نكمل معكم ماتبقى من أجزاء من كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة
الجزء الثامن
باب ما ينجي من أهوال يوم القيامة ومن كربها
مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم (( من نفس عن مسلم كرة من كرب الدنيا نفس الله عنة كربة من كرب يوم القيامة )) (1)
وقد ينجي منها كلها ما يثبت في صحيح مسلم عن أبن مسعود رضي الله عنة قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم (( حوسب رجل ممن قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنة كان يخالط الناس وكان موسراً فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر , قال : قال الله عز وجل أنا أحق بذلك منك تجاوزت عن عبدي ))(2)
باب في الشفاعة العامة لنبينا محمد صلى الله علية وسلم لأهل المحشر
مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنة قال: أتى النبي صلى الله علية وسلم يوماً بلحم فرفع إلية الذراع وكانت تعجبه فنهش منها نهشه فقال:يحتملون,يد الناس يوم القيامة وهل تدرون بم ذاك ؟ يجمع الله الأولينلبعض:رين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون, فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه ؟ ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون إلي من يشفع لكم إلي ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض: ائتوا آدم, فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبونا أبو البشر خلقك الله بيده, ونفخ فيك من روحة, وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلي ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول آم : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته , نفسي نفسي , اذهبوا إلي نوح فيأتون فيقولون : يا نوح أنت أول الرسل إلي الأرض وسماك الله عبداً شكوراً , أشفع لنا إلي ربنا , ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم نوح: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب مثله ولن يغضب بعده مثله, وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها قومي. نفسي نفسي, اذهبوا إلي إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم أنت نبي الله وخليلة من أهل الأرض اشفع لنا إلي ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وذكر كذباته , نفسي نفسي اذهبوا إلي غيري اذهبوا إلي موسى فيقولون : يا موسى , أنت رسول الله فضلك الله برسالته وبتكليمه على الناس اشفع لنا إلي ربك , ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم موسى : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قتلت نفساً لم أؤمر بقتلها , نفسي نفسي اذهبوا إلي عيسى فيأتون عيسى فيقولون : ياعيسى أنت رسول الله وكلمت الناس في المهد وكلمة منه ألقاها إلي مريم وروح منه فاشفع لنا إلي ربك ألا ترى ما نحن فيه , ألا ترى ماقد بلغنا ؟ فيقول لهم عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله – وذكر ذنباً – نفسي نفسي , اذهبوا إلي غيري , اذهبوا إلي محمد صلى الله علية وسلم فيأتون محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وغفر الله لك ما تقدم وما تأخر اشفع لنا إلي ربك الاترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا , فأنطلق فآتى تحت العرش فأقع ساجداً لربي , ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه لأحد غيري من قبلي ثم قال : يا محمد ارفع راسك سل تعطه واشفع تشفع فارفع راسي فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال : يامحمد ادخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبوب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب والذي نفس محمد بيده إن مابين المصراعين من مصا ريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصري )) رواة البخاري (( كما بين مكة وحمير)) (3)
(1) رواة مسلم (2699)
(2) رواة مسلم (1561)
رواة البخاري (3340) ومسلم (194) والترمذي (2434).