دار الآثار الإسلامية الكويتية مفخرة لكل المسلمين و العرب بقلم الدكتور / عدنان جواد الطعمة وللعلم أحبتي فقد تم إستئذان الدكتور عدنان جواد الطعمة شخصيا بنشرها وذلك عبر الهاتف و يسعدنا من خلال هذا الملتقى أن نسوق له آيات الشكر والإمتنان لموافقته و السماح بنشرها هنا بابان من الخشب المتداخل المعشق المثبت بطريقة النقر واللسان ، زينا بالنقوش و الطلاء ، المغرب ( فاس ) ، القرن الرابع عشر الميلادي الإرتفاع 443 سم أقامت دار الآثار الإسلامية الكويتية برعاية مديرة الدار السيدة الفاضلة الشيخة حصة صباح السالم الصباح معرضا عن الفن الإسلامي و رعايته ، كنوز من الكويت في متحف الحرف و الصناعات بمدينة فرانكفورت في ألمانيا في الفترة الواقعة ما بين 23 / 5 / 1996 إلى 20 / 10 / 1996 لعرض 130 تحفة فنية نادرة . و عندما علمت بموعد إفتتاح المعرض هيأت كافة كامراتي و أفلامي و اتصلت بمدير المتحف هاتفيا و أخبرته بأني سأقوم بتصوير القطع الإسلامية الفنية بواسطة الفلاش لغرض نشر مقالة بالعربية لتغطية روائع الفن الإسلامي . فوعدني السيد المدير بأنه سيخبر المشرفين على المعرض بالسماح لي بتصوير المعروضات الفنية بعدسات كامراتي المختلفة و في وقت حددناه قبيل إزدحام الزائرين . قسم من مصحف كريم كتب بالخط الكوفي المشرقي على ورق زين بالتذهيب و الألوان يعود تاريخه إلى القرن الخامس الهجري ، أصله من العراق أو بلاد فارس سافرت مع زوجتي إلى المعرض عدة مرات و كنت أقضي اليوم بكامله للتمتع بهذه القطع الفنية الإسلامية النادرة . و لدى عودتي إلى مدينتنا التي تبعد عن فرانكفورت 110 كيلومترات كنت أسلم الأفلام للمصور لتحميضها وطبعها بالسرعة الممكنة لغرض التأكد من وضوح الصور . و في اليوم الثاني كنت ألتقط صورا لقطع أخرى و أعيد إلتقاط الصور للمعروضات لكي أضمن الإنارة و جودة الألوان في الصباح و الظهر و العصر . الجزء الرابع عشر من مخطوط مصحف كريم ، مع جلدته الأصلية . كتب المخطوط بالحبر على ورق و زين بالألوان و التذهيب الجلدة من الجلد المقطوع المزين بنقوش نافرة ، والمكسو بالألوان و التذهيب ، فارس ، القرن السادس عشر الميلادي . إرتفاع الجلدة 5 / 35 سم و بعد انتهاء الأفلام كتبت مقالة بعنوان : كنوز الفن الإسلامي تنتقل من الكويت إلى ألمانيا ، نشرت في مجلة القافلة الغراء في جمادى الآخرة 1417 هـ - العدد السادس – المجلد الخامس والأربعون في الصفحات من الأولى إلى الخامسة . بلاطة مستديرة ، كتب عليها " عز لمولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي عز نصره " تعود إلى القرن الثامن الهجري أصلها من مصر وقبل مواصلة عرض الصور و كتابة نص المقالة لابد لي أن أشير إلى المعلومات الهامة و القيمة التي نشرها السيد عدنان داود فيروز عن نشاطات دار الآثار الإسلامية في إفتتاح معرض مقلمة من البرونز ، محفورة و مطعمة بالذهب و الفضة ، يعود تاريخها إلى النصف الأول من القرن السابع الهجري بعنوان : " الفن الإسلامي و رعايته كنوز من