عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18-02-2006, 10:38 AM
ابوانس ابوانس غير متصل
 
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 619
معدل تقييم المستوى: 20
ابوانس is on a distinguished road
المقاطعة تربي في الأمة روح الجهاد والقتال

المقاطعة تربي في الأمة روح الجهاد والقتال



تحقيق : أسامة الهتيمي


مفكرة الإسلام : فجأة وبدون مقدمات هبت الجموع العربية والمسلمة في كل مكان تهتف ضد الدنمرك والنرويج وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية التي سمحت لبعض صحفها بنشر رسوما كاريكاتورية تسيء إلى رسول الإسلام محمد – صلى الله عليه وسلم – حيث اعتبرت هذه الجموع أن ما حدث انتهاكا صريحا ووقحا للمقدسات الإسلامية التي أصبحت مباحا لكل من هب ودب في العالم.

ورأت هذه الجموع أنه لابد من وقفة إزاء ما تعرض له الرسول الكريم من إهانة وإساءة حتى يعتبر هؤلاء ويتيقنوا من أن روحا قوية ما زالت تسري في جسد أمة الإسلام .. وهو ما دفع هذه الجماهير إلى المطالبة والدعوة لمقاطعة البضائع والمنتجات الدنمركية مستلهمة بذلك تلك التجربة السابقة والتي دعت إليها بعض الفعاليات والكيانات السياسية منذ منتصف التسعينات وحتى العدوان على العراق إزاء المنتجات الأمريكية والإسرائيلية وكان لها أثرها الكبير.

لكن .. هل يكفي أن نقاطع ؟ .. وهل يكفي أن يكون إيلامنا لهؤلاء عبر رفضنا لمنتجاتهم ؟ وهل نملك من الصبر وطول النفس ما يجعل من سلوكنا قيمة وجدوى ؟.. مفكرة الإسلام تطرح السؤال لعله يكون البداية لحث المسلمين على التفكر والتدبر فيما وصلنا إليه.



الإساءة تحدي للعرب والمسلمين

في البداية يقول الدكتور السيد عوض عثمان أستاذ العلوم السياسية إن ما صدر عن الدنمرك من إساءة لرمز جليل للعرب والمسلمين أجمعين يتوجب أن يكون له رد فعل قوي وعنيف بحيث يضع حداً لمثل هذه الإساءات في الحاضر والمستقبل فضلا عن أنه لا يمكن أن نقبل هذه الإساءات بدعوى حرية الرأي والتعبير ويجب أن يعي الغرب الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها عندما يتم التعرض لإسرائيل أو يأتي من السلوكيات التي تندرج تحت ما يسمى بالعداء للسامية وأن يصل إلى قناعة بأنه عندما يهين الرموز الإسلامية فإنه يخلف حفاري قبور.

وبالتالي فإن من الواجب أيضا أن يكون رد الفعل العربي والإسلامي من خلال منظومة رادعة على أكثر من صعيد فبداية يتوجب دعوة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لاتخاذ قرار بأنه إذا لم تعتذر الحكومة الدنمركية رسميا عن هذه الإساءات فإن هذا يشكل تحد للعرب والمسلمين الذين سيبادرون بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدنمرك أو أي دولة أوروبية تحذو حذوها .. ورغم المشاكل التي ربما تعترض مثل هذا القرار بسبب التشرذم وواقع التفتت الذي نعاني منه إلا أن الدور الشعبي يمكن أن يساعد في ذلك بجعل يوم الجمعة من كل أسبوع يوم احتجاجي شعبي ضد الدنمرك ومقاطعة كل ما يرد للعالم العربي من بضائع دنمركية ويمكن أن يتم كما حدث في اليمن أن يتم تجميع هذه البضائع في ميدان عام ويتم حرق جانب كبير منها في مشهد يعبر عن الغضب الشعبي إلى جانب اتخاذ إجراءات أخرى لمخاطبة الرأي العام الدنمركي.

