[شما]

في تعاملاتنا اليومية كثيرا ما نسمع ونردد عبارة “فيلسوف زمانه”، ولكن هل تساءلنا يوما إن كنا نستخدمها في موضعها الصحيح، وهل في حقيقة الأمر نحن مدركون لمعنى الفلسفة الذي نعنيه؟

أظن أن الاجابة عن هذا السؤال ستصدم الكثيرين، لأن الفلسفة علم مستقل، ومن الصعب على البعض أن يتعايشوا مع هذا العلم، وفي الساحة الجامعية هناك حالات كثيرة يطلق عليها الطلاب “فلاسفة زمانهم”.

فعلى سبيل المثال، إذا رفض أحمد الذهاب مع رفاقه لقضاء وقت الاستراحة البالغ ثلاث ساعات في الكافتيريا وفضل أن يستغل هذا الوقت للبحث في المكتبة الجامعية، سيشيرون إليه ضاحكين ويقولون “فيلسوف زمانه”.

لأن العلم والقراءة والكتابة وكل ما هو مفيد وجيد أصبح في منظور شباب اليوم “فلسفة” رغم ان ذلك يقوم به كل طالب يأخذ الدراسة الجامعية على محمل الجد بدلا من اللهو واللعب، ولكن للأسف هذا ما اعتاد عليه البعض منذ الصغر، فترسخت الفكرة في بالهم وأصبحوا ينظرون للمنطق على أنه الفلسفة.

وانعكاس الأمور بهذه الطريقة على عقلية وفكر شبابنا أمر خطير وإذا لم يتم يتداركه من الآن فإننا سنصل إلى مفترق طرق وأزمة يصعب إيجاد الحل المناسب لها، خاصة وأن هؤلاء الشباب يأخذون الأمر من باب السخرية والاستهزاء، ولكن في واقع الأمر هو مشكلة تحتاج إلى حل للرقي بفكرهم وتصحيح مفاهيمهم الحياتية، لأنه وبنظرة سريعة إلى الواقع، سندرك أن الشباب يرون كل ما هو جيد من باب الفلسفة، ومن يتعامل بلباقة وأخلاقيات عالية فهو بنظرهم فيلسوف، ومن يرفض السلوكيات السطحية غير المفيدة فهو أيضاً فيلسوف.