الكويت " عام 1990 أي عام العدوان العراقي على الكويت ، و بحكم دقة و إحكامية معروضاته النادرة ، فضلا عن جولاته العالمية المتتابعة و التي صاحبتها متابعة أكاديمية و إعلامية كبيرة . و قصة هذا المعرض تبدأ في الأول من مايو عام 1990 حيق عرض متحف الهرميتاج الروسي في سان بطرسبرج ( لنينغراد سابقا ) تحفا من بدائع مقتنياته الإسلامية في دار الآثار الإسلامية و طبقا لاتفاق التبادل الثقافي مع الدار تم تحديد الأول من أغسطس من العام نفسه لعرض ( 107 ) تحف متنوعة العصور من مقتنيات ( الدار ) في الهرميتاج . سلطانية مزينة بكتابات عربية و فارسية يعود تاريخها إلى القرن السابع الهجري وصلت مجموعة الدار إلى ( سان بطرسبرج ) قبل العدوان العراقي على الكويت بأسبوع فقدر عليها النفي الأول في روسيا . و يذكر للقيادة الروسية آنذاك ( الإتحاد السوفييتي سابقا ) موقفها الشجاع مع الحق الكويتي ، فضلا عن حسن استضافتها لمجموعة تحف المعرض و وضعها تحت حمايتها . ولإدراك أن الفن أعلى مراتب السياسة النظيفة ، تم التعاطف الصادق من شعوب العالم مع الحق الكويتي ، حولت مجموعة التحف منفاها إلى مركز للإنطلاق الحضاري الأكثر عمقا و بقاءا من العسف و العدوان العراقي . رأس عمود من الرخام المحفور صنع من قبل فالح للخليفة الحكم الثاني سنة 392 هجرية ( أصله من دمينة الزهراء على ما يحتمل ، بالقرب من قرطبة ) وبوعي القائمين على ( الدار ) تم افتتاح المعرض يوم 6 أغسطس ، يتحول إلى مظاهرة لها وجه سياسي يؤكد حق الكويت في الوجود ، و وجه ثقافي يتحدث بثقة عن دور الكويت في رعاية الفنون . و تحركت فيالق المعرض الإبداعية لتبدأ رحلة النفي الثانية أو لتعرض في الولايات المتحدة الأميركية إصرارا و تأكيدا لدور المعرض الثقافي السياسي و تنفيذا لاتفاق مسبق كانت ( الدار ) قد عقدته قبل العدوان مع اتحاد معرض متاحف في واشنطن لعرض ( 107 ) تحف في عدة ولايات أمركية تحت عنوان ( الفن الإسلامي ورعايته كنوز من الكويت ) . لوحات رخامية هندية مزينة برسومات نباتية و طيور يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الحادي عشر و الثاني عشر اللهجرة . كان افتتاح معرض ( الفن الإسلامي و رعايته كنوز من الكويت ) في التاسع من ديسمبر 1990 في والترز جاليري للفن بـ " باتيمور " حدثا كبيرا شاركت فيه العديد من الشخصيات السياسية و الديبلوماسية و الأكاديمية و أرسل الرئيس بوش برسالة تحية للكويت و للمعرض . وساهم السفير الأميركي في الكويت ادوار غنيم بقصيدة بعنوان ( الكويت الكويت ) إعجابا بصمود الكويت أمام العدوان . إبريق ، بدن مركب ، مرسوم عليه تحت طبقة صقيلة ، تركيا ، إيزنيك ، النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي الإرتفاع 28 سم وتابع المعرض جولاته العالمية المتفق عليها بالتتابع الآتي : 16 / 3 / 1991 إلى 21 / 5 / 1991 متحف كميل للفن في فورث ورث بولاية تكساس - الولايات المتحدة الأميركية 19 / 6 / 1991 إلى 22 / 9 / 1991 متحف جامعة إيموري