عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 16-09-2006, 04:20 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الحـروب الصـليبيـة (8) : الحمـلة الصليبية السادسة


بعد فشل الحملة الصليبية الخامسة اضطربت أحوال الصليبيين في الشام ووقع بينهم من الخلاف ما زعزع مكانتهم وما جعل بعضهم يتجه إلى أوروبا والبابا من جديد طالبين حملة صليبية تعزز وجودهم في الشام .

وقد كان نزاع حاد قد نشأ بين البابوية والإمبراطورية في غرب أوروبا ، وقد استمر هذا النزاع قرنين من الزمان على وجه التقريب ، وكان سببه التنافس بين السلطتين الدينية والعلمانية في أوروبا .

ومن أجل هذا الصراع بين الكنيسة والسلطة العلمانية لم تحدث استجابة لطلب الصليبيين في الشام بعد فشل الحملة الخامسة على مصر .

فإذا أضفنا إلى تلك الأحداث أحداثاُ أخرى جرت للمسلمين وبالتحديد لأبناء العادل : الكامل والمعظم والأشرف أبناء أخي صلاح الدين وما وقع بينهم من خلاف حاد أوشك على التحارب والتقاتل ، بل دخلت فيه فعلاً حرب مرئية وأخرى غير مرئية .

بالإضافة إلى خطر خارجي أخذ يهدد الدولة الأيوبية من الخوارزميين الذين شتتهم جنكيز خان ، فتجمعوا في أصفهان وأخذوا يهددون الشام والعراق ، كل ذلك جعل الملك الكامل يستعين بالإمبراطور فردريك الثاني إمبراطور ألمانيا للتغلب على متاعبه الداخلية مع أخويه ، والخارجية مع الخوارزميين في مقابل أن يتنازل له عن بيت المقدس وكل ما حققه صلاح الدين من انتصار في حطين .

وقبل فردريك الثاني هذا العرض وتجهز وأعد جيشاً لمساندة الملك الكامل ضد الخطرين اللذين يهددانه .

وفي ذات الوقت أخذ البابا هنريوس الثالث يلح على الإمبراطور فردريك الثاني ليعد حملة صليبية للشرق تستعيد هيبة الصليبيين والكنيسة هناك .

ولما مات البابا هنريوس الثالث خلفه جريجوري التاسع وأخذ يلح كذلك من أجل أن يقوم الإمبراطور بهذه الحملة ، فأبحر الإمبراطور من برنديزي جنوب إيطاليا قاصداً بلاد الشام ، ولكنه عاد مدعياً المرض ، فاعتبر البابا هذه العودة نكوصاً فأصدر ضده قرار الحرمان فخشي الإمبراطور غضبة البابا فخرج قاصداً عكا ، وكان جزء كبير من جيشه قد سبقه إلى بلاد الشام .

وكان فردريك لا يحب أن يدخل في حرب مع المسلمين لأسباب كثيرة ربما كان منها عناده للبابا وكراهيته للكنيسة ، وربما كان منها حبه للمسلمين والإسلام بحكم نشأته في صقلية المسلمة .

وكانت حملة فردريك هي الحملة الصليبية الملعونة من الكنيسة ، وأخيراً وصل رجال الإمبراطور إلى عكا في 625هـ بينما تخلف الإمبراطور في قبرص ، فخابت آمال الكنيسة والصليبيين والملك الكامل في حملة فردريك ، وعندما وصل فردريك إلى عكا في أخريات عام 625هـ بهدف الحصول على بيت المقدس من الملك الكامل مقابل حمايته من أخيه المعظم وجد المعظم قد مات والكامل قد أمن من الشر ، وأصبح فردريك في حرج من أمره ، وكذلك الملك الكامل ، فالكامل لا يود أن يحارب الصليبيين في هذه الظروف القلقة داخلياً وفردريك ما خرج ولا استعد لحرب المسلمين وإنما لحماية الكامل في مقابل بيت المقدس دون حرب ، ولو فكر في الحرب فلن يستجيب الصليبيون له وهو محروم من الكنيسة ، فلم يجد أمامه إلا أن يفاوض ويستعطف ليأخذ بيت المقدس فيعزز مكانته في أوروبا كلها ، وبلغ من استعطافه أن كتب للسلطان الكامل : ( أنا مملوكك وعتيقك ، وليس لي عما تأمره خروج ، وأنت تعلم أني أكبر ملوك البحر ، وقد علم البابا والملوك باهتمامي وطلوعي ، فإن رجعت خايباً انكسرت حرمتي بينهم ، وهذا القدس فهي أهل اعتقادهم وضجرهم ، والمسلمون قد أخربوها فليس لها دخل طائل ، فإن رأى السلطان أن ينعم علي بقبضة البلد والزيارة فيكون صدقة منه ، ويرتفع رأسي بين ملوك البحر ) .

ومن عجب أن وافق الكامل وأجاب فردريك إلى ما طلب وعقد معه اتفاق يافا سنة 626هـ وفيها هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنين ، ويأخذ فردريك بيت المقدس ، ولكن لا يجدد سور القدس ، وتكون قرى القدس للمسلمين لاحكم فيها للفرنج ، وأن يكون الحرم كله بأيدي المسلمين وليس للفرنج إلا الزيارة .
وبدموع فردريك واستعطافه حقق ما عجز عنه ملوك الفرنج وأمراء الصليبيين منذ انتزع صلاح الدين القدس منهم .

وقد كان لذلك أسوأ الأثر في نفوس المسلمين حتى إنهم أقاموا المآتم وقالوا المراثي في القدس ، وذهب فردريك إلى بيت المقدس وتوج نفسه لأن الكنيسة رفضت أن تتوجه ، وعندما زار فردريك المسجد الأقصى علم أن السلطان الكامل أمر المؤذنين بعدم إقامة الأذان طيلة وجود الإمبراطور في المدينة فاستاء فردريك لذلك وقال للقاضي شمس الدين : ( أخطأت فيما فعلت ، والله إن أكبر غرضي في البيت المقدس أن أسمع أذان المسلمين وتسبيحهم في الليل ) .

ثم إن فردريك رأى قسيسا ًبيده الإنجيل يهم بدخول المسجد الأقصى من الفرنج فزجره الإمبراطور وطرده ، وهدد كل من يدخل المسجد الأقصى من الفرنج بغير إذن وقال : ( إنما نحن مماليك هذا السلطان الملك الكامل وعبيده ، وقد تصدق علينا وعليكم بهذه الكنائس على سبيل الإنعام منه ، فلا يتعدى أحد منكم طوره ) .

ثم ذهب فردريك إلى يافا ثم غادرها إلى عكا تاركاً بيت المقدس ، وكانت عكا تعيش صراعاً بين الصليبيين الذين فيها ، وحاول فردريك أن يبرر أعماله أمام رجال الدين ولكنه عورض .

وكان البابا قد أمر جيوشه بالاعتداء على أراضي فردريك وممتلكاته في إيطاليا وساعده في ذلك حموه حنا برين ، فوجد أن مصالحه تقتضي أن يغادر عكا ويتجه إلى مملكته ، فرجع إلى لإيطاليا .

وهكذا انتهت الحملة الصليبية السادسة وقد أخذت بيت المقدس هدية من الملك الكامل الذي ضيع جهد عمه صلاح الدين في الاستيلاء عليه .



التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر6/335 ، والغزو الصليبي والعالم الإسلامي لعلي عبد الحليم محمود 114

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس