الموضوع: هموم كويتية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-08-2009, 11:26 PM
alajmi- alajmi- غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 9
معدل تقييم المستوى: 0
alajmi- is on a distinguished road
هموم كويتية

هموم كويتية

لأنني كويتي ، ولأن كويتيتي وسامي الأول الذي يزين صدري ويرفع هامتي ، ولأن أنفي لم تستنشق هواءً أقدس من هواء الكويت ، وقدمي لم تطأ تربة أغلى من تراب الكويت ، ذرفت دواتي بهذه الكلمات .

من أين أبدأ ؟؟ من حادث حريق العيون ، مشاهد الحرقى و الجرحى ؟؟ ، حينما ينقلب الفرح ترحًا ، وتأبى الحنجرة أن تخرج زغرودة الفرحة حتى تصرخ صرخة الموت ، مخيلتك لعلها لا تتصور مشهد هولوكوست في خيمة كانت تستعد لاستقبال عروس ، فتحولت صورة حية من الجحيم ، ياللمفارقة !! .

هل هان الإنسان الكويتي إلى هذا الحد الذي يجعل موته حرقًا وبالجملة ؟؟ أما كانت هناك إدارة محلية تشرف على التدابير التأمينية لمثل هذه الخيمات ؟؟ أما كانت هناك مديرية أمن بالجهراء تسارع باتخاذ موقف عاجل لاحتواء هذا الجحيم ؟؟ ألم تكن الإدارة العامة للإطفاء على يقظة كافية تمكنها من تحجيم الكارثة ؟ أين قسم الوقاية من ذلك ؟؟ تتابع الأسئلة ولا أجد إجابة تشفي أو ردًا يريح .

لقد تعددت الأقاويل في سبب الحريق ، وأشارت أصابع إلى شبهة جنائية تلابس الكارثة ، إلا أن المحصلة في النهاية كارثة موجعة تؤرق الوجدان الكويتي ، تنضاف إلى قائمة طويلة من أوجاع الكويت .

وما أن تغادر لهيب ( العيون ) حتى ترمق عينك أوضاع المسرّحين من القطاع الخاص ، همّ كويتي جديد ، لكنه ثقيل جد الثقل ، حينما يجد مواطن كويتي نفسه بلا ثقب هواء يتنفس منه ، عمله الذي فقده ، يده التي عطلت بعد كد ، آماله التي توقفت عن النمو ، وما عليه سوى الانتظار _ الذي لا يملك أكثر منه _ لجلسة مجلس الأمة المتأخرة والمخصصة لقضيته ، والتي ترددت الحكومة في حضورها ، تلك الجلسة التي يعلق عليها هذا الكويتي المسرح آمالاً عريضة ً ، والتي أخشى ألا تنصفه في شىء فينضاف إلى قائمة همومه همّ جديد ، همّ المواطن الذي خلت به حكومته ، ولم تنصفه أمته ، ساعتها لا تطالبني أن أحدث هذا المواطن المسرَّح عن قيم المواطنة والانتماء لأن شرخًا بداخله قد استعصى على الترميم .

في الوقت ذاته ، تجد الحكومة الكويتية تطرح الخصخصة كضرورة اقتصادية عاجلة أو آجلة ، وتبدأ في فاعليات منشطة للخصخصة ، دون الوقوف _ أولاً _ مع حقوق العامل الكويتي التي تتناساها الخصخصة في نشوة الأرباح الطائلة ، والتي ستفرز مزيدًا من المسرحين من أبناء الوطن ، في ظل أزمة اقتصادية عالمية تستشري في ربوع العالم ، وفي ظل وضع كويتي داخلي تتصاعد فيه معدلات البطالة .

إن أي حلول ترقيعية ، أو مؤقتة ، أو غير مرضية لكل كويتي فقد عمله ستمثل كارثة لأمن الكويت القومي ، وكيانها الاقتصادي ، وسيجني الوطن من ورائها الحصاد المرير ، خاصة مع تمادي الحكومة في تهميش القضية والتهوين منها ، تارة بطرح الحلول غير المنصفة ، وتارة أخرى بالتقليل من أعداد المسرحين ، مما يعني افتعال القضية للتكسب السياسي من ورائها ، لكنني أقول من هذا المنبر:

" لا يلزم أن تكون أعداد المسرحين ضخمة حتى تتحرك الحكومة ، إن فقدان كويتي واحد لمصدر رزقه وفرصة عمله قضية أمن قومي يجب أن تتعامل معها الحكومة ومجلس الأمة والاتحادات والجمعيات لرد كرامة هذا الكويتي وتمكينه من حقه في حياة كريمة يكللها العمل ، وتثمر تطورًا ونهضة وانتماءً للوطن الغالي " .



وكأن همومنا الكويتية لم تتوقف عند هذا الحد من حرق جماعي للكويتيين ، أو تسريح للعمال ، حتى تصل _ أيضًا _ إلى فلذات الأكباد ، إلى أبنائنا الذين سيدخلون عامهم الدراسي الجديد وشبح أنفلونزا الخنازير يطاردهم، خاصة وأن الطلاب لم يتم تطعيمهم بالأمصال المضادة والتي لم تتوفر في الوطن حتى الآن ، حيث من المقرر وصول مليوني جرعة تطعيم في ( نوفمبر / تشرين الثاني ) ، في حال نجاح الشركات المصنعة له في إنتاجه ، مما يجعل تأجيل الدراسة حلاً _ لا أقول نهائيًا _ بل وقائيًا لذلك الهم الآخر الذي يجثو على صدور أولياء الأمور .

على حكومتنا المبجلة ومجلس أمتنا الموقر أن يوليا تلك الهموم الكويتية مزيد نظر ، فالكويتي ليس رخيصًا حتى يلقى حتفه حرقًا وبالجملة دون يد تمتد لتكف عنه الأذى ، ولا هانت كرامته حتى يسرح من عمله مغازلة لملاك الشركات الخاصة التي تكيل من المال والأربح بالمكيال الأوفى ، ولا رخصت فلذات أكبادنا حتى نزج بهم في تجمعات دراسية قابلة لانتشار الوباء بها .. عسى أن تزول هموم الكويت ويحيا الوطن مجيدًا عزيزًا.

م.حمد العصيدان
تم المقال بحمد الله تعالى وتوفيقه.

رد مع اقتباس