تكمله
صفحة المحليات
السفراء الخليجيون والعراقي والفلسطيني اقتحموا سفارتنا تضامنا مع الدبلوماسيين الكويتيين المحتجزين
تقرير خليجي يكشف تفاصيل الاعتداء الإيراني على الزعبي: السفارة الكويتية حوصرت 7 ساعات وتبرير المعتدين... «مقابلي»
كتب نواف الفزيع:
أبرز تقرير أمني من إحدى السفارات في طهران، تفاصيل موضوع الاعتداء على الدبلوماسي محمد الزعبي، ويكشف تعمد وزارة الخارجية الكويتية اخفاء أحداث واكبت الاعتداء البشع على الزعبي من عناصر حرس الثورة الايرانية (الباسيج)، على الرغم من بيان ما أسموا أنفسهم جماعة أنصار الله الايرانية الذين قالوا انهم تبنوا العملية.
في هذا التقرير مشاهدات حية لدبلوماسي خليجي كان موجودا في مكان الحادثة، يشمل صورة أعم للحقيقة من التي حاولت الخارجية الكويتية إخفاءها.
وبدأت الاحداث بخروج محمد الزعبي من السفارة الكويتية بعد انتهاء ساعات عمله متوجهاً لبيته ومن لحظة ركوبه سيارته، طاردته سيارة حاولت ان تصطدم به في البداية ثم قامت بالالتفاف أمام سيارته لتوقفها في عرض الطريق وتقوم سيارة اخرى بتسكير الجانب الآخر من الشارع في وضح النهار.
ويخرج 6 أزلام ضخام الجثة من السيارتين ليسحبوا محمد الزعبي ويتلقى أول لكمه على يمينه ويسقط على الأرض لتوالي اللكمات والرفسات تحت صراغ كلمات أربعة (امبريالي، كويتي، أمريكي، صدام!) وعندما سكنت الحركة من على محمد الزعبي بشكل جعلهم يعتقدون انه قد مات ابتعدوا عنه لثوان، ثم قاموا بتحريكه واكتشفوا انه على قيد الحياة ليطلبوا منه ركوب سيارته ومرافقتهم بالسيارة ليقودها حسبما امروه الى مقر السفارة الكويتية.
حتى هذه اللحظة، هذه هي المعلومات التي تداولتها الصحافة والخارجية الكويتية، بشكل أكثر عمومية ومن التفصيل الذي تم ايراده، ولكن ما حصل بعد هذه المعركة، ما لم يرد في التقارير الاخبارية هو انه، قامت المجموعة التي اعتدت على محمد الزعبي بتحويط السفارة في وجود الحراسة الهزيله عليها وهم مدججون بالسلاح، واتصل افراد السفارة الموجودون داخلها وهم وليد المنيس وطارق الفرج ومحمد الزعبي المصاب بما يسمى بالشرطة الدبلفوماسية التي انتقلت لموقع السفارة وحاولت ان تتحدث مع احد افراد المجموعة التي حاوطت مقر السفارة وأبرز أحد افراد الشرطة الدبلوماسية هويته لهذه المجموعة الا ان قائد المجموعة رمى هوية الشرطي على الأرض صارخاً عليه بأن يترك المكان، وبالفعل انسحب الشرطة من مكان الواقعة فكيف لمجموعة ارهابية ان تقوم بطرد الشرطة ولا تقوم الاخيرة باي ايعاز للاتصال بنقطتها الامنية حتى تمدها بتعزيزات اضافية؟
- الحصار استمر لمدة 7 ساعات متوالية اتى خلالها مجموعة من السفراء العرب لمقر السفارة الكويتية وهم السفراء الخليجيون والسفير الفلسطيني والسفير العراقي ليقتحموها تضمامنا مع اعضاء السفارة المحتجزين وتوجه السفير الفلسطيني باعتباره اكثر الموجودين اجادة للغة الفارسية الى احد افراد المجموعة الموجودة للسؤال عن مطالبهم ليفاجأ السفير بانهم ليس لديهم مطالب مكررا كلمة «مقابلي» اي المعاملة بالمثل قاصدا فيها ان هذه المجموعة قامت بهذه الفعلة ردا على اعتداء من جهاز أمن الدولة الكويتي على احد الدبلوماسيين الايرانيين داخل دولة الكويت.
وحسب مصادر اخرى كانت هناك استفسارات ايرانية سابقة للجانب الكويتي عن هذا الموضوع، لكن هذه المعلومة ليست اكيدة %100، لكن المفاجأة هو ان هذا الحصار الذي أخفى عن وسائل الاعلام واسلوب التسليح الذي كانت به المجموعة وما قالوه في صراخهم على افراد السفارة والحرس المحيط بها بان اذا «فيهم رجل ليخرج لهم»، وذلك باللغة الفارسية.
ولكن لولا رحمة الله ومن ثم تواجد السفراء داخل مقر السفارة، لكانت الامور لا يحمد عقباها على الدبلوماسيين الكويتيين المتواجدين داخل السفارة، وخصوصا انه لم يتم فك الحصار بالرغم من الاتصال بالخارجية الايرانية التي حاولت تبسيط الموضوع، الا بعد قيام هذه المجموعة بركوب سيارتها بكل برود والخروج من موقع السفارة في وضع النهار وامام مرأى الملأ! لماذا؟ لانهم شاهدوا سيارة سفير الكويت مجدي الظفيري قادمة لمقر السفارة وفي هذه اللحظة وبالذات ولدى نزول السفير من سيارته واقترابه من مقر السفارة انسحبت المجموعة!
