عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-11-2008, 03:09 AM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
Post فى ظلال آية (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ )



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) الكهف 6


ومعنى: {باخع نفسك .. " 6 "} (سورة الكهف)

أي: تجهد نفسك في دعوة قومك إجهاداً يهلكها،

وفي الآية إشفاق على رسول الله ؛ لأنه حمل نفسه في سبيل هداية قومه
ما لا يحمله الله ويلزم ما لا يلزمه،

فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو قومه فيعرضوا ويتولوا عنه فيشيع آثارهم بالأسف والحزن،

كما يسافر عنك حبيب أو عزيز، فتسير على أثره تملؤك مرارة الأسى والفراق،

فكأن رسول الله لحبه لقومه وحرصه على هدايتهم يكاد يهلك نفسه (أسفاً).

والأسف: الحزن العميق، ومنه قول يعقوب عليه السلام :

{يا أسفي على يوسف .. "84"} (سورة يوسف)

وقوله تعالى عن موسى لما رجع إلى قومه غاضباً من عبادتهم العجل


{فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً .. "86"} (سورة طه)


وقد حدد الله تعالى مهمة الرسول وهي البلاغ، وجعله بشيراً ونذيراً، ولم يكلفه من أمر الدعوة ما لا يطيق،

ففي الآية مظهر من مظاهر رحمة الله برسوله صلى الله عليه وسلم

من تفسير شيخنا الجليل / محمد متولى الشعراوى رحمه الله

***********

اقرأ ايضا


فى ظلال آية ( الله نور السماوات و الأرض)


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


يقول تعالى فى سورة النور :

(( الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى
يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار نور على نور
يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شىء عليم(35)
فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال (36)
رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار(37)
ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب(38) والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة
يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب(39)
أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض
إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور))([1])


إشراقة النور، ونضرة النعيم

وهناك ظلمات مدلهمة تحيط بالكفار،

تنعدم فيها الرؤية تماما، وتحيط بهم الأعاصير،

والموج الرهيب يقلب أجسادهم وأفئدتهم وهم فى الظلام لا يرون من أين تأتيهم الأخطار،
ولكنها تتناوشهم من كل جانب

لا يوجد أنًور من هذا النور،

ولا أظًلم من هذا الظلام!

ولا يوجد أروع من هذا التقابل الذى ترسمه اللوحتان المتقابلتان،

اللتان ترسمان بالألفاظ ما تعجز عن تصويره كل أدوات التصوير وفى سياق

واحد تتقابل الصورتان جنبا إلى جنب، فتنجذب القلوب إلى النور، ثم تفزع

من الظلام فتستدير إلى النور، تستروح فيه الطمأنينة والأنس والإشراق

ويختم السياق بهذه الحقيقة الهائلة ( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)
فكل مصدر يلتمس فيه النور غير المصدر الربانى لا ينير، وكل شىء غير نور الله ضلال،
بل عبث وانقطاع، ووهم وخداع، ينتهى بصاحبه إلى الضياع فى لجة الظلام ألا إنه إعجاز .



(من الكتاب الرائع لا يأتون بمثله )

_________________________

سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر


رد مع اقتباس