عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-10-2007, 12:46 AM
فتى الوادي فتى الوادي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 836
معدل تقييم المستوى: 19
فتى الوادي is on a distinguished road
مرة أخرى... نعم هكذا تورد الإبل ياخادم الحرمين

الانجازات الضخمة تعزز دور المملكة كدولة مؤسسات تحترم حقوق الإنسان وتصون موجباتها
مرة أخرى... نعم هكذا تورد الإبل ياخادم الحرمين


بقلم - أحمد الجارالله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية:
ستة أنظمة اصلاحية كبرى أصدرها الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال سنتين وشهرين من تسلمه مسند الحكم... استهلها بالنظام الاساسي, واتبعها بنظامي مجلس الشورى والمناطق, وجاء ختامها مسكا في شهر الخير والبركة بأنظمة القضاء وديوان المظالم وهيئة البيعة, ولذلك نقول مرة اخرى: نعم هكذا تورد الابل يا خادم الحرمين ... وها هي انجازاتك تترجم مرئياتك في تحويل المملكة العربية السعودية الى دولة مؤسسات واحترام فعلي لحقوق الانسان... وهذا الطموح لايتأسس إلا على الاصلاح القضائي الذي اعلنته ودعمته بكل المقومات, فالتاريخ الحديث يخبرنا ان ونستون تشرشل رئيس وزراء انكلترا وحاكمها الفعلي الذي قادها الى النصر في مواجهة هتلر ونازيته وجيوشه التي اجتاحت اوروبا, استقبل نفرا من اهل الرأي في بلاده, اشتكي إليه حال الفساد والرشاوى وأكل حقوق الناس, فأخذ تشرشل نفسا عميقا وسأل زائريه: ماذا عن القضاء في بلادنا? وعندما شهدوا بأنه نظيف وعادل ونزيه وقوي بقوانينه المكتملة والحصيفة, ابتسم وقال: الآن ارتاح ضميري, فالبلد بخير طالما القضاء بخير.
ويا خادم الحرمين, فإن هذا الاصلاح القضائي الكبير الذي حققته يقول للعالم كله, ان السعودية بخير في حاضرها, وبخير في مستقبلها, وان هذا الانجاز الذي يدون في سجل مليكها سيكون عبرة, ليس للمملكة وحسب, بل لكل الدول العربية والاسلامية المفتقرة الى تطوير قضائها, حيث ان قادتها الفاقدين المناعة الوطنية, يظنون ان السلامة تتمثل في عدم الاقتراب من وكر الدبابير خشية طنينها العالي الذي يخرب عليهم مكاسب شخصية تربوا في ظلها وعاشوا معها ولها فخافوا على انفسهم من مخاطر اللسع, واصبحت احوال القضاء في بلادهم مقلوبة رأسا على عقب, حيث الناس يعدلون في ما بينهم بينما القوانين فاسدة او مشلولة او موظفة لحساب وريث غير شرعي او حاكم مظهري وهي في كل الاحوال تعتمد على ما في النفوس لا على ماجاء في النصوص... نعم انها عبرة, لأن الحاكم بالعدل والحق يمتلك مناعة الاحرار التي تفرزها بيعة الناس والاصل الكريم والسجل المضيء ومواقف الرجال, ولذلك تمكنت يا خادم الحرمين من تحقيق هذه الاصلاحات العظيمة, ونفسك مرضية, وشعبك يمحضك الثقة والحب والولاء وهو يراك تسهر على حماية مصالحه وشؤون حياته وتحمي ثوابته وقناعاته, بل اننا نقسم لك بالله يا خادم الحرمين, اننا لم نكن نتصور امكانية تحقيق كل هذه الانجازات في هذا الزمن القياسي من عهدك لان تفكيرنا اعتاد على مشاهدة رتابة مضنية في بعض انظمة الحكم العربية والاسلامية, تبدأ مع »شهاب الدين« وتدوم مع اخيه, لكنك أثلجت كل الصدور واقدمت على ما لم يجرؤ أحد على فعله منذ ستين عاما عندما اقتحمت غابة القضاء التي كان الداخل اليها مفقودا والخارج منها مولودا, فصححت, وأصلحت, وعدلت, وأطلقت لهذه القاطرة الاقتصادية الضخمة التي تمثلها السعودية, صفارة المواكبة للتطورات العالمية على قاعدة الاصلاح القضائي وانطلاقا منه.
هذا الاصلاح الذي ينتج حالة تكامل بين الفقه القانوني والفقه الشرعي وخصائص المملكة وشعبها وتآلف اهلها ضمن دولة ارتضوها بالقناعة والارادة, ولذلك فإن القضاء ياخادم الحرمين, هو افتراض العدل, والعدل هو انت... ومسؤوليتك ...وعندما ترتفع رايته ينتصر الحق ويصدق الوعد... فهو نصوص حصيفة وليس نفوسا مريضة, ولقد كان طبيعيا, ياخادم الحرمين, ان يهلل شعبك لهذه الاصلاحات ويستقبلها بنفس رضية, وان تتطلع اليها شعوب اخرى تريد ان ترى فوق رؤوسها قضاء متجددا في شبابه, عادلا في نصوصه وقوانينه بدلا من تلك التي شاخت وعفا عليها الزمن...ومهما كانت كلفة اصلاح هذا العمود الفقري في جسم الوطن كبيرة, فان هداياك الى شعبك, ياخادم الحرمين, مع كل رمضان, تبقى اكبر, ولا اريد ان انقل الى مقامك انطباعات الناس... فقد عبرت عنها آلاف العرائض والرسائل والمواقف التي وصلت إليك والنابعة من ضمائرهم واحساسهم ووعيهم المسؤول, بل ان دولا ستسأل في المرحلة المقبلة عن هذه الثورة الاصلاحية في القضاء, كيف تحققت وتمت بهذا الانسياب الطبيعي والصحي... فإلى رمضان جديد, والى هدايا جديدة, والى عيد آخر نراك فيه ايضا ياخادم الحرمين تقف بجوار المسجد الحرام وترفع الى الله تعالى دعاء المؤمن بالشكر والمغفرة والهدى الى الصراط المستقيم, ياخادم الحرمين الشريفين...اذا كان الله معك... فمن عليك؟

رد مع اقتباس