المصيبة الاخرى التي حاولت الخارجية الكويتية وللاسف اخفاءها ان بعد ورود التعليمات السامية من صاحب السمو الأمير بتخصيص طائرة اميرية لتعود بالمصاب الى اهله واثناء ركوب محمد الزعبي للطائرة بمعية افراد السفارة الذين كانوا في وداعه قامت مجموعة اخرى مسلحة ايرانية بمحاصرة منزل وليد المنيس من الساعة 10.30 صباحا ولمدة ساعة كاملة، انقذ الموقف فيها توجه السفير بمعية افراد السفارة لمنزل وليد المنيس ليتم انقاذه من محاولة فاشلة لاقتحام بيته والاعتداء عليه.
نأمل الا يكون الانكار سيكون سيد الادلة بالنسبة للخارجية الكويتية، ولكن الثقة بالتقرير النابع من نبض المشاهدات الحية لكاتب التقرير، تجعلنا في يقين مطلق لصحة هذه التفاصيل ولكن لابد من التوقف مع بعض المعايير التي اختلت بها الخارجية الكويتية ازاء التعامل مع هذه الحادثة بحسب الاعراف الدبلوماسية وهي:
ـ1 ستدعاء السفير الكويتي من قبل الخارجية الكويتية للتشاور معه حول ما حصل وهذا لم يحدث، بينما السفير الإيراني تم استدعاؤه من الخارجية الايرانية وعاد للبلد هذه الأيام.
ـ2 تقديم اعتذار خطي من الخارجية الايرانية وتحمل كامل المسؤولية عما حصل خلال اسبوعين من الحادثة وهذا لم يحصل.
ـ3 عدم عودة السفير الكويتي حتى يتم تقديم الاعتذار وهذا لم يحصل أيضاً.
اكتفت الخارجية الكويتية ببيان هزيل من شخص اسمه الحسيني وهو الناطق الرسمي للخارجية الايرانية والذي تأسف عن الحادث ولم يعتذر ووعد بالتحقيق فيه واكتفت الخارجية الايرانية بهذا التصريح ضاربة عرض الحائط بالبروتوكولات الدبلوماسية في مثل هذه المواقف، ولم تبادر الخارجية الكويتية بأي تحرك الى هذه اللحظة يعيد الاعتبار لسمعة الدبلوماسية التي اهينت بشكل يجمعنا نقول بعد هذه الحادثة انه ليس في العالم من سيضع اعتباراً للدبلوماسية الكويتية بعد هذه الحادثة.
هذه الحادثة كانت بتدبير رسمي شاهدنا فيها عدم تدخل اي قوه امنية ايرانية تطوق المنطقة وانسحبت بشكل واضح فيه انها تعرفت على القوة المحيطة بالسفارة ومن تمثل.. فهي بحسب افادة احد افراد المجموعة عن رواية الاعتداء المزعومة على الدبلوماسي الايراني بالكويت لتدلل على ان هذه المجموعة لها صلات استخباراتية رسمية.
هذه الحادثة جعلت الداخلية الكويتية توفر قوة امنية اضافية تحيط بالسفارة الايرانية بينما السفارة الكويتية المعتدى عليها لاتزال تحت نفس الحراسة الهزيلة التي كانت قبل الاعتداء، ومن دون خبر من وزارة الخارجية.
بل ان هذه الحادثة تنم عن مراقبة دقيقة للسفارة تحركات افرادها خصوصاً ان الحادث تم في غياب السفير والسكرتير الاول بتوقيت عليه علامات استفهام مرتبطة بمعلومات دقيقة بتحركات افراد السفاره خصوصا ان هناك 26 موظفاً ايرانياً داخل السفارة من السهل على واحد منهم تقديم تقرير عن كل تحركات السفارة!
في الكويت كان رد الفعل الشعبية اسمى من رد الخارجية الكويتية وبالخصوص في حفل الاستقبال علىپسلامة ولدنا محمد الزعبي في ديوان ابراهيم ابل والتي حضرها وجهاء من اهلنا الاصيلين الذين هم دائما على راسنا من عوائل أبل ومعرفي وبهبهباني، والذين كان حضورهم وتفاعلهم بهذا العشاء ليدلل على وحدة الكويتيين امام اي اعتداء من اي دولة كان على واحد من ابنائها، الا ان المريب او الغريب ان النواب احمد لاري وسيد عدنان عبد الصمد وحسن جوهر وجهت لهم الدعوات ولم يحضروا؟ وهو سؤال يحال الى النواب الذين كانوا حريصين جدا على حضور مهرجان دعم حزب اللبناني والمسؤول عن اختطاف طائرة الجابرية وشهداء طائرة الجابرية لمن يدافع هذه الايام عن حزب الله عليه ان يدافع عنه امام اهالي شهداء طائرة الجابرية، ولمن كان حريصا على قبول دعوة تلك المهرجانات، عليه ان يكون حريصا على حفل استقبال بسلامة الدبلوماسي الكويتي الجنسية محمد الزعبي، او على الاقل تصريح يدين ويتضامن مع ولدنا.. ولكن يبدو ان هناك تعليمات عليا.
ويبقى الاخير القول للدكتور وزير الخارجية مقابلي تعني بالفارسية (معاملة بالمثل) للاهانة التي حصلت للدبلوماسية الكويتية وكذلك هناك 26 موظفا ايرانيا في سفارتنا بطهران فكيف لا تخترق السفارة!! (ايضا مقابلي يامعالي الوزير!)
تاريخ النشر: الاثنين 2/7/2007
رابط الخبر