اعدام صدام او هلاكه بصورة مهينة هو في الغالب نهاية الكثير من الطغاة، فما بالكم بواحد ممن تربعوا على عرش الطغيان والاجرام عبر تاريخ البشرية وليس تاريخ العراق فقط. لقد مر على العراق طيلة تاريخه العريق الموغل في القدم الكثير من الطغاة وعندما جاء دور الحجاج بن يوسف الثقفي - الحجاج المبير - والي العراق، احتل هذا الامير الجبار عرش الطغيان والجبروت منذ توليه ولاية العراق في سنة 75هـ (694م) الى حين هلاكه في 95هـ (713 م)، وعلى الرغم من تولي الكثير من الحكام الطغاة لأمور العراق الا ان احدا منهم لم يكن لينافس الحجاج في سجله الدموي ولم يستطع ان ينزله عن عرش الطغيان والاجرام، ولكن لما آلت الامور الى البعثيين عليهم غضب الله ولعنته واستتبت الامور الى صدام حسين، لم يعد الحجاج بن يوسف الثقفي ملكا على عرش الدموية والارهاب، فلقد ازاحه صدام عن عرشه بجدارة واستحقاق.
قناة الجزيرة والقنوات ذات الصلة اتشحت ماجداتها بالسواد واعلن القائمون عليها الحداد نسأل الله تعالى في هذه الايام المباركة ان يجعل ايامكم حدادا في حداد، لم استغرب رد مساطيل القات وقادتهم ولكنني عجبت من القروض التي سبق وان سفوها سفا من حكومتنا الرشيدة والتي في صدد ان يسفوها في كل مستقبل قريب، فمن يستذكر مواقف اخوة القات خلال فترة الغزو العراقي الجبان للكويت فإنه لن يستغرب تأثرهم البالغ لمصير صدام حسين ولكن نستغرب من اصرار حكومتنا الرشيدة على مد يد العون لهؤلاء المساطيل وبعثرة اموالنا وارصدتنا على «مناقع الصبخ» ومن هم على شاكلتهم من الذين لا يثمر المعروف فيهم.
ان للشيطان الرجيم الذي لعنه الله والذي نستعيذ بالله منه عبدة يعبدونه، وكذلك ان هناك من بين جربى العرب من يعبد صدام حسين ولذلك كان حزنهم كبيرا ومصيبتهم عظيمة نسأل الله ان يديم حزنهم وألا يرفع مصيبتهم عنهم، ومن اوقح ماقاله هؤلاء السفلة عن اعدام هذا المجرم الهالك هو تألمهم لاعدامه لان الاعدام فيه قسوة كبيرة وكذلك ان الاعدام تم في هذه الايام الفضيلة، فمنذ متى ياأيها السفلة الحقدة كان إعدام البشر وقتلهم يزعجكم ويؤلمكم، ومنذ متى يا أعداء الله ورسوله وياعبدة صدام حسين كانت اعياد الاسلام ومناسباته من الايام الفضيلة عندكم، نبارك لذوي شهدائنا الابرار وللكويتيين الحقيقيين وليس لكويتيي الاسم اعدام هذا السفاح المجرم، وليتذكر الجميع بان مذل الجبابرة وقاهر الطغاة يمهل ولا يهمل.
تاريخ النشر: الاحد 31/12/2006
د. احمد يوسف الدعيج
لله درك 