عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 31-08-2013, 03:58 PM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: الــــــداء والـــــدواء




الفائدة الثانية

طريق النجاة

فائدة في غاية الأهمية

بعد أن تحدث العلامة ابن القيم-رحمه الله-عن عقوبات المعاصي

ووسائل الشيطان في إيقاع بني آدم فيها تكلم عن فاحشتي
الزنا واللواط بعدها سأل سؤالاً مهماً وهو :


فإن قيل : وهل مع هذا كله دواء لهذا الداء العضال ؟

ورقية لهذا السحر القتال ؟..

فأجاب : قيل : نعم . . الجواب من أصله

(( ما أنزل الله من داء إلا جعل له دواء ))

علمه من علمه وجهله من جهله )) .


والكلام في دواء هذا الداء من طريقين :

احدهما ــ حسم مادته قبل حصولها .

والثاني ــ قلعها بعد نزولها .

وكلاهما يسير على من يسره الله عليه ، ومتعذر على من لم يعنه ،
فإن أزِِِمَّة الأمور بيديه .

فأما الطريق المانع من حصول هذا الداء ، فأمران :

أحدهما : غض البصر :

فإن النظرة سهم مسموم من سهام ابليس ، ومن أطلق لحظاته

دامت حسراته ، وفي غض البصر عدة منافع ــ وهو بعض أجزاء
الدواء النافع ــ

• احدها : أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه

ومعاده ، فليس للعبد في دنياه وآخرته , أنفع من امتثال أوامر ربه ............

• الثانية : أنه يمنع وصول أثر السهم المسموم ــ الذي لعل فيه هلاكه ــ

إلى قلبه .

• الثالثة : أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعيَّةً عليه ــ الله ــ

• الرابعة : أنه يقوي القلب ويفرحه , كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه

• الخامسة : أنه يكسب القلب نوراً ، كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة ، .............

• السادسة : أنه يورث فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل ،

والصادق والكاذب .

• السابعة : أنه يورث القلب ثباتاً وشجاعة وقوة ، فجمع الله له بين

سلطان النصرة والحجة ، وسلطان القدرة والقوة ، كما في الأثر :
(( الذي يخالف هواه يَفْرِقٌ الشيطان من ظله )) .

• الثامنة : أنة يسد على الشيطان مدخله إلى القلب ....

• التاسعة : أنه يًفرَّغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها .....


• العاشرة : أن يعين العين والقلب منفذاً وطريقاً يوجب انفصال

أحداهما عن الآخر ، وأن يصلح بصلاحه ، ويفسد بفساده ، فإذا فسد
القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب .

وكذلك في جانب الصلاح فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد ،
وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ،
فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه ، والأنس به والسرور
بقربه فيه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .

فهذه . . إشارة إلى بعض فوائد غض البصر تطلعك على ما ورائها .


الطريق الثاني : ــ من حصول تعلق القلب ــ اشتغال بما يبعده عن ذلك .

ويحول بينه وبين الوقوع فيه ، وهو إما خوف تعلق أو حب مزعج ،

فمتى خلا القلب من خوف ما فواته اضر عليه من حصول هذا المحبوب ،
أو خوف ماحصوله آخر عليه من فوات هذا المحبوب ، أو محبة ماهو
أنفع له وخير له من هذا المحبوب ، وفواته آخر عليه من فوات هذا
المحبوب ، أو محبة ماهو أنفع له وخير له من هذا المحبوب ، وفواته
آخر عليه من فوات هذا المحبوب ، لن يجد بداً من عشق الصور .


وشرح هذاأن النفس لا تترك محبوباً إلا المحبوب أعلى منه ،

أو خشية مكروه حصوله اضر عليها من فوات هذا المحبوب .

وهذا يحتاج صاحبه إلى أمرين إن فقدهما أو أحداهما لم ينتفع بنفسه :


أحدهما

بصيرة صحيحة

يفرِّق بها بين درجات المحبوب والمكروه ، فيؤْثِر أعلى المحبوبين

على أدناهما ، ويحتمل أدنى المكروهين ليخلُص من أعلا هما ، وهذا
خاصة العقل ، ولا يعد عاقلاً من كان بضد ذلك بل قد تكون البهائم
أحسن حالاً منه

الثــاني : قوة عزم وصبر:

]يتمكن به من هذا الفعل والترك ، فكثيراً مايعرف الرجل قدر التفاوت ،

ولكن يأبى له ضعف نفسه وهمته وعزْمته على إيثار الأنفع ، من جشعه
وحرصه ووضاعة نفسه خسة همته.

التعديل الأخير تم بواسطة : سمو الرووح بتاريخ 31-08-2013 الساعة 04:00 PM.
رد مع اقتباس