[د.فالح العمره]

الوشيحي بين القبيلة.. والليبرالية!

كتب فالح محمد العمرة

الحديث عن الوطنية جميل يستخدمه اصحاب الفكر الليبرالي كثيرا ليحموا انفسهم من الاتهامات العنصرية، فإذا تحدث شخص عن عائلة او طائفه فإن هذا الحديث يعتبر تمزيقا للوحدة الوطنيه وتفتيتا للنسيج الاجتماعي في الكويت، اما ان تتكلم عن القبيلة وتهاجمها فإن ذلك من بطولات الوحدة الوطنية والعمل الوطني الجبار، واذا اردت ان تكون نجما يحلق في سماء البطولات فما عليك الا ان تسحق القبيلة تحت قدميك وبكل سهولة تصل الى مبتغاك وهدفك المنشود، فحتى تكون رجلا وطنيا يشار له بالبنان يجب ان تنسلخ من قبيلتك انسلاخا كليا ولا تنتمي لها وتتبرأ منها، وتلوي حنكك شوي وتدس انفك لدى اي تكتل او تجمع يحمل افكارا علمانية تجعل منك جنتل مان ورجلا وطنيا من الطراز النادر.
تهون علينا ان تصاب جسومنا......... وتسلم اعراض لنا وعقول.
محمد الوشيحي الكاتب في الزميلة «الراي» خرج علينا هذه الايام كمقدم برنامج اسمه «امه 2008» وتطرق لموضوع فرعيات القبائل وشرّق وغرب وشد حملته بكل ضراوة من اجل سحق ابناء عمومته العجمان ويام واستعداء السلطة عليهم واثبات انهم اقاموا فرعية مجرمة واخرج الورقة كدليل اثبات ولا نعلم من اين اتى بها، كل هذا من اجل ان يقال «انه رجل وطني » هاجم قبيلته بشراسة ولم يراع صلة القرابة والنسب، والكل يحسب ان هذا الهجوم من اجل الوطن والوطنية وان القانون على الجميع، ونحن نعلم لماذا كل هذا الهجوم ؟!
وقد قيل يا الوشيحي انك رجل وطني ما شالله عليك، وقد صورتك الفلاشات وأنت تهاجم المجرمين وتكشف حيلهم وتطاردهم من اجل الكويت، برافوا يا الوشيحي دخلت التاريخ من اوسع ابوابه وانا اراهن انك ستسجل كأول رجل وطني هاجم قبيلته بهذه الطريقه وستدخل بإذن الله موسوعة غينتس على هذه الشجاعة المفرطه الف مبروك.
نعم خرج الوشيحي في برنامجه وهو يستعدي السلطة على ابناء القبائل بطريقة عجيبة ويقول لوزير الداخليه في مداخلة له اثناء البرنامج لماذا لم تهاجم الفرعيات اثناء قيامها ؟، فقال الوزير كنت هناك ولم ار سوى تجمعات ودخلت بنفسي للديوانيات ولم ار شيئا فقال الوشيحي لو داهمت البيوت لوجدت الفرعيات فقال الوزير هل تريدني ان ادخل الى محارم الناس.؟!
وقال الوشيحي لوزير الداخلية لو سألت اي عامل في الشارع مع احترامي للعمالة «ماشالله وش ذا الاحترام للعمالة؟» لقال لك ان في هذا المكان تقام فرعيات، كل هذا يا الوشيحي من اجل تطبيق القانون ؟ لله درك يا رجل ما الذي حصل؟.
هناك الكثير من الطوام من المخالفات التي يندى لها الجبين اولى من فرعيات القبائل يا محمد، فلماذا اصبحت الفرعيات من اولوياتك ؟ ام نها اولوية عند غيرك والزمت بها رغما عنك، وحسب علمي انك شاركت في فرعيات الانتخابات السابقه، فما الذي تغيّر ؟!
ارجو ان لايكون من اهدافك تحقيق بطولات على اكتاف ابناء القبائل، واحذر ان تنجر وراء ادعياء الفكر الذين امتلأت عقولهم بالفضلات، ولا يقدمون لأمتهم الا البضاعة الرديئة ومنتهية الصلاحية، ولا تلبس لباس ليس بلباسك فتتعثر به يا محمد.
فلقد غاليت في التصعيد، ولا اعلم ان هناك رجلا عمل ما عملته انت تجاه القبائل وخصوصا ابناء عمومتك، فياليتك تكلمت عن القوانين المعطلة التي تخدم الوطن والمواطن بدلا من حديثك عن جريمة الفرعيات الارهابية.
ولقد لا حظت كما لاحظ غيري ادبك الجم وخلقك الرفيع مع ضيفيك الجاسم والصقر، ولكن اسلوبك كان مغايرا واستفزازيا مع الدقباسي والسعيدي لماذا ومن اجل من؟!
ان المبادئ لا تباع وتشتري يا محمد!
اما عن مثالك العجيب الذي ذكرته للدكتور السعيدي حول الفرعيات (بأن هناك شيوخ افخاذ يجرون الناس من آذانهم كأنهم خرفان لكي يصوتوا لمن يريد الشيخ » فهذا بهتان عظيم يا وشيحي!، ولكن الهذه الدرجة تصور القبائل بهذه الصورة لارضاء التيارات الليبرالية؟! على هونك يا الوشيحي ولا ترتمي بأحضانهم بهذه الطريقة، فإنك ابن قبيلة ولن يعلو قدرك عندهم مهما قدمت لهم، ولن تكون الا على بند المستخدمين ولا تحسب في يوم من الايام انك ستكون قياديا، لن تكون الا في الصفوف الخلفية فاسترح رعاك الله.
اما عن برنامجك هذا فهو يفتقد الى مقومات النجاح «المصداقية، الامانة، الحيادية، الانصاف، » فانتبه للحلقات القادمةان اردت النجاح والاستمرارية، اما عن نقدك للقبيلة فلا يخالفك احد في انتقاد القبيلة، ولكن بإسلوب الناصح المحب الذي يحب نشر ثقافة الوعي بين افراد قبيلته، وليس بإسلوب الشامت المنتصر للتيارات الليبرالية التي تحمل الافكار الملوثة وتريد نشرها بين ابناء القبائل.
ولكن في النهاية اقول شكرا يا الوشيحي لقد كشفت مقرات المجرمين والارهابيين في الدائرة الخامسة من ابناء عمومتك، وهذا يدل على وطنيتك وحبك لتيارك وتستحق وسام الشرف على ذلك، فأنت من الاشخاص الذين قل ان نجد مثلهم هذه الايام، فمن يجاري قلمك ويباريه، فانت انت صعدت على جماجم وانقاض فرعيات القبائل، وانصحك بان لا ترد علي فأنت القلم الكبير فليس لمثلك ان يرد على مثلي، وانا القلم المبتدئ في زوايا الصحافه، قلم مسحوق يحب ان يجابه الكبار ليشتهر، وهذه الحيلة لا تنطلي عليك فانتبه ولا تضيع وقتك معي، واكمل مشوارك في سحق ابناء عمومتك ثم اكمل على الباقي، لانهم ينتظرون على احر من الجمر صواعقك المرسلة فلا تبخل عليهم بكرمك رعاك الله، واشحذ جيوشك وخيلك ورجلك باستعداء السلطة عليهم، فإن المجد ينتظرك على اطباق الذهب والفضة.
يا أيها الليبراليون الجدد اطووا خيام افكاركم فإن الارض ليست لكم بل لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.