من منكم يستطيع العيش منعزلاً عن العالم؟ من منكم جرب البقاء وحده في غرفة مظلمة؟ من المؤكد ان الكثيرين منا مروا بهذه التجربة الفظيعة، فهل احسست عزيزي الانسان بمقدار الوحشة التي اعترت نفسك في تلك اللحظات المرعبة؟ هل ترغب في تكرار هذه اللحظات ام انك تفكر في ان تضع يدك في يد صديق أو رفيق يخفف عنك ويحول الوحشة الى أنس وفرح وطمأنينة؟ إن لم تكن قد فكرت في ذلك بعد فلا يسعني إلا ان اقول لك: ما احوجك أيها الضعيف الى غذاء يقوي جسمك النحيف، الصداقة تلعب دور الغذاء في امداد الجسم بحاجاته لتقويته، فهي تخفف على المرء متاعب الحياة اليومية، وأشق الصداقات صداقة المرء لنفسه، فما أجمل ان يعيش الانسان لحظات يشعر فيها بالحب والسعادة مع الأحبة والاصدقاء، فجو الصداقة مملوء بكثير من الفوائد الجمة التي لا نستطيع الاستغناء عنها لأن مفهومها مكون من الوفاء، الايثار، الاخلاص، الود، التعاون، والمشاركة الخالصة النبيلة. ونظرا للأثر الطيب الذي يتركه الاصدقاء أو الصداقة في نفوسنا، فمن الواجب اكرام الصداقة بوليمة دسمة من الاهتمام والعناية، لأن الاصدقاء مثل الكريستال الذي يخدشه أقل الأشياء، فيجب علينا معاملته بعناية وحذر. وفي الختام أحب ان أقول لكل من رغب في تكوين صحبة جيدة: اصحب الناس كما تصحب النار، خذ منفعتها، واحذر ان تحرقك.