عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-08-2009, 02:22 PM
جزائري جزائري غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 343
معدل تقييم المستوى: 16
جزائري is on a distinguished road
فوائد في التفسير

فوائد في التفسير


قال بعض العلماء على آية: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ .
الآية عطف بعضها على بعض، وإن كان المعطوف داخلا في المعطوف عليه، فبعضها داخل في بعض، إذ الإثم والبغي والشرك داخل في الفواحش وعمومها؛ لأن مظالم العباد بعضهم مع بعض والاعتداء عليهم يكون في ستة أشياء في البدن وفي النسب وفي الدين وفي العرض وفي العقل وفي المال، فالاعتداء على الإنسان يكون:
- في البدن.
- وفي النسب.
- وفي الدين.
- وفي العرض.
- وفي العقل.
ففي قوله تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ المراد بذلك: الزنا ظاهرًا وباطنًا، وهذا اعتداء على الأنساب، وقوله: "الإثم" المراد بها: الخمر وهي اعتداء على العقول، وقوله: وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ المراد بها: الاعتداء على الأبدان وعلى الأعراض وعلى الأموال، وقوله: وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا المراد بها: الاعتداء على الدين، وعليه فانتظمت الآية بذلك مظالم العباد الستة.
قال تعالى: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فالأمة لها أربعة إطلاقات في القرآن.
1- تطلق على الجماعة الكثيرين المجتمعين على ملة ودين وشريعة وطريقة، وهذا أشهر إطلاقاتها كهذه الآية: .
2- تطلق على الدين والملة والطريقة والشريعة، كقوله تعالى: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وقوله تعالى: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً .
3- تطلق على البرهة من الزمان والقطعة من الوقت، كقوله تعالى: وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ وقوله: وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ .
4- تطلق على الإمام الذي يقتدى به في الخير، كقوله -تعالى- عن إبراهيم عليه السلام: الشنقيطي .



موقع الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله

رد مع اقتباس