عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-03-2009, 09:50 PM
حراب العجمي حراب العجمي غير متصل
Banned
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 908
معدل تقييم المستوى: 0
حراب العجمي is on a distinguished road
عفوا لن أقبل بالأخر

بسم الله الرحمن الرحيم


عفـــوا لن أقبل بالأخـــــر ..


للزمن دورات ومتاهات , عجيبة هي الأيام , حيث تلعب الأقدار دورها الأساسي في ترتيب مجمل الأحداث , زماننا عجيب , وأعجب ما فيه ليس هواننا وانكسارنا , ولا ضعفنا وضياع عزتنا , فهذا ثمن ندفعه لاختيارنا الصمت المقيد بالذل ورضانا للهزيمة والاستسلام ,
إنما العجب إننا كنا نستورد الذل والعار والخزي والضعف والهوان , والآن أصبحنا ننتجه بل ونروج له أيضا , فكل ذلك لا غربة فيه .



إما أن يلعب المنتخب في روث البهائم الذي غطى رؤوسنا حين انكسرت هامتنا فصرنا تحت حوافرهم , إما أن يحجز المنتخب لنفسه مكانا دائما في مجاري مزابل التاريخ لكونه أكثر وقاحة وأقوى عار , فذلك الذي يفتت قلبي ويفطر كبدي حزنا وألما .


ضاعت الحروف والكلمات , واختفت الجمل والعبارات , وعجز العقل وكأنه جاهل يغلبه النسيان , تخنقني العبرات حين أقرأ لهالك منافق متآمر , يضحك من جراحنا , ويهزا ببكائنا , ويقهقه بصراخنا , ويرقص على دمائنا وأشلائنا , ملوحا بكلام يدور على قبول الآخر أو التعايش مع الغير أو محاورة الأديان .


أخي في الله هذا الحديث موجه لكل مسلم ومسلمة ينتمي لهذا الدين , مطالبون بعد انتهاء مرحلة الذبح والسلخ , والقتل والدفن , بقبول المجرم القاتل , هذا الأمر قد آثار في نفسي التساؤلات التي ربما مصدرها جهلي الشديد بما يدور حولي , لحظات قاسية تترك جروح عميقة لا تندمل بسهولة , وإن شفيت يبقى أثرها وأضح على النفس , قد لا نشعر بتلك الكلمة ولكن نعيش مرارتها كل لحظة .

فمن أنت أيها الآخر الذي نطالب بقبولك والتعايش معك ومحاورتك ؟؟ وما هي شخصيتك ؟؟
أنت أيها الآخر من فرضت حربك علينا , قتلت أبنائنا واغتصبت أرضنا , أنت الذي جعلت منا أطفال مشردون وأيتام ضائعون وأسرى معذبون ولاجئين محطمون , فقط لأنهم يحملون الهوية المسلمة , أنت أيها الآخر أذقتنا أصناف العذاب , حولت ديارنا وأرضنا إلى ساحات قتال .
هذا الآخر الذي صورتموه في كتاباتكم وكأنه ضعيف مسكين له علينا حقوق وواجبات , لا نكن له إلا الكره والبغض تلفظه عقولنا وترفضه نفوسنا , أقتحم أرضنا بدباباته وقتلنا بطائراته , سفك دمائنا بدم بارد , وبنا مستوطناته على أرضنا , وهدم مساجدنا .


فماذا تريدون منا أيها الهالكون ؟؟
ألا يكفيكم هذا الدمار ؟؟ فما من شبر إلا وفيه ضربة برمح أو طعنة بسيف , وفي كل ناحية لنا أشلاء ممزقة ومجازر ومحرقة , ومعابر مقفلة ومحكمة .

فماذا تريدون منا أيها الهالكون ؟؟
هل تريدون منا أن نفعل مثلكم , ونرتمي في أحضان العلوج والأعداء .
يهينوننا ويهينون كتابنا ورسولنا ونستقبلهم ببلادنا .
يقتلون إخواننا هنا وهناك وندعمهم بأموالنا .
يغتصبون وينتهكون أعراضنا ونمد لهم أيدينا .


فماذا تريدون منا أيها الهالكون ؟؟
هل تريدون إزالة ما تبقى من عقيدة الولاء والبراء التي هي أساس هذا الدين ؟ هل تريدون تنكيس راية الجهاد ؟ هل تريدون الاعتراف بالأديان المنسوخة والمبدلة كاليهودية والنصرانية والتسوية بينها وبين الدين الناسخ للأديان ـ الإسلام ـ ؟ هل تريدون الانسلاخ عن الإسلام ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .. ) ؟

الحوار مع الآخر لا يكون إلا في الاختيار بين أحد ثلاث خيارات ـ الإسلام ـ الجزية ـ القتال ـ وأدلة ذلك ثابتة بالكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح .
وهنا سؤال بسيط جدا , وهو هل يمكن أن نتحاور مع شخص لا نعترف به ؟ وحوار الأديان مع من ؟ مع القتلة الفجرة الصهاينة , لا وألف لا .


وأذكر الأخوة الذين يصفقون ويرحبون بهذا الحوار إن إخواننا في أفغانستان استشهدوا بقنابل انشطارية ومتفجرات ذكية وغبية تحرق الأخضر واليابس , وإن إخواننا في العراق استشهدوا باليورانيم المخصب , وأسلحة فسفورية , وإن إخواننا في غزة تعصف بالقلب مشاهد الدماء والأشلاء , وهم محاصرون من طرف من ؟؟ من الأخر الذي نطالب بالتحاور معه .

وهنا سؤالي لمَ لا توجهون دعوتكم هذه إلى أصدقائكم الآخرين ؟ ليقبلونا ويتعاملون معنا كآخر , فليرحلون عن ديارنا ويكفون عن قتلنا ويفكوا آسرانا ويحترمون إسلامنا , لهم كفرهم ولنا ديننا .


آسفة أيها الآخر , لن أقبلك حتى تضع السكين من يدك , ولن أتعايش معك ولن أحاورك حتى تخرج من أرضنا وتسحب مستوطناتك وقاعدتاك العسكرية وتقف طائراتك ودباباتك وتحترم ديننا وكتابنا ورسولنا وثقافتنا , عندها نحن نعدك أن تعيش آمنا مطمئنا تأكل وترتع كأحسن بعير .

رد مع اقتباس