للفن و العمارة في أتلنتا بولاية جورجيا - الولايات المتحدة الأميركية 5 / 10 / 1991 إلى 13 / 10 / 1991 مركز سكوتسدال للفن ، سكوتسدال ، بولاية أريزونا - الولايات المتحدة الأميركية 4 / 11 / 1991 إلى 19 / 12 / 1992 متحف فرجينيا للفنون الجميلة ريشموند بولاية فرجينيا - الولايات المتحدة الأميركية 15 / 2 / 1992 إلى 12 / 4 / 1992 متحف سانت لويس للفن سانت لويس بولاية ميسوري - الولايات المتحدة الأميركية 4 / 6 / 1992 إلى 4 / 10 / 1992 متحف كندا للحضارات هال – كويبك - كندا 14 / 11 / 1992 إلى 10 / 1 / 1993 متحف نيواورليانز للفن ، ولاية لويزيانا - الولايات المتحدة الأميركية 12 / 2 / 1993 الى 16 / 5 / 1993 معهد العالم العربي باريس - فرنسا 31 / 6 / 1993 الى 17 / 10 / 1993 متحف خيمنت هاج فى - هولندا 25 / 3 / 1994 الى 20 / 5 / 1994 قصر فيكيو فلورنسا - ايطاليا 11 / 4 / 1995 الى 25 / 7 / 1995 متحف فتز وليم كمبردج - انجلترا 23 / 5 / 1996 الى 20 / 10 / 1996 متحف الحرف والصناعات فرانكفورت - المانيا 22 / 10 /1997 الى 22 / 2 / 1998 مؤسسة كولبيكيان لشبونة - البرتغال 30 / 10 / 1998 الى 11 / 12 / 1998 قاعة بروناي فى كلية الدراسات الشرقية والافريقية جامعة لندن - انجلترا 6 / 4 / 1999 الى 1 / 7 / 1999 متحف محمد محمود خليل - جمهورية مصر العربية . 8 / 10 / 2000 الى 8 / 11 / 2000 المتحف الوطني بالرياض فى - المملكة العربية السعودية و مما تقدم أعلاه تتضح لنا مسيرة دار الآثار الإسلامية و القائمين عليها الظافرة بأن جهود مديرة الدار الشيخة حصة الصباح و زوجها الكريم الشيخ ناصر الصباح الدؤوبة التي صاحبتها مآسي وأحداث خاصة قصة الباب المغربي الأندلسي الطراز و كيف تم نقل الباب إلى الكويت و نصبه شامخا ومن ثم حرقه بقذيفة مدفعية يوم الغزو العراقي البربري للكويت الشقيق ، قد أثمرت و أينعت وحان قطافها بعرض ذخائر الفن الإسلامي المتنوعة في مجموعة آل صباح على العالم أجمع ، و نشر المزيد من المطبوعات و الكتالوجات بعدة لغات إضافة إلى إصدار نشرات و مجلات حديث الدار و تقاويم سنوية في غاية الروعة و الجمال تحتوي على مصورات الفن الإسلامي لمجموعة آل صباح النادرة جدا . كما تقوم دار الآثار الإسلامية بأنشطة ثقافية واجتماعية وإصدار برنامج الموسم الثقافي الذي وصلني الرقم 13 باللغتين الإنجليزية و العربية . باب من الخشب المزين بزخارف نباتية محفورة يعود تاريخه إلى القرن السادس الهجري ، و يرجع إلى بلاد فارس وقد كان لي الشرف الحضور في إحدى الحفلات الثقافية الموسمية التي أقامتها دار الآثار الإسلامية في الشهر الثالث عام 2004 . ولدى اطلاعي على القطع الفنية لمجموعة آل صباح في دار الآثار الإسلامية عدة مرات في الكويت و أخيرا في المعرض الذي أقيم بمتحف الحرف و الصناعات بفرانكفورت عام 1996 لا يسعني إلا أن أعبر عن مدى إعجابي و اعتزازي بجهود القائمين على دار الآثار الإسلامية و خاصة بجهود مديرة الدار الشيخة حصة آل صباح