عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-03-2007, 09:33 PM
الصورة الرمزية مسفر مبارك
مسفر مبارك مسفر مبارك غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: United Kingdom
المشاركات: 10,708
معدل تقييم المستوى: 28
مسفر مبارك is on a distinguished road
شاعر المليون.. الفكرة والمآل

يبدو ان العرب تخصصوا في إفساد كل عمل او فكرة حضارية بدءا من السياسية وسبل التعاطي مع تطبيقاتها وانتهاءا بالأفكار الإعلامية الخلاقة ..
في السياسة كانت الأنظمة العربية تأتي عبر شعارات حضارية كالثورة على البرجوازية والثورة من أجل العدالة والحرية والاستقلال ثم تنتهي إلى نظام القبيلة رغم التمظهر بمظاهر الديمقراطية وتلك الشعارات السامية.

في مصر على سبيل المثال ومصر بمثابة المعدة في الجسد العربي ـ والمعدة كما هو معلوم تعد بيت الداء ـ نجد في هذا البلد الكبير مختلف (مظاهر) الديمقراطية. ومجلس الشعب يموت في انتخاباته أعداد من المواطنين ويصاب أضعافهم مع كل دورة انتخابية ومع ذلك فهو مجلس منزوع الدسم تماما وذلك عبر قوانين وآليات تحوله إلى مجرد مجلس "سواليف" في قصر الحاكم وأبناءه او بالاصح في ديوان شيخ العشيرة.

في لبنان أحزاب عريقة ولكن هذه الأحزاب لا تتجاوز في النهاية ان تكون مجرد خيام لمضارب آل الجميل وآل جنبلاط وآل فرنجيه وآل عسيران وآل الصلح وقبائل أخرى بعضها يرتدي العمامة وبعض آخر زرعته القبائل المحيطة ولو من أجل رعاية العلب الليلية الفاخرة في مصايف عربنا.

في الكويت (ولاحظوا إنني انتقي أفضل الأسوأ في الصورة) توجد ديمقراطية مقطوعة الرأس فرغم المعارك حامية الوطيس بين قبائل البدو والحضر ورغم الصوت العالي فلم نسمع مطالبات صاخبه تحت قبة البرلمان تدعو إلى سن قانون يسمح بقيام الأحزاب رسميا وبالتالي تشكيل الحكومة من قبل الحزب الحائز على الاغلبية البرلمانية كما يفترض ان يكون نظريا والسبب واضح وهو ان قبائل مجلس الأمة مكتفية بالوصول الى مجلس أعيان العشيرة.

اما بقيه المضارب العربية فقد أعلنت عن انتخابات بلديه وشورويه وبرلمانية ولجان شعبية وحتى رئاسية ديمقراطية "واللي اختشوا ماتوا".

أما على صعيد الإعلام فنحن خير من ينظّر عن أهميته ولذلك فقد توالدت الفضائيات العربية كالفطر ليس أخذا بأسباب التحضر والاستعانة بأحدث ما اخترعه العقل النابض بالحياة في الغرب من تكنولوجيا ولكن منطلق تخصصنا في استغلال كل فكرة حضارية لتدمير أنفسنا فقد هبطت علينا في الفضائيات كعباءات براقة وجميلة لتخفي أختام ووسوم سادة العشائر على جسدها. والواقع ان هذه الفضائيات تبدع في التضليل والتجهيل وتغييب وعي الإنسان العربي بكل الحيل السياسية والجنسية ونستقدم من أجل ذلك مهنيين احترفوا في الغرب إمعانا في تلويث العقول وإفساد النفوس عبر أسلحة الإيحاء والمؤثرات بمختلف أنواعها وفي جانب الإعلان نجد ان هذه الفضائيات قد نجحت في تحويلنا إلى مجتمعات استهلاكية لما تنتجه مصانع الغرب لان توفر الأموال في يد المواطن العربي أمر يشكل خطورة على الأمن القومي لشيخ العشيرة.

لقد كانت فكرة "شاعر المليون" فكرة مقبولة وقد تؤثر في تطوير فن الشعر الشعبي جراء المنافسة كأية مسابقة عالمية مثل "الأوسكار" و"ايمي" و"كان" وما إلى ذلك من المسابقات الفنية الهادفة إلى الارتقاء بالفنون ولكننا نحن العرب نعجز ان نخرج عن ذات السياق الهدام الذي حاولت ان آخذكم اليه على عدة اصعدة لايمكن فصلها عن بعضها حيث اصبح الهدم ثقافة تطبعنا مع شديد الأسف.
في هذا البرنامج وجدنا أنفسنا أمام آليات لها أغراض ربحية وغير ربحية ومخلوقات ينقصها الوعي الكافي لتمثيل انتمائها للشعوب والاوطان وليس للسادة ايا كانوا اوالقبيلة كرمز تقدم عليه الوطن. فاخذت المسابقة مآلات في اعتقادي انها خطيرة وخطيرة جدا سواء على الصعيد الفكري والثقافي اوالسياسي او على صعيد الشعر نفسه فما ان يجلس "متخلف" على كرسي المسابقة حتى يكشف عن الخواء الفكري حين يرتجف لذة وهو يستحضر بفخرلحظة تاريخية يكون فيها عبدا ذليلا في بلاط شيخ العشيرة في صورة رجعية مخجلة خصوصا من أولئك الذين استغلوا قدراتهم الشعرية الهائلة في لعق الأحذية وهم كمن ينثر الجواهر على حجار المراحيض.
وهكذا تطورت فكرة المسابقة الجميلة من عمل إبداعي إلى معول هدم خاصة حين نحت الأمور منحى التنافس القبلي ـ الذي لن يكون شريفا أبدا ـ وصار التصويت لابن القبيلة وليس للشعر ورونقه.

منقوووووووووول

 

التوقيع

 

ياصاحبي مافادنا كثر الأحلام ، واللي في خاطرنا عجزنا نطوله
:
نمشي ورى والوقت يمشي لقـدام ، ضعنا وضيّعنا كلاماً نقولــه
:


::




 
 
رد مع اقتباس