المقاطعة لا بد أن تتصف بصفة الاستمرارية لكي تحدث الأثر .. لكننا أمام ظرف خاص ونحن ليس أمامنا خيارات فإما أن تنتشر موجة من العنف للإحساس بعدم القدرة على اتخاذ شيء وإما أن نتخذ موقفاً حقيقياً والمقاطعة هي هذا الشكل حتى لو لم تحقق الغاية منها.



المقاطعة هي الحد الأدنى

أما الدكتور عبد الحميد الغزالي أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين فيقول أنا في تصوري أن هذه المقاطعة الشعبية هي الحد الأدنى للرد على الافتراء الشديد من قبل الغرب على قائدنا وزعيمنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. فالمقاطعة الاقتصادية لها تأثير كبير لأننا نتكلم عن سوق إسلامي يصل حجمه إلى مليار ونصف نسمة.. وفعلا وخلال هذه الفترة القصيرة من المقاطعة أثر تأثيرا شديدا على الاقتصاد الدنمركي.

ويضيف الغزالي: لقد كان لمقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية من قبل أثر كبير غير أننا في الحقيقة وللأسف الشديد فإن نفسنا قصير ولا نتمهل حتى نحقق الهدف مما نفعل. فقد حققت المقاطعة الخاصة بأمريكا وإسرائيل أثر كبير جدا لدرجة أن كثيرين من رؤساء مجالس إدارات الشركات التي قاطعناها جاءوا إلى المنطقة ليعكسوا حقيقة مواقفهم وقالوا إنهم لا علاقة لهم بما يحدث من انتهاكات.

وأشار الغزالي إلى أننا نعيش الآن ما يسمى بعصر الاقتصاد .. فهذا القرن هو قرن التحدي الاقتصادي فأي سلاح اقتصادي يمكن أن يستخدم يمكن أن يؤثر في بعض الشركات .



الغرب لا يفكر إلا في مصلحته

أما السفير السابق محمد والي فيؤكد أن المقاطعة الاقتصادية بالطبع لها جدواها وأثرها في العدو فهؤلاء لا يعرفون إلا لغة القوة لأنه لا يريد إلا مصلحته ومصلحته فقط وهي أهم شيء عنده فإذا وجد تأثر في مصلحته يفكر ويراجع نفسه ..هذه هي اللغة التي يفهموها والتي يجب علينا أن نخاطبه بها.

وانظر متى اعتذر بعضهم عن الإساءة التي تعرض لها الرسول الكريم .. إنهم لم يعتذروا إلا عندما بدأت المقاطعة وبدأت تتسع .. وهذا هو الأمر الطبيعي المنتظر من الغرب .. فهم لديهم حقد دفين على الإسلام والمسلمين ويظهر هذا من وقت لآخر ويمكن أن يظهر في أشياء أخرى.

وأتساءل لماذا يستبيحون إهانتنا بدعوى حرية الرأي والتعبير في الوقت الذي لا يستطيع أيهم أن يقترب من الحديث عن اليهود حيث سيخضع للمعاقبة بدعوى معاداة السامية وربما يتعرض للمحاكمة والسجن.

ويشير السفير والي إلى أن المقاطعة سلاح تم استخدامه من قبل عندما قاطعنا البضائع الأمريكية والإسرائيلية وقد لعبت دوراً كبيراً .. كذلك فإن من الممكن أن يكون للمقاطعة تأثير أكثر فاعلية لو أننا استمررنا لكننا للأسف لا نستمر.



يجب أن لا ننسى مقاطعة أمريكا

فيما يرى مجدي أحمد حسين الكاتب الإسلامي أن هذه الحملة الشعبية الداعية لمقاطعة المنتجات الدنمركية فيها شيء إيجابي عظيم وهي أنها نوع من الانتفاضة للأمة الإسلامية للدفاع عن مقدساتها ضد هذا العدوان غير المبرر للغرب على مقدساتنا الإسلامية .. حيث بلغت من القوة بحيث أنها ضغطت على الحكام العرب والمسلمين فالحكام يتسابقون إلى المشاركة في الإدانة والاستنكار والمطالبة بالمقاطعة ما عدا 'كرازاي' العميل الأفغاني وهذا في حد ذاته شيء جيد حيث يعطي رسالة مهمة للعالم الغربي بأن يلتزم حدوده في العدوان على المقدسات.