متمنيا لها و للشيخ ناصر الصباح العافية و طول العمر . خوذة مزينة بالفضة يعود تاريخها إلى القرن التاسع الهجري لقد زرت معارض متاحف لندن و باريس و هولندا و أسبانيا و الدانمارك و النرويج و ألمانيا و امريكا و النمسا و و غيرها من البلدان العالمية فوجدت ، و بدون مجاملة أن تنظيم القطع الفنية الإسلامية و إصدار كتالوجاتها تضاهي كبريات متاحف العالم . وهذه الجهود مفخرة لنا جميعا . و إليك أيها القارئ العزيز نص المقالة التي نشرت في مجلة القافلة الغراء بعنوان : " كنوز الفن الإسلامي تنتقل من الكويت إلى ألمانيا "، محاولا إضافة بعض مصورات القطع الفنية : تهتم الأمم و شعوب العالم بتراثها الحضاري و الفكري ، الذي ورثته عبر قرون عديدة و أجيال متعاقبة . ومن أجل ذلك قامت بتأسيس المعاهد و المكتبات و المتاحف و مكاتب التوثيق و الأرشيف لجمع و تسجيل و صيانة إبداعاتها و إنتاجاتها و صناعاتها للقطع و الأدوات و المكائن و غيرها ، التي تمثل وجودها الإنساني و كيانها الحضاري و فكرها الثقافي على مر العصور . خنجر و غمد ، نصل فولاذي ، غمد من الخشب مغطى بنسيج ، المقبض و الدلاة و زخارف الطرف الأعلى زينت باليشم الأبيض ، و طعمت بالذهب و رصعت بالأحجار الكريمة ( فالمقبض بالماس و الياقوت ، و المدلاة و الطرف العلوي بالياقوت و الزمرد ) الهند المغولية ، النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادي ، يبلغ الطول الكلي 4 / 39 سم ومن أجل الحفاظ على تراث الأمة الإنساني فقد تأسست معاهد متخصصة للدراسات التأريخية و العلمية و الأثرية في جامعات الغرب و مدنه ، و أرسلت البعثات العلمية للقيام بالحفريات الأثرية ، و استعانت بالعلماء و الخبراء و المتخصصين في اللغات و الآثار لحل الرموز و الألغاز المذكورة على القطع الفنية و الأثرية ، و كذلك ترجمة وحل الكتابات المدونة على أوراق البردي ، و الرق ، و ألواح الطين والفخار ، و المخطوطات ، و غيرها في العصور المختلفة . إضافة إلى ذلك أنشأت حكومات الدول المختلفة مصانع و معاهد لترميم و تعفير و صيانة المخطوطات و سجلات التوثيق و اللوحات و القطع الفنية الخشبية و الخزفية و الزجاجية و المعدنية ، و كذلك قامت بعض الدول الأوروبية بتأسيس معاهد الدراسات الشرقية لدراسة اللغة العربية و علومها للبحث عما حققه علماء العرب و المسلمين من صناعات فنية رائعة و إنجازات علمية مختلفة شملت كافة ميادين المعرفة و العلوم . مرطبان اندلسي من الخزف مطلي بطبقة لماعة ، يعود تاريخه إلى القرن التاسع الهجري و تعد أمتنا الإسلامية من أعظم الأمم على وجه الأرض ، حيث امتد شعاعها الثقافي و العلمي ، منذ القرن الأول الهجري ( السابع الميلادي ) حتى القرن الثالث عشر الهجري ( الثامن عشر الميلادي ) ، و شمل معظم بقاع العالم ، من شرقها إلى غربها و من شمالها إلى جنوبها ، و تذكر الشيخة حصة الصباح في تقديمها لكتاب : التنوع في الوحدة ، الذي ألفته غادة حجاوي قدومي ، و نشر في الكويت عام 1987 م : " إن قيام