أخر تحديث 11/09/2008
العليم بين الصعق الكهربائي والغرق في برميل نفط
كتب د. فالح محمد العمره
تحدث الكثير عن نزاهة العليم وكتب بعض الكتاب حول نظافة يده من الاختلاسات وصرح اعضاء حدس بأن الوزير محمد العليم فوق الشبهات، واقول نحن معهم نحسن الظن بالاخ الوزير محمد العليم، ولا نطعن بذمته ابدا، ولكن من حام حول الحمى يوشك ان يقع فيه، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الحلال بيِّنٌ وإن الحرام بيِّنٌ، وبينهما أمور مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمىً، ألا وإن حمى الله محارمُه، ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كله، وإذا فسَدت فسَد الجسد كله : ألا وهي القلب» رواه البخاري ومسلم .
فمن رعى حول الحمى والشبهات وقع في المحظور لا محالة، والمراقب للأوضاع في وزارة النفط والكهرباء يرى ويسمع عجبا، فالصيف الحار كان شديدا على اهل البلد، وظهر حينها الوزير وقال لا انقطاع للكهرباء بعد اليوم وسيكون هذا الصيف باردا, ولكن الكهرباء عارضت الوزير وانقطع التيار الكهربائي هنا وهناك، ولم تكن الكهرباء متحالفة مع «التكتل الشعبي» لإحراج الوزير، ولكن الخطط التي كانت كفيلة لحل انقطاع الكهرباء لم تكن جدية، فإن تطرقنا لخطة الطوارئ لسنة 2007 لعرفنا حجم شبهات التنفيع حول التوربينات الغازية ومدى التجاوزات والمخالفات في خطة الطوارئ، ناهيك عن التجاوزات المالية والادارية في وزارة الكهرباء، والقضايا المرفوعة ضد الوزير حول هذه المخالفات قد تكشف كثيرا من التجاوزات في الايام القريبة المقبلة، البعض يهمس ويقول ان الوزير ليس له علاقة بتجاوزات خطة الطوارئ 2007 /2008 وانها مفروضة عليه، ونقول من شارك القوم صار منهم، ومن لا يستطع التصدي للمخالفات فعليه ان يرحل من مكانه، لكي لا تتلطخ يداه بالاموال المحرمة، ومن اراد الحفاظ على سمعته وتاريخه فعليه ان يكشف رؤوس الفساد لا ان يتستر عليها، وان نظرنا الى المشروع الضخم وكما سماه بعض الاعضاء سرقة العصر وهو «مشروع المصفاة الرابعة» لوجدنا انه من بدايته الى نهايته تدور حوله الشبهات وعدم مروره على لجنة المناقصات اكبر شبهة وبعد الضغوط النيابية تم تحويل المشروع الى ديوان المحاسبة، فلماذا كل هذا التعنت والصد بهذا المشروع عن الجهات الرقابية؟! أليست كل هذه الاجراءات مدعاة للشبهات، بل تقرير البنك الدولي يقرر شبهات التنفيع في مشروع المصفاة الرابعة، ولكن الوزير كان يهاجم بقوة وبشراسة كل من يخالف هذا المشروع، بل استخدمت حدس كل ما لديها من اسلحة في صد المخالفين من تهديد بكشف الخبايا والمتنفعين وراء هذا الهجوم العنيف على وزيرهم محمد العليم، وبالنهاية النوايا الطيبة لا تكفي لحماية الوزير ولا تبرئ ساحته، بل هو محاسب في كل ما يدور سواء كان في النفط او الكهرباء، فإن لم يصعق العليم من التماس كهربائي فانه غارق لامحالة في برميل نفط، فانفذ بجلدك يا بو عبدالله وقدّم استقالتك واحم نفسك من كل هذه الشبهات ان كنت تريد السلامة.
alamrah75@gmail.com