عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-06-2008, 01:47 AM
راعي_البيرق راعي_البيرق غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 2
معدل تقييم المستوى: 0
راعي_البيرق is on a distinguished road
لماذا.... علي البراك؟

كتب:خالد العدوة
الاستاذ أنور النوري، د. عادل الصبيح، الشيخ أحمد العبدالله، د.معصومة المبارك، الاستاذ عبدالله الطويل.... كل هؤلاء الاشخاص الافاضل من مختلف المشارب من اقتصاديين وسياسيين واكاديميين... تولوا حقيبة وزارة الصحة، الا انهم يجمعهم قاسم مشترك واحد... وهو انه ليس فيهم طبيب... لا جراحة... لا باطنية... لا عظام.. لا عيون.... وواضح تماما أن صاحب القرار لا يريد أن يضع على هذه الوزارة الغنية والخطيرة... والحساسة في نفس الوقت... لا يريد أن يضع عليها طبيبا... لذلك وأمام هذه الحقيقة يثور هذا السؤال المحير... اذن لماذ الاستاذ علي البراك يتعرض لهذا الاحتجاج على توليه لوزارة الصحة؟ وانه ليس من ذوي الاختصاص في المجال الطبي...؟ ويُركز عليه على وجه التحديد دون غيره.. بل ان البعض من الاخوة النواب بدأ من الان الجمع له واعداد العُدة لمواجهته في استجواب محتمل... على الطريقة البرلمانية الكويتية المعروفة والتي تتقاطع فيها المصالح الانتخابية بالمكاسب الشخصية بتصفية الحسابات، بدغدغة المشاعر البسيطة...! ان الاخ البراك استاذ تربوي يملك تجربة ثرية كبيرة، كما انه قيادي اثبت جدارته الادارية... اضافة إلى ذلك ان له نفساً من العطاء النشط اذ لا يكل ولا يتراجع.. عن البحث عن الانجاز.... ولكن كما يقول العرب في حكمهم:

كنا نُداريها وقد مُزقت
واتسع الخرقُ على الراقعً

فماذا عساه أن يفعل الوزير البراك في هذه التركة المثقلة بالدمار عبر عشرات السنين... قبل سنوات أحد الوكلاء الاكفاء... وقد جاؤوا به ظنا منهم انه قابل للتعايش مع بؤر الفساد المنتشرة في طول الوزارة وعرضها... واستلم ملفات شركات المقاولات المنوط بها الانشاء والصيانة والترميم للمستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات... فوجدها غابة تعج بالفساد والتنفيع والنهب والرشاوى... إلا من رحم.. واخذ هذا الوكيل يسبح ضد هذا التيار العاتي الآخذ بخناق ومفاصل الوزارة.... وهو يحمل معاول الاصلاح... وحاول السماسرة به ترغيبا وترهيبا دون جدوى، وما هي إلا غفوة من عمر الزمن قصيرة، واذا بهذا الوكيل الوطني خارج الوزارة، على يد أحد الوزراء الجدد.. لتعود القطط السمان مهرولة..! فأمام هذا الليل البهيم من الفساد في مرافق تتعلق بصحة الانسان والبشر.. فهل نتعجب من تعطل أجهزة التكييف في غرفة العمليات وخرير الماء من السقف وتهالك هذه الابنية...؟ يجب أن نتوقع هذا وأكثر من ذلك حتى مدينة غزة المحاصرة في الاراضي المحتلة على ايدي الصهاينة.. تعمل مستشفياتها بكامل طاقتها.. وتجري عملياتها الدقيقة لمرضاها.. وليس هذا فحسب بل ان الحكومة اخر ما تفكر فيه في هذا البلد صحة الانسان.. هذه الحكومة باعضائها وغيرها من الحكومات السابقة ليس من أولوياتها رفع مستوى الخدمات الصحية والارتقاء بها، بل انهم اصلا لا يعالجون في هذه المستشفيات الهرمة ذات الربع قرن من عمرها الموجودة على ارض الكويت، علاجهم في أرقى مستشفيات امريكا وأوروبا، فماذا يعني لهم مستشفى العدان! او مبارك الكبير او الفروانية او الجهراء.! لتذهب هذه المستشفيات الى مصيرها المتهاوي الى القاع! في عام 1993م قالت لنا الحكومة بعد اجتماعنا معها في مجلس الامة: اعطونا مهلة بسيطة لمدة سنة! وسوف نبني لكم مستشفيات جديدة اضافة إلى هذه المستشفيات القديمة.. واستمرت المهلة البسيطة 15 سنة.. ولم تبن غرفة واحدة..! (فلا رجعت ولا رجع الحمارُ!).
***
بالامس القريب غيب الموت العم ناصر بن فهيد الكفيف إثر حادث أليم هذا الرجل الشهم المفضال.. صاحب السجايا الكريمة.. قضى حياته وراء اثر خفاف الابل ومات على ثرى ترابها.. وكأن هذا الموت يتعجل هذا الطراز من الرجال كما يصور خيال الشعراء؟! ولكن الله يقرر (لكل أجل كتاب).
فاليك يا من رحلت الى الدار الباقية نقول:
عليك سلام الله وقفا فانني
رأيت الكريم الحر ليس له عمر

والله المستعان


تاريخ النشر: السبت 14/6/2008

رد مع اقتباس