أخر تحديث 16/09/2008 معركة الجسور وبسالة الشجعان كتب د. فالح محمد العمره
صدقت المقولة التي تقول ان التاريخ يعيد نفسه، وأن الأبناء يعيدون أمجاد الآباء، فلقد كان من امجاد الماضي في تاريخ الكويت معركة الجهراء التي استبسل بها أهل الكويت من بدو وحضر عوائل وقبائل ضد المعتدين، وروى اهل الكويت تراب الوطن بدمائهم ودماء اعدائهم، وهاهو آمر لواء الشهيد البطل سالم المسعود يروي لنا قصة معركة حصلت اثناء الغزو العراقي للكويت، وكيف قاتل شباب الكويت بكل بسالة وبطولة وصمود في وجه العدو وكان موقع المعركة حول الجهراء عند الجسور، وذكر اللواء قصصا عجيبة وليست بغريبة على جنود وابطال الكويت، فكان مما ذكره اللواء البطل سالم المسعود قصة ذلك الشاب النقيب طالب الجوعيد الشمري الذي كان يصفه بالمشاكس وصاحب مقالب وغير جاد في عمله ولكنه في وقت المعركة تحول الى بطل شرس وأسد يزأر فتقدم بدبابته الى قوات العدو وكان اول من اطلق قذيفه على قوات العدو، واستطاع ان يعطب ما يقارب ثلاثين دبابة، واسماه اللواء بعد هذه المعركة بصائد الدبابات، وليست هذه بغريبة على شمرالسناعيس والطنايا، فهم أهل حرب وقتال في المعارك، لا يوجد في قواميسهم معنى للإنهزام او الفرار ابدا شعارهم«النصر أو الشهادة» لذلك قام هذا الشاب بدوره الوطني فكان بطلا لن ينساه التاريخ ابدا، ومما ذكره اللواء سالم المسعود قصة الملازم الاول فيصل المخيال حيث فاجأ الجميع بدخوله ساحة المعركة وهو يقود دبابته متلثما بالشماغ الاحمر، وعرفت انه مجاز وقد التحق بالمعركة بعد سماعه دخول القوات العراقية وقد طلب مني الامر بقصف موقع عراقي تحت الجسر، ورفضت لان الموقع مكشوف الا انه عاد مرة اخرى واصر وقال لي: محد يموت قبل يومه، وبهذه الكلمات اعطيته الامر وكنت اراقبه عندما نزل بدبابته تحت الجسر وكنت خائفا عليه الا انه كان بطلا حيث استطاع ان يدمر الموقع بالكامل ويعود سالما».انتهى كلامه. ولقد كان فيصل المخيال في اجازة مرضية حيث انه كان يشتكي من مرض«أبو وجه» لذلك دخل المعركة ملثما ولم يمنعه مرضه عن تأدية واجبه الوطني ودفاعه عن الكويت، وعندما فرغت ذخيرته توجه الى مستشفى الجهراء واخذ سيارة الاسعاف وقادها الى ساحة المعركة لكي ينقذ زملاءه المصابين، ولم يفكر بالخطر الذي سيصيبه وهو يقوم بهذا العمل الخطير لانه يعلم ان الموتة واحدة وهو يريدها في ساحة المعركة، وهذه هي البطولات التي سجلها التاريخ،وليست هذه الافعال بغريبة على فيصل المخيال فهو من عائلة تعشق ساحات المعارك عائلة ترخص ارواحها في سبيل الواجب آل مخيال من آل سليمان من العجمان اهل الفروسية والشجاعة.
لابتي لا جا نهار الملاقا ما تهاب
عند تالي الهجن يرسون رسي جبالها
لا جا نهار العزاوي وتحذيف الثياب
ما تفرق بين شيبانها وعيالها
يشهد التاريخ ما قلت في قولي عياب
قد سبقني شاعر في كلامه قالها
هذا بعض ماقاله اللواء سالم المسعود البطل الشجاع عن هذه المعركة وهو من بدأ هذه المعركة ووضع روحه فداء للكويت وهو الذي تقدم بجيبه الكارجوا الى ساحة المعركة ولم ينسحب علما بأن القيادة أمرته بالانسحاب الا انه رفض وتقدم لمقاومة العراقيين، وكان هناك الكثير من شباب الكويت الذين استشهدوا وقاتلوا وقاوموا من عوائل وقبائل يشهد لهم بالبطولة والشجاعة، وهذه هي والله المذكرات التي تكتب بماء الذهب لا مذكرات تثير الفتنه والشك والريبة.
alamrah75@gmail.com