أخر تحديث 04/09/2008
سكرة جمهور (1/ 2)
كتب د. فالح محمد العمرة
هي تلك الجماهير التي لا تعرف تاريخ أمتها، ولاتستشرف مستقبلها ولا تستفيد من ماضيها ولا تبني حاضرها، جماهير اعتادت على الهمجية واللامنهجية والفوضوية في كل أمورها، تلك الجماهير التي تعيش بثمن بخس دراهم معدودة جماهير اعتادت على منهجية اللاتفكير كما قال عنهم أحد السلف،«العوام هوام» جماهير ابتليت بها الامة وانتشرت كإنتشار النار بالهشيم هنا وهناك في كل مكان جماهير الغفلة والسكرة وهذه الجماهير تتجلى بهذه المظاهر:
جماهير الأحزاب والمنظمات مدفوعي الأجر. جماهير المدرجات الرياضية.
جماهير المدرجات الغنائية والقنوات الفضائية.
جماهير الحب الشاتية «الشات» جماهير الشوارع المتفرجة والمقاهي الشعبية جماهير الأحزاب والمنظمات مدفوعي الاجر:
هذه الجماهير نشاهدها في الشوارع تهتف وتشجب وتستنكر وترفع الشعارات وتصرخ بالهتافات وتملأ الشوارع والطرقات بالشجب والتنديد وهي لا تعي ماتقول ولا تدرك افعالها ولا تعرف مصيرها...جماهير اعتادت على بيع عقولها وتفكيرها بثمن زهيد وهي غير مقتنعة بتلك الشعارات التي ترفعها.. جماهير كما قال عنها المفكر الغربي «إن الشعوب الجاهلة لا تصلح أن تكون قواعد للثورة بل وقوداً للفتنة». جماهير لا تعرف إلا لغة المادة فقط.. لا تؤمن برفاهية العقول بل برفاهية البطون.. جماهير بليدة لا تؤمن بالتغيير ولا تؤمن بالتطوير جماهير الفوضى والخراب جماهير تجيد فن القبض وليس لها نبض جماهير فرضتها الفوضى الفكرية.
«متى تصحو هذه الجماهير من سكرتها؟»
- جماهير المدرجات الرياضية:
فهي الجماهير التي تصفق تشجيعاً لهذا اللاعب وذاك المحترف، جماهير عيونها وراء الكرة يمنة ويسرة، تعجبها اللمسات الفنية والحركات البهلوانية للاعب...جماهير تبدأ بالتصفيق والتزمير وتنتهي بالتكسير والتخريب... جماهير ولاءاتها للنوادي الرياضية وشعاراتها سنفوز ولا نعرف الخسارة، حب النادي يجري في دمائنا.. جماهير تحب وتبغض من أجل النوادي.. جماهير تعبد النادي حتى النخاع..جماهير تموت في المدرجات الرياضيه وكأنها لم تخلق إلا للملاعب الرياضية.. جماهير تعشق الاسماء المزيفة.. جماهير ليس لها هدف وترقب الكرة الى الهدف..جماهير متسللة في وضعها ولا تجيد رسم الاهداف..جماهير لا ينفع معها الا التبديل الكامل..جماهير تلعب من غير مدرب ولا خطة..جماهير لا جدوى ولا سبيل معها الا الكرت الاحمر جماهير ليست محترفة بل هاوية غاوية متجهة الى الهاوية«متى تصحو هذه الجماهير من سكرتها»
- جماهير المدرجات الغنائية والقنوات الفضائية:
وهذه الجماهير المتمايلة المتمايعة التي تتمايل بإشارة من الفنان والمطرب أو الفنانة والمطربة..جماهير مطبلة مغنية تجيد فن الرقص والطرب والشرب..جماهير باعت أنفسها لإبليس سيد الطرب مقابل النزوات والشهوات...جماهير تموج موج البحار من السكر والعربدة.. جماهير لا تعرف إلا الغانية والكأس والرقص، ولا يدور حولها كأس العزة والشرف بل يشربون كؤوس الذلة والهوان…جماهير انحرفت عن الصراط المستقيم... الى صراط ابليس اللعين...جماهير وراء الفنون والمجون الى حد الجنون... وجماهير القنوات الفضائية الذين يشاركون في المسابقات والتصفيات للمطربين والفنانين والفنانات.. جمهور اعتكف وراء الشاشات يصوّت لراقص وراقصة... جمهور جند نفسه من أجل فوز فنان وفنانة، جمهور صرف الملايين على هذه الشاشات. سبعون مليون مشترك الذين نافسوا في مسابقة واحدة للتصفيات.. أي أمة هذه وأي جمهور هذا؟!(يا أمة ضحكت من جهلها الامم)... ((والقنوات الفضائيه الماجنة الراقصة قد اعلنت حربها على الله ورسوله)) فهل يستحق هذا الجمهوووور التصفيق؟!... نعم انه من اكتشف لنا كل هذه الابداعات واخرج لنا هذه الطاقات بالتشجيع والاعجاب!!
(فمتى تصحو هذه الجماهير من سكرتها؟)
وللحديث بقية
alamrah75@gmail.com