نعم وهم.. وهم كبير يعيشه المجرم.. لكنه حلم لم ولن يتحقق أبداً.
لقد هالني عدد الجرائم الإنسانية والاجتماعية على وجه الخصوص، التي أصبحت ترتكب كثيراً هذه الأيام داخل الأسرة الواحدة، من دون أن يطرف لأصحابها رمش. ما هذه الأعصاب الغليظة؟
أي قلب قاس كالصخر، بل تفوق عليه في القساوة؟ أي عقل غائب طاوع تلك النفس في إغوائها؟ أي شيطان سيطر على هذه النفس وسلبها إيمانها؟
ما أعجب منه حقاً، أن كل مرتكب لجريمة يظن أنه سيقوم بالجريمة الكاملة التي لن تنكشف أبداً، بعد أن يدوس على ضميره بقدميه، لكن كم أنت واهم أيها المسكين، وهنا أتساءل: أين عقول هؤلاء إن كانت لديهم عقول في الأساس؟
إن هؤلاء لو أدركوا حقيقتهم فعلاً لما أقدموا على ارتكاب ما حرم الله سبحانه وتعالى من قتل وسفك للدماء بغير حق.
ثم إن الله سبحانه وتعالى خالق الخلق وهو أعلم بهم من أنفسهم، وأنه مطلع على كل شيء علام الغيوب، وأنه منتقم جبار، لا يضيع حق المظلوم لديه مهما طال الزمان، لذلك أوجه ندائي لكل من توسوس له نفسه المريضة التي تتحالف مع الشيطان، وأقول له: لا يوجد ما يسمى بالجريمة الكاملة، لن تفلت من عدالة السماء مهما طال بك زمن الهروب أو عدم اكتشاف ما فعلته من جرم.
فما أهون وأيسر اكتشاف الجريمة، وربما بشيء بسيط لا يخطر على بال المدبر والمخطط، الذي يعتقد أنه قادر بذكائه الواهم أن يخفي ما اقترفت يداه من جرم وإثم، وأن ما من أحد بقادر على كشفه