نعم إخوتي الكرام ... فهذه هي الحقيقة التي قررت اليوم أن أعترف بها ... هنا و بينكم
و علني أن أجد لها حلا ... أو أستطيع منها خلاصا ... إن كان ذلك ممكنا ...
بدأت حكايتي مع الإدمان كما بدأت جميع الحكايات ... فالبداية كانت الرغبة في إكتشاف عالم
جديد ... بهرني ببريقه ... و جذبني إليه ببهرجته و جماله ... فدخلته و كنت متوترا و خائفا ..
فالرهبة كانت تغمرني ... و حب الإطلاع و المغامرة كانت تدفعني ... فوجدتني رويدا رويدا أتحرر
من كل قيود الرهبة و التردد ... و أنطلق مسرعا في هذا العالم الجديد ناسيا أو متناسيا كل العوائق
و الحدود التي كانت تقف بيني و بينه ... و كنت سعيدا بهذه التجربة التي بدأت منذ ما يزيد على العشرة
أعوام ... و أزدادت بشكل كبير في الأعوام الآخيره... و لقد أدركت متأخرا أن ما أمر به هو ظاهرة
الإدمان ... و حاولت جاهدا أن أتوقف أو أن أقلل منه تدريجا ... ففشلت مرارا ... و كان حد نجاحي
أن توقفت عنه أياما معدودة ... و لكن الإنتكاسة كانت مصيري ... فكنت أعود له دوما ... و لا أستطيع
أن أتخلص منه ... فهو يسري في دمي ... و يشغل تفكيري ... حتى عندما أكون بعيدا عنه ... و أحاول
أن أطرد شبحه عن مخيلتي ... أجده يتسلل تدريجيا إلى أعماق نفسي ... فيحرك قلبي .. ومن ثم يقفز
و يطغى على تفكيري ... و أجدني لا إراديا أحاول أن أتجه له و أدخل عالمه ... و لو لفترة قصيرة ...
نعم إخوتي ... فهذا هو صراعي المستمر مع شبكة المعلومات الملقبة بالأنترنت ... و الذي أتمنى أن
أكسبه في يوم ما ... و أعود لحياتي البسيطة التي أفتقدها كثيرا ...
" من كتاباتي السابقه في عالم النت "