نائب سابق آيل للسقوط
كتب فالح محمد العمرة
كثرت الشعارات البراقه هذه الايام مع أول يوم انحل فيه مجلس الامة، وتعالت النداءات والهتافات تنادي بمحاربة الفساد والحفاظ على المال العام واحترام القانون، وكلُ يغني على ليلاه، وبدأت الرؤوس التي تود خوض الانتخابات القادمة تظهر سواء كانوا مرشحين جددا او نوابا سابقين، والجميع عينه على كرسي المجلس، ولكن الحكم والقاضي هو الناخب الذي يرى ما قدمه النواب السابقون، ويرى برنامج كل مرشح جديد وماذاسيقدم للوطن والمواطن، ولكن كيف سيعرف الناخب من هو المصلح من المفسد من هؤلاء المرشحين؟
على الناخب ان يعرف ان هناك معايير ومزايا يجب ان تكون في النائب القادم لان المرحلة القادمة صعبة جدا، فيجب ان تكون من صفات النائب القادم انه يخاف الله في نفسه ووطنه وامته، وان يحمل لواء الامانة ولا يرضى بغير هذا اللواء، وان يقدم مصلحة الوطن على كل المصالح، وان يكون ولاؤه للوطن لا لحزب ولا تكتل ولا قبيلة، وان يكون شجاعا قويا لا يخشى نظرات الصفوف الامامية من اعضاء الحكومة، ولكن المشكلةانه قدانخفضت هذه المعايير في نواب المجلس السابق، لان البعض من النواب السابقين لم يراع حق الله عليه ولا حق وطنه ولا حق الناخبين، فتلخبطت عنده كل المعايير، وضيع الامانة وغير وبدل وسقط القناع واحرقته شمس الحق، لانه كان متواريا بشبهات الباطل وظلمته وهذا هو حال الخفافيش، ومن هنا تصدعت ثقة الناخبين فيه لان مواقفه ليست كالسابق ولان حاله ليست كما كانت ودوام الحال من المحال، فانشغل ببناء مملكته الخاصة وترك هموم الوطن والمواطن، ويقول الحكماء: ان النملة اذا ريشت فقد دنا زوالها.
ومن يقول (ان المارد يمرض ولا يموت)، نقول له بل سنشل اركانه ويمرض مرضا لن يقوم منه وستتجمد الدماء في عروقه وسيصبح حسيرا كسيرا على هامش التاريخ جزاء وفاقا.
وما للمرء خير في حياة
إذا ما عد من سقط المتاع
وناهيك عن النواب السابقين المرتمين بأحضان الاحزاب والحركات والتكتلات والولاء لها اولا وآخرا.
يا شباب الامة راهنوا على فرسان جدد لا يخافون في الله لومة لائم، فرسان يحبون الوطن ويقدمون له كل ما لديهم، فرسان لا تهتز مواقفهم، فرسان شجعان يثبتون عند اللقاء، فرسان يحملون المبادئ والقيم ويدعون اليها،يا شباب الامة الكلمة ستكون لكم، واليوم يوم الحساب، قدموا افضل ما لديكم وراجعوا مواقف النواب المتخاذلة واحذروا اصحاب الهوى والمصالح الشخصية، وعليكم بمن يتقي الله في امته ووطنه، والصوت امانة وشهادة ستسألون عنها امام الله عز وجل، ولا تراهنوا على من أفل نجمه وحانت ساعته، واستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير، واصبح كالهيكل الذي هو آيل للسقوط.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
جريدة عالم اليوم