هل تعلم أن بابا الفاتيكان بولس السادس (1897 - 1978) قام باسم الكنيسة الكاثوليكية في عام 1965 م بتبرئة اليهود من المسؤولية الجماعية عن جريمة صلب المسيح عليه السلام، بعد نحو ألفي عام من اعتقاد المسيحيين بها.
كانت لـ يوحنا بولس الثاني قبل اعتلائه البابوية علاقات وثيقة بأساقفة ألمانيا، ومن بينهم رئيس الأساقفة الذي أصبح فيما بعد رئيساً لسكرتارية شؤون الأديان في الفاتيكان، ويعتبر مهندس الوثيقة البابوية التي صدرت عام 1965م، وعرفت باسم وثيقة تبرئة اليهود من دم يسوع المسيح، وبعد عشرين عاماً، خطا البابا يوحنا بولس الثاني الخطوة التالية في الاتجاه نفسه، فألغى عمليا التعديلات التي سبق أن أدخلت على الوثيقة الأصلية بتأثير اعتراضات الكنائس المسيحية في البلدان العربية في حينه، وأصدر في 24/6/1985م "وثيقة لجنة الفاتيكان للعلاقات الدينية"، التي تضمنت تبرئة سائر أجيال اليهود من دم المسيح، كما تضمنت الربط الوثيق بين اليهود و"إسرائيل" توطئة لما قام لاحقا من علاقات مباشرة وديبلوماسية بينهما. ورافق إصدار الوثيقة تعميم جديد يقضي بمزيد من تعليمات الفاتيكان لسائر الكنائس الكاثوليكية؛ لتعديل ما ينبغي تعديله من نصوص الصلوات والمناهج المدرسية وغيرها وفقًا للنصوص البابوية. وزاد على ذلك في 13/4/1986م قيام يوحنا بولص الثاني بزيارة كنيس يهودي في روما، لأول مرة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، حيث خاطب سدنته بقوله: "الأحباء الأعزاء والأخوة الكبار"، وكان بينهم الحاخام الأكبر في الكنيس اليهودي، والذي سبق أن التقى به عام 1981م، وجرت بينهما مصافحة اعتبرت تاريخية، إذ كانت الأولى من نوعها بين بابا كاثوليكي وحاخام يهودي، وبالتالي فقد اعتبرت أيضا خطوة رئيسة على طريق مزيد من التقارب مع اليهود.