ويشير حسين إلى أن هناك شيء مهم وهو أن انضمام الحكام إلى هذه المعركة مرتبط بصغر حجم البلد الذي اعتدى على الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهي الدنمرك وهذا هو الملفت .. إذ أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يسب كل يوم تقريبا في الإعلام الأمريكي ولكن هذه الأنظمة لا يمكن أن تقوم بالدعوة لهذه 'المقاطعات' للبضائع الأمريكية ..فالمعروف أن كبار رجال الدين في الكنيسة المعمدانية يسبون الرسول ويتهمونه بالإرهاب والجنون ولكن لم يتجرأ أي حاكم على مقاطعة أمريكا أو استدعاء السفير الأمريكي.

وهنا لابد أن أطالب الحركة الشعبية بأن تذكر بأهمية مقاطعة البضائع الأمريكية لأسباب عديدة وليس فقط لاحتلال العراق أو أفغانستان أو دعمها لإسرائيل ولكن كذلك بسبب سبها للرسول – صلى الله عليه وسلم - نفسه .. فمن يقوم على هذه الإهانة لهم صفة رسمية فهم رجال دين الحكم الأمريكي وعلاقتهم بالبيت الأبيض وثيقة ومعروفة.

ويضيف حسين أن المقاطعة شيء مهم وناجح ومخيف جدا لهم فاستخدام هذا السلاح أحد وسائلنا في مقاومة العدوان الغربي على الإسلام والمسلمين حيث تكون هناك خسائر بالمليارات خاصة عندما يتضامن فيها المستورد نفسه وليس الشعب وعندها ستكون الخسائر قاصمة للاقتصاد الدنمركي .. كذلك علينا أن نركز على المقاطعة الشعبية لأن الأنظمة يمكن أن تتراجع في أي لحظة.



بالمقاطعة نقاتل أعداءنا من المنازل

أما الدكتور رفعت سيد أحمد الخبير في الدراسات السياسية فيؤكد أن المقاطعة الخاصة بالمنتجات والبضائع والسلع والشركات الإسرائيلية والأمريكية التي تمسك بها الشارع العربي خلال الفترة الماضية كانت سلاحا فاعلا في مجال الصراع العربي الصهيوني إذ أنه سلاح سياسي ومعنوي أكثر منه سلاح اقتصادي وهو كذلك سلاح استنهاض لأنه يدفع الناس إلى البحث عن طريقة لتنمية الاقتصاد الوطني.

فعلى المستوى الاقتصادي تفيد في إيلام العدو الإسرائيلي والأمريكي وقد كبدت المقاطعة العربية أيام مذبحة جنين عام 2004 الولايات المتحدة الأمريكية ما يقرب من 700 مليون دولار وهذا أكبر دليل على أنها مؤثرة وفاعلة.

أما على المستوى السياسي والمعنوي وهو أكثر أهمية فالمقاطعة تربي لدى الأمة روح القتال أو الجهاد في سبيل قضية ويصبح من خلال أثرها قناعة لدى الناس بإمكانية مقاتلة العدو ونحن في داخل البيت أو السوبر ماركت حيث يمكننا مواجهة إسرائيل من أي مكان وليس فقط من خلال المواجهة المسلحة .. ويضاف إلى ذلك أن المقاطعة تعطي بعداً تربوياً للأبناء والأجيال الجديدة التي تنمو على رفض العدو ورفض التعامل معه.

ويضيف الدكتور سيد أحمد ومن هنا يمكن أن نستخدم سلاح المقاطعة مع كل من ينتهك حقنا ومنهم هؤلاء الذين يهينون مقدساتنا.. فالمقاطعة هنا يجب أن تكون واجبة للرد على من أساءوا للرسول – صلى الله عليه وسلم – في الدنمرك والمقاطعة لهذه الدولة سوف تؤثر تأثيرا كبيرا.