الدولة الإسلامية حادث فذ في تاريخ الإنسانية ، ففي أثناء القرن الأول من تاريخها استطاع الإسلام أن يمتد من الجزيرة العربية إلى أرض فارس و الروم ن و يتوغل في وسط آسيا إلى حدود الصين و ينتشر في شمال أفريقية حتى شاطئ المحيط الأطلسي ، و يعبر البحر إلى الأندلس ، كما امتد جنوبا في الأرض المحيطة بالمحيط الهندي ينشره الملاحون و التجار و وصلوا به إلى جزر الهند الشرقية ، فطرقوا أبواب الصين البحرية " . إسطرلاب عراقي من البرونز ، قطره سبعة عشر سنتيمترا و نصف السنتيمتر ، يعود تاريخه إلى أوائل القرن الرابع الهجري و نتيجة لهذه الفتوحات الإسلامية تأثر المسلمون بفنون و صناعة شعوب البلدان التي فتحها المسلمون ، حيث امتزج الذوق العربي بأذواق تلك الشعوب و بلغ الفن الإسلامي ذروته عندما تبنى معظم طرق البناء و الزخارف العمارية و الفنون الزخرفية و غيرها من حضارات هذه البلدان ، و قد شاهدنا في معرض دار الآثار الإسلامية الكويتية نماذج من تلك الفنون ، كرأس عمود من الرخام المنقوش في الندلس ، و لوحات رخامية ، و محراب من الصخر الجيري من بلاد الشام . إناء من نحاس أصفر ، مشكل بالطرق . الزخارف محفورة و مكتفة بالفضة ، مصر القرنين 8 -9 هـ / القرنين 14 - 15 م وبلغ فن كتابة الخط العربي مكانة مرموقة بعد كتابة القرآن الكريم ، حيث جمّلت المصاحف الشريفة بزخارف رائعة و نقوش مذهبة مطعمة بالمينا و الألوان النباتية . كما اشتهر الخطاطون المسلمون بفن كتابة الخط العربي الجميل على الجدران و السقوف ، و على المعلقات و القناديل الضوئية و الأواني الفخارية و النحاسية و ابرونزية ، و على الصناديق و الأبواب الخشبية و المقابض النحاسية و الأسلحة بأنواعها من دروع و سيوف و سهام و رماح . صورة رسام فارسي رسمت بالحبر على ورق ، و زينت بالألوان و الذهب ، الهند المغولية ، الربع الأول من القرن السابع عشر الميلادي ، إرتفاع الصفحة 31 سم كما برع الفنانون و الحرفيون المسلمون في كافة الميادين و الصناعات مثل صناعة الأسلحة و المعدات الحربية كالسيوف و الخناجر و الدروع و الخوذ و الرماح و السهام كتبت عليها آيات من القرآن الكريم كقوله تعالى : " نصر من الله و فتح قريب " ، و غيرها من الآيات و الكتابات ، و زخرفت و طعمت بالنقوش البارزة و المحفورة ، و كذلك في صناعة أجهزة الرصد الفلكية كالإسطرلابات ، و دائرة المعدل ، و القبلة نامة ، و المزولة الشمسية التي تستخدم في تحديد إتجاه القبلة ، و الربعية ، لتسهيل العمليات الحسابية في استعمال الإسطرلاب ،و الكرة السماوية و غيرها . شمعدان خراساني من البرونز ، مزين بزخارف محفورة و بارزة ، و مطعم بالفضة و النحاس ، يعود تاريخه إلى القرن السابع الهجري واشتهر المسلمون بصناعة الأواني الزجاجية و الخزفية المزخرفة فوق الطلاء الزجاجي بمادة البريق المعدني ، كما سنشاهده من خلال صور القطع الفنية البديعة لهذا المعرض . ضمن إطار التعريف بالخصائص الفريدة للفنون الإسلامية افتتح معرض دار الآثار الإسلامية