[مايق]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما يبدو أن بدو الجزيرة العربية ثارت غيرتهم تجاه المجتمع الدولي والمهرجانات العالمية التي تقام على شرف الجمال بحضور أجمل الكائنات الحية على الإطلاق في استعراض مبتذل للأجساد .
ورغم أن ربعنا كانوا ينتقدون هذه الأمور ، إلا أنهم كانوا يمارسون ذلك من باب الحسد ، لذلك وجدوا لأنفسهم بديلا في مزايين الإبل التي ملأت أخبارها أرجاء الجزيرة العربية وتقدمت عناوين الصحف بعد أن كنا نقرأ في جرائدنا مقالات تكتب بشكل ساخر عن كلاب وقطط يعاملونها في الغرب بما يفوق معاملتهم للإنسان حتى أنه يمكن للكلب أن يرث الملايين وتقيم له المحكمة وصي قانوني يدير أمواله .
واليوم نمارس نفس ما كنا ننتقد على ما رزقنا به من أنعام تعتبر وسيلة للعيش وليس للترفيه ، فتوضع جوائز بالملايين ربما لو استفاد منها البدوي في تعليم ابناءه او سد حاجة أقاربه او تصدق بها لكان خير له من السرف والتبذير الذي سيمهلهم الله عليه ولكنه لن يهملهم .

تخيلوا معي وفكروا معي ان يصل قيمة بعير واحد إلى ستة ملايين ، ويقف بجواره رجل لو عض الكلب ثوبه لمات مرضا . وناقة أخرى تلبس الشمالة _ وهي ملابس داخلية للنوق تشبه إلى حد ما البكيني في مسابقة ملكات الجمال _ وتتمخطر أمام لجنة الحكام ويستعرضون طولها وشفاهها وعيناها حسب مقاييس الجمال في الإبل . وكم كنت اتمنى لو أن هناك فقرة يسمح بها لكل ناقة بأن تعبر عن مشاعرها تجاه هذا المهرجان ، وربما أيضا شاركت ببعض من أحلامها باتجاه العالم كأن تقول أن أمنيتها ( أن يسود السلام العالم وينتهي الفقر والعناء والشقاء الذي يغرق فيه الناس ) ، ولكل ناقة طبعا هناك شجرة طويلة من الأجداد يدلون على أصالتها ، فليس كل ناقة ناقة ، فهناك ناقة خط 110 وناقة 220 ، ناقة بنت أصول وناقة بنت أوغاد وأوباش .

لقد أصبحنا نجتث من موروثنا بعض المظاهر لنجعل منها فخمة وباذخة لمجرد أن نقلد الآخرين ، فحتى الشعر الشعبي أصبح له سوبر ستار يدور دول الخليج ليختار المتسابقين في برنامج ( شاعر المليون ) ، ولعلهم بعد حين يقررون تسمية مهرجانات مزايين الإبل ( Miss Camel ) .

ولا عزاء للبقر ..........

هذا قد يكون رائ المقيمين ولسان حالهم فارجوا ان تتسع صدوركم لرائيي