نشأة فكرة منظمات الصليب والهلال الأحمر تعود إلى الرابع والعشرين من تموز (يوليو) 1859، عندما مرّ في ذلك اليوم مواطن سويسري يُدعى هنري دونانت عبر سولفرينو في إيطاليا، وهي المنطقة التي كانت تجري فيها معركة مريرة بين الجيوش الفرنسية والنمساوية. وقد راعه منظر آلاف الجنود الذين تُركوا على أرض المعركة ليُعانوا من نقص الخدمات الطبية الملائمة، ولذا ناشد دونانت السكان المحليين لمساعدته في رعايتهم، وأصرّ على أن ينال الجنود من طرفي القتال الرعاية نفسها. وعند عودته إلى سويسرا، نشر كتابه تذكار سولفرينو، الذي نادى فيه بإنشاء جمعيات للإغاثة في وقت السلم يعمل بها فريق تمريض يكون على استعداد للعناية بالجرحى في وقت الحرب، ومتطوعون يمكن استدعاءهم للمساعدة في الخدمات الطبية التابعة للجيوش، على أن يتم الاعتراف بهم وحمايتهم بواسطة اتفاق دولي، وهو ما رأى النور بالفعل في جمعيات الصليب والهلال الأحمر.