الغضب حق لكل من يشعر بالكرامة

أما المفكر والكاتب الدكتور عبد الحليم قنديل فيقول إنه من المؤكد أن أي مسلم صحيح الإسلام أو يشعر بأي قدر من العزة والكرامة لا بد أن يغضب من الرسوم المسيئة للرسول – صلى الله عليه وسلم – فهو إذن من حيث المبدأ غضب مشروع وإذا كان يقال إن حق التعبير مقدس فالمقاطعة أيضا حق تعبير ومقدس إذ من حق الإنسان أن يقاطع ما يريد ويشتري ما يريد .. والدنمرك ذاتها قاطعت سابقا أيام حكم النازي.

ويضيف قنديل أن الغضب العربي والإسلامي إزاء هذه الإهانة مشروع وتعبير عن الكرامة الإنسانية غير أن لي بعض الملاحظات ومنها:

الملاحظة الأولى هي أنه من حقنا أن نغضب للإساءة للرسول – صلى اله عليه وسلم – لكن من العار أن لا نغضب للإساءة اليومية التي يتعرض لها المسلمون في كل مكان .. ويدهشني أن تكون الأغلبية الساحقة من الذين غضبوا لم يروا هذه الإساءة ولا الرسوم المسيئة في حين أنهم يرون يوميا ومن خلال وسائل الإعلام المتعددة صور دهس المسلمين بأحذية الاستعمار الأمريكي والصهيوني في العراق وفلسطين وأفغانستان.

كذلك فمن الملفت أن نرى هذا الغضب الشديد - وأنا لا أرفضه- في حين لا نرى الناس تتحرك غضبا ضد الحكام الذين يسحقون الشعوب العربية يوميا.

وأعتقد أن هناك اتجاهات سواء في الحكم أو اتجاهات شعبية في الشارع من حركات سياسية وجدت في هذه المسألة نوعاً من الغرض السهل لاستعادة شعبية مفقودة .. وهذا دليل على تدني وعي الناس السياسي ومثال ذلك حالة شيخ الأزهر الذي في بداية الحملة صور أمر الغضب بشكل وقح حين قال إنهم يسيئون لأشخاص أموات وهو شخص ميت ويقصد الرسول – صلى الله عليه وسلم - وهي طريقة مستخفة في التعامل مع الرسول الكريم والغريب أنه بعدما تعرض للنقد والهجوم من قبل المسلمين خرج في مقدمة صفوف المظاهرات المطالبة بمقاطعة البضائع الدنمركية في الوقت الذي يتعامل فيه ليل نهار مع الإسرائيليين.

وأما الملاحظة الثانية فهي أن الغضب في شوارعنا غضب موسمي وأعني أن الغضب يصعد ثم يبرد والسبب هو عدم تسييس الشارع بمعنى عدم وجود مؤسسات فعالة تحفظ لهذا الغضب ديمومته واستمراره. وأتوقع أن هذه الغضبة سوف تبرد ولن نتذكر الدنمرك بعد ذلك وستكون مجرد نداءات تطالب باستخدام الجبن الفرنسي بدلا من الجبن الدنمركي مع أن فرنسا أيضا نشرت الرسوم المسيئة وإن كنا نقبل اعتذار الدنمرك التي لم تكن لتعلم رد الفعل فإننا لا نلتمس عذرا لفرنسا التي نشرت وهي تعلم بغضب المسلمين لكن للأسف فإن النفوذ الفرنسي كبير ولا يمكن التعامل معها كما يتم التعامل مع الدنمرك.

أما الملاحظة الثالثة فهي أنه يجب أن يوضع الهرم على قاعدته بمعنى أنه يجب أن ينظر إلى فكرة الإساءة للإسلام بصورة صحيحة حيث سنكتشف أن الحكام العرب والمسلمين هم المسئولون عن الإساءة .. فإذا كان الأمر متعلق بالإيمان فلا يسأل المؤمن عن إيمانه لأنه علاقة بين العبد وربه أما في إطار المعاملة يجب أن يسأل كل إنسان عما يفعل .. وللأسف فإن نظمنا العربية هي نظم للكبت لا يمكن أبدا أن نصفها بأنها محسوبة على الإسلام لا يمكن أن تكون معبرة عن المعنى الجميل والجليل للإسلام.

 

التوقيع

 









 
 
رد مع اقتباس