدة الملكية اسمى عواطفهم الطافحة بالشكر والامتنان الخالص للمساعي الجليلة الفعالة المستوحاة من روحكم الهاشمية ونخوتكم العربية لتأييد قضية الكويت العربية ونصرة ابنائها الاحرار في سبيل تحقيق الاماني المشتركة للوصول الى الهدف الاكبر، ابقاكم الله رمزا خالدا لعز العرب وفلاحهم». وقام بالتوقيع على هذه الرسالة ثلاثة عشر عضوا من المتواجدين، اما السبعة الباقون كما يقول العدساني فانهم كانوا متغيبين عن الجلسة وبعضهم خارج الكويت.
وكذلك حرروا رسالة ثانية الى نوري السعيد، هذا نصها «حضرة صاحب الفخامة السيد نوري السعيد رئيس الحكومة العراقية المحترم، بعد التحية والاحترام، ان اعضاء مجلس الامة التشريعي ليسرهم ان يرفعوا للحكومة العراقية في شخص فخامتكم اجمل عواطف الشكر والامتنان للمساعي المبرورة في تأييد قضية الكويت العربية ومؤازرة القوميين من ابنائها آملين مواصلة الجهود الفعالة لتحقيق الاماني المشتركة الرامزة الى الهدف الاكبر، وتقبلوا فخامتكم خالص الاحترام»، ثم سلموا الرسالتين الى احد اعضاء المجلس التشريعي الثاني وكان موجودا في العراق، في البصرة تحديدا، ليسلمها شخصيا الى المعنيين في بغداد. اي قضية واي امان مشتركة واي هدف اكبر؟!،. هذا ما ذكره الدكتور احمد الدعيج في محطاته التاريخية في الوطن والعدساني في مذكراته.
نعم هؤلاء هم الاحرار وهم المخلصون وهم المثقفون وهم من يحرص على امن البلد وهم من له الحق في رسم سياسة البلد وهم وهم وهم. والله المستعان
وارجع وأقول لمن يجهل التاريخ ويتهم ابناء القبائل جزافا سواء بولائهم لشيوخ القبائل او اطراف خارجيه لقد اثبت ابناء القبائل ولاءهم للكويت وآل صباح على مر العصور، والكويت للكويتيين جميعا حاضرة وبادية سنة وشيعة «وليست للبراليين والتجار وحدهم» اما الدستور الذي يحفظونه عن ظهر قلب، ياليت لو تطبق بعض مواده كان حنا بخير،وهذه دروس وطنية فمن يعيها!!


alamrah75@gmail.com