عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-11-2008, 03:41 PM
السنافي1 السنافي1 غير متصل
Banned
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 3,219
معدل تقييم المستوى: 0
السنافي1 is on a distinguished road
004 ما حكم التعلق بالأسباب ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما حكم التعلق بالأسباب ؟؟


الجواب :
التعلق بالأسباب أقسام :

القسم الأول :ما ينافي التوحيد في أصله , وهو أن يتعلق الإنسان بشئ لا يمكن أن يكون له تأثير ويعتمد عليه اعتماداً كاملاً معرضاً عن الله , مثل تعلق عباد القبور بمن فيها عند حلول المصائب , وهذا شرك أكبر مخرج عن الملة , وحكم الفاعل ما ذكره الله ـ تعالى ـ بقوله ـ { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } ( سورة المائدة ـ الآية 72 ) .


القسم الثاني :
أن يعتمد على سبب شرعي صحيح مع غفلته عن المسبب وهو الله ـ تعالى ـ فهذا نوع من الشرك , ولكن لا يخرج من الملة , لأنه اعتمد على السبب ونسي المسبب وهو الله ـ تعالى ـ .


القسم الثالث : أن يتعلق بالسبب تعلقاً مجرداً لكونه سبباً فقط , مع اعتماده الأصلي على الله , فيعتقد أن هذا السبب من الله , وأن الله لو شاء قطعه , ولو شاء لأبقاه , وأنه لا أثر للسبب في مشيئة الله ـ عز وجل ـ فهذا لا ينافي التوحيد لا أصلاً ولا كمالاً .


ومع وجود الأسباب الشرعية الصحيحة ينبغي للإنسان أن لا يعلق نفسه بالسبب بل يعلقها بالله , فالموظف الذي يتعلق قلبه بمرتبه تعلقاًً كاملاً مع الغفلة عن المسبب وهو الله فهذا نوع من الشرك , أما إذا اعتقد أن المرتب سبب والمسبب هو الله ـ سبحانه وتعالى ـ فهذا لا ينافي التوكل , والرسول صلى الله عليه وسلم كان يأخذ بالأسباب مع اعتماده على المسبب وهو الله ـ عز وجل ـ .

المصدر
من فتاوى الشيخ ابن عثيمين عليه رحمه الله

( كتاب فتاوى أركان الإسلام ـ لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ جمع وترتيب ـ فهد بن ناصر السليمان ـ الطبعة الأولى 1423 هـ ص 62 )