الكويتية في متحف تلحرف و الصناعات و الفنون بمدينة فرانكفورت بعنزان : " الفن الإسلامي و رعايته ... كنوز من الكويت " برعاية الشيخة حصة الصباح ، و عرضت فيه 130 قطعة فنية نادرة من مجموعة آل صباح ، و قد حضر حفلة إفتتاح المعرض جمع غفير من العلماء المختصين بالتراث العربي والإسلامي و بالآثار و الكنوز الإسلامية ، و كبار المستشرقين و الباحثين و المفكرين العرب و افراد من السلك الديبلوماسي العربي و الأجنبي . إناء نقشت عليه " السعادة الشاملة " يعود تاريخه إلى القرن الهجري الثامن أو التاسع و أصله من بلاد الشام وبعد الكلمة الترحيبية التي ألقاها مدير متحف الحرف و الصناعات و الفنون الدكتور أرنولف هربست Dr. Arnulf Herbst ألقت المستشرقة المسلمة المرحومة الأستاذة أنا ماري شمل Annamarie Schimmel كلمة تعريفية بالفن الإسلامي ، ثم ألقى سفير دولة الكويت السابق في بون السيد عبد العزيز الشارخ كلمته ، ثم ألقت السيدة مديرة دار الآثار الإسلامية الكويتية الشيخة حصة الصباح كلمتها المفصلة عن هذه القطع الفنية ، التي طافت حول العالم ، و عن دورها في مد الجسور الحضارية و الثقافية بين الشعوب و الأمم . ثم سلطت الأضواء على روائع القطع الفنية الإسلامية و تطورها على امتداد 1400 سنة ، و انتشارها من البقاع الأندلسية إلى حدود الصين . و بعد ذلك ألقى البروفسور يورج – إنجلبرغ كرامر Prof. Dr. Jorg-Engelberg Cramer كلمة عن بنك Georg Hauck & Sohn Bankiers KGaA لأعرب فيها عن بالغ سروره لمد هذه الجسور الثقافية و الحضارية بين الأمم و دعم أواصر الصداقة و السلام بينها . ثم تقدم البروفسور الدكتور دافيد كنج Prof. Dr. David King المستشرق الكبير و الباحث القدير في علم الفلك و أجهزة الرصد الفلكية عند المسلمين ، إلى منصة الإفتتاح و ألقى كلمة رحب فبها بالحاضرين ثم عرض على الشاشة صورا و رسوما عن الإسطرلاب مبينا فيها اهتمام المسلمين عامة بهذه الآلة في تحديد إتجاه مكة المكرمة ( القبلة ) و المدينة المنورة ، مستندا إلى كتاب ( التفهيم لأوائل صناعة التنجيم ) للعالم الفلكي الكبير أبي الريحان محمد بن أحمد البيروني . و تحدث في كلمته عن الإسطرلاب و أجزائه و وظائفه , و بعد انتهاء كلمة البروفسور دافيد كنج قامت الشيخة حصة الصباح بافتتاح المعرض على بركة الله و رسوله ، ثم تدفق الحاضرون إلى القاعات للتأمل و الإستمتاع بروائع الفن الإسلامي . يعكس هذا المعرض روائع الفن الإسلامي التي تشهد على دقة صناعة القطع الفنية المعروضة و فنون زخرفتها و تزيينها ، كما يتيح الإطلاع على المستوى الرفيع الذي توصل إليه و حققه المسلمون في كافة نواحي العلوم و الفنون . وهذا المعرض يمثل قمة التقدم الحضاري و الثقافي للمسلمين على مر العصور . يذكر أن هذا المعرض سوف يستمر مفتوحا للزائرين حتى يوم 20 أكتوبر 1996 م ، كا تم إصدار كتالوجين لهذه المجموعة النادرة باللغتين الألمانية و الإنجليزية . الدكتور / عدنان جواد الطعمة ألمانيا في 19 / 12 / 2